وفي مقابلة مع إذاعة طهران العربية، خلال برنامج "فلسطين اليوم" أشار الكاتب والمحلل السياسي وسام إسماعيل إلى أن هذا التطور لا يقتصر على غزة فحسب، بل يعكس الاستراتيجية التي يعتمدها الرئيس ترامب في الشرق الأوسط، والتي تستند إلى شعار "أمريكا أولاً" وتحقيق الإنجازات.
وأضاف أن السفير الأمريكي في تل أبيب قد أشار مؤخراً إلى أن للولايات المتحدة مصالحها الخاصة، مما يدل على أن الأمور تتجاوز مجرد اعتبار المصالح الإسرائيلية. وأكد أن الاستراتيجية الأمريكية تشهد تغيرات ملحوظة، حيث يمكن اعتبار هذا الاتفاق فشلاً سياسياً لإسرائيل وبداية لتغيير في رؤية الولايات المتحدة لعلاقتها مع الكيان الإسرائيلي.
وتساءل إسماعيل عن سبب رفض نتنياهو لوقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذا الرفض قد يعكس استراتيجية جديدة أو تأكيداً على سياسة القوة أولاً. وأوضح أنه إذا نظرنا إلى الوضع بواقعية، فإن عدم قدرة الكيان الإسرائيلي على حسم المعركة قد يؤدي إلى اعتباره فشلاً استراتيجياً وهزيمة، بينما تعتبر حركة حماس هذا الأمر انتصاراً لها.
كما أشار إلى أن الكيان الإسرائيلي يعاني من عدم الاستقرار السياسي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن المعارضة قد تحصل على 62% من أصوات الكنيست إذا جرت الانتخابات اليوم، مما يعني أن نتنياهو واليمين المتطرف قد يسقطون. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الحكومة قضايا فساد ومحاكمات، مما قد يؤدي إلى سقوط نتنياهو.
وذكر إسماعيل أن نتنياهو يسعى إلى تقديم نفسه كمنقذ للكيان الإسرائيلي، محاولًا تصوير استمرار المعركة كضرورة للحفاظ على الوجود. ومع ذلك، يبرز تناقض بين الموقف الرسمي في تل أبيب الذي قلل من شأن الإفراج عن الجندي، وتصريحات الإعلام العبري حول ضغوط أمريكية على نتنياهو.
تتساءل الأوساط السياسية عن انعكاسات هذه التطورات على العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وما إذا كان الكيان الإسرائيلي سيعترف بتخلي الولايات المتحدة عنه.
يُشير الوضع الحالي إلى إمكانية إعادة قراءة العلاقة بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، حيث لا يمكن لأحد أن يتوقع استمرار معارضة الإسرائيليين للتوجهات الأمريكية في المستقبل القريب.