أصبحت بقايا الأدوية في مياه الشرب وكشفها اليوم تحديًا كبيرًا في الحياة الحضرية الحديثة، إذ أن التراكم الحيوي لهذه البقايا في جسم الإنسان يؤدي إلى اضطرابات مثل العقم، مقاومة الأدوية واختلال التوازن الهرموني.

وبناء على ذلك، ونظرا لأهمية هذه القضية، قام أحد الباحثين في مجال تكنولوجيا النانو في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤخرا باكتشاف جديد، حيث نجح في اكتشاف وقياس كميات غير قابلة للتتبع من عقاري "السيتريزين" و"الفكسوفينادين" في المختبر باستخدام صفائح أكسيد "الجرافين" النانوية لتكون بمثابة مواد ماصة مناسبة لمركبات عائلة مضادات "الهيستامين"، بما في ذلك "السيتريزين" و"الفكسوفينادين".

في الواقع، يتم استخدام تركيب صفائح "الكربون" النانوية لاستخراج كميات بحجم النانو من الأدوية المضادة للهيستامين (السيتريزين والفكسوفينادين) من الماء ويمكن استخدامها في تنقية المياه فيما يخص مصانع الأدوية، فضلاً عن كونها قابلة للتطبيق على أدوية وصناعات ومواد كيميائية أخرى.

تم اختيار مقال هذه الباحثة الإيرانية في مجال تقنية النانو من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي قدمت هذا الاكتشاف الجديد إلى الجمعيات الكيميائية والصيدلانية، كواحد من أفضل المقالات في مؤتمر الكيمياء العالمي السنوي لعام 2025 في لندن، مما أكسب لإيران مقعدا في هذا الاجتماع.

قالت "ياسمن برويسي"، من مواليد عام 1988 وخريجة كلية الصيدلة وعضوة في نقابة الصيادلة الإيرانية بهذا الصدد:

"لقد مر عام تقريبًا منذ أن أكملت بحثي حول حساسية الأدوية للفكسوفينادين والسيتريزين، وتمكنت من تقديم نتائجي في شكل مقال إلى جمعيات الكيمياء والصيدلة حول العالم وبحضور علماء كبار في جميع أنحاء العالم".

وأعربت عن ارتياحها لاختيار مقالتها ضمن أفضل المقالات لعام 2025 من قبل أساتذة الكيمياء في العالم، وأعلنت عن شرف الفوز بمقعد لإيران الإسلامية في أكبر مؤتمر للكيمياء في العالم ودعوتها لهذا الاجتماع الدولي الكبير لإلقاء كلمة فيه.

وأعربت "برويسي" عن أملها في أنه بدعم من المعاونية العلمية لرئاسة الجمهورية ووزارة العلوم والاستفادة من الإمكانيات والمعدات المختبرية، بأن تتمكن من تحقيق هذا الشرف للجمهورية الإسلامية الإيرانية في السنوات القادمة وجعلها مرفوعة الرأس في العالم".

وقالت عن نتائج أبحاثها المختبرية في ورقة بحثية قدمتها لمؤتمر لندن للكيمياء: "تساعد هذه النتائج على العيش بصحة بدنية أفضل والوقاية من أمراض مثل العقم، والتغيرات الهرمونية بسبب مياه الشرب في المناطق الحضرية".

وأضافت:

"يمكن للمواطنين استخدام مياه أكثر صحة، وهذا الاكتشاف سيساهم بشكل كبير في تنقية المياه المستخدمة في القطاع الصناعي وتحسين صحتها".