من أين جاءت روح الفروسية والحرية اليمنية؟.
أعتقد أنه لفهم ظاهرة "اليمنيين" في عالمنا اليوم، علينا دراسة تاريخهم وهويتهم. برأيي، اليمنيون محاربون بالفطرة، لأن تاريخهم حافل بالمعارك والمقاومة.
هذه الأرض موطن أقدم الحضارات في العالم، ولطالما صمدت في وجه الغزاة. من الإمبراطورية الحبشية في القرن السادس الميلادي، التي غزت اليمن بأسطول بحري، إلى الإمبراطورية الساسانية، التي اشتبكت مع اليمنيين للسيطرة على التجارة في البحر الأحمر.
منذ البداية تعلم هؤلاء أن عليهم القتال إن أرادوا البقاء. و قد كان للتقاليد القبلية تأثير على شجاعة اليمنيين.
تُعدّ القبيلة في اليمن، أهم وحدة اجتماعية، وتُعدّ القيم القبلية كالشجاعة والولاء ونصرة المظلومين قواعد غير مكتوبة في هذا المجتمع. في مثل هذه الثقافة، إذا هوجمت قبيلة، تتحد القبائل الأخرى للدفاع عنها.
إن فلسطين اليوم من منظار اليمنيين كواحدة من قبائلهم التي تعرضت للظلم والاعتداء. فالقتال ليس خيارًا لهم بل واجب.
اليمنيون أهل ساحات القتال وابن بجدتها لأن دينهم يشجعهم على محاربة الظلم. يتبع جزء كبير من اليمنيين المذهب الزيدي المتفرع من المدرسة الشيعية المذهب الذي يُشدد على مواجهة الظلم. وقد جعل هذا المبدأ، القتال أصلا دينيا لليمنيين.
لقد تعلم أهل اليمن ألا يصمتوا في وجه الظلم. التجارب التاريخية والثقافية والدينية والسياسية جعلت اليمنيين يقفون دائمًا إلى جانب الشعوب المضطهدة.
لم تكن فلسطين عند اليمنيين مجرد وطن؛ بل إنها رمز. رمز لشعب يعيش تحت الاحتلال، ويتعرض للقصف والحصار كما هم عليه اليوم.
يُولد اليمنيون محاربين، لأن القتال بالنسبة لهم يعني البقاء. وعندما يسمعون صوت الظلامة الفلسطينية، لا يكون ذلك مجرد خبر جديد بالنسبة لهم؛ بل هو صوتهم الخاص.