يكون شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة بكل بركاته وأنواره، على وشك الانتهاء. وتمتلئ القلوب في الأسبوع الأخير من هذا الشهر الفضيل، بحزن الفراق والشوق إلى اللقاء المجدد.
لقد ترك لنا الإمام السجاد (عليه السلام) في دعاء الوداع لشهر رمضان المبارك مشاعر وتعاليم ثمينة، بلغة فصيحة وقلب مليء بالمعرفة. وفي الوقت نفسه، يصور جزء من هذا الدعاء عمق الارتباط الروحي بهذا الشهر المبارك.
يقول الإمام السجاد عليه السلام:
«وَقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ وَصَحِبَنَا صُحْبَهَ مَبْرُورٍ وَأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ».
يحتوي هذا المقطع من الدعاء على عدة نقاط أساسية:
1. إقامة شهر رمضان المبارك بكرامة بيننا:
يقول الإمام السجاد (عليه السلام) بأن شهر رمضا المبارك «وَقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ». ويشير هذا التفسير إلى استغلال كافة لحظات وفرص هذا الشهر. وكأن شهر رمضان المبارك كان ضيفا عزيزا استقبل بأحسن الاستقبال، وأعطي حق الضيافة.
2. الصحبة الصالحة:
يشير الإمام السجاد (عليه السلام) إلى أن شهر رمضان المبارك «صَحِبَنَا صُحْبَهَ مَبْرُورٍ»؛ وهذا يدل على أن شهر رمضان المبارك لم يكن مجرد فترة زمنية خاصة، بل كان أيضًا وقتا للرفقة الرحيمة والتوجيه الخيري. إن شهر رمضان المبارك هو فرصة لتزكية النفس، تحسين السلوك، وتقوية الإيمان، وقد ساعدنا على هذا الطريق.
3. أفضل المنافع:
يقول الإمام السجاد عليه السلام في موضع آخر من هذه الدعاء: «وَأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ». ويشير إلى أن المنافع المادية والدنيوية لا تذكر مقارنة بالمنافع الروحية والأخروية التي تحصل في شهر رمضان المبارك.
إن شهر رمضان المبارك فرصة لنيل رضا الله، غفران الذنوب، ورفع المستوى الروحي. كما أنه فرصة ذهبية للذين ينالون أعظم الأجر الإلهي بعمل صغير.
وبشكل عام فإنه تقدم هذه الفقرة من دعاء الوداع صورة جميلة لشهر رمضان المبارك؛ شهر مبارك يغير حياتنا بوجوده ويرشدنا نحو الكمال ويمنحنا فوائد لا نهاية لها.