تتمتع تلاوة القرآن الكريم بمكانة عالية جداً ولها فوائد لا تعد ولا تحصى على الفرد والمجتمع. والقرآن الكريم، هو كلام الله ودليل الحياة، وتلاوته فرصة للتواصل المباشر مع جل وعلا، والنيل من أنوار هدايته.
إن لكل آية من آيات القرآن الكريم ثواباً، وترفع صاحبها إلى أعلى درجات الإيمان والتقوى. وبالإضافة إلى ذلك فإن تلاوة القرآن الكريم تجلب الطمأنينة إلى القلب، وتزيل الحزن والغم، وتقي الإنسان من وساوس الشيطان.
إن أثر تلاوة القرآن الكريم على حياة الفرد والمجتمع واسع جداً حيث يزكي النفس ويحسن السلوك، ويهدي الإنسان إلى الأخلاق الحميدة والأعمال الصالحة. وعلى مستوى المجتمع، فإن تلاوة القرآن الكريم تحقق الوحدة والتعاطف بين المسلمين وتوحدهم ضد مؤامرات أعدائهم.
إن تعزيز ثقافة تلاوة القرآن الكريم في المجتمع يمكن أن يساعد على تقليل الأضرار الاجتماعية، ورفع مستوى الروحانية والأخلاق.
بالنظر إلى أن الله تعالى يدعونا دائماً إلى التأمل والتفكر في آيات القرآن الكريم، فإن تلاوة هذا الكتاب السماوي وحده لها أيضاً بركات وثمار لا تعد ولا تحصى. وهذه المسألة في حد ذاتها دليل على الإعجاز الروحي والذاتي في القرآن الكريم. كتاب إن مجرد قراءته دون فهم وتدبر فيه يجلب آثاراً وفوائد كثيرة، كما قال الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام): «مَن قَرَأ القرآنَ كانَت لَهُ دعوةٌ مُجابةٌ إمّا مُعَجَّلَةً و إمّا مُؤَجَّلةً». (الدعوات للراوندي، ص 24).
يدل هذا الحديث الشريف على أن تلاوة القرآن الكريم لها علاقة مباشرة باستجابة الدعاء، وأن من يتلو القرآن الكريم ينال نعمة الاستجابة، ويحصل على رحمة الله.
وقد تكون استجابة هذا الدعاء فورية وتحدث بعد تلاوة القرآن الكريم بوقت قصير، وقد تتأخر حسب ما تقتضيه الحكمة الإلهية وتستجاب في وقت أنسب. ولكن هذه الاستجابة يمكن أن تتخذ شكلين:
الاستجابة السريعة:
يتم في بعض الأحيان الرد على دعاء الشخص في نفس الوقت أو بعده بفترة وجيزة. ويأتي هذا النوع من الاستجابة عادة عندما يكون طلب الإنسان متوافقا مع الحكمة الإلهية، ظروف العصر، ومصالحه الفردية والاجتماعية.
الاستجابة المؤجلة:
ففي بعض الأحيان لا تتم الاستجابة على الدعاء فوراً، فيؤجل تحقيقه إلى وقت آخر. وقد يكون هذا التأخير لأسباب مثل المصلحة الأفضل، أو توفر الشروط اللازمة، أو حتى تحوله إلى خير ونعمة أكبر. وجاء في روايات أخرى أن الدعاء قد لا يستجاب في الدنيا، ولكن في الآخرة يُعطى للإنسان ثواباً أعظم.
نستنتج من هذا الحديث الشريف أن تلاوة القرآن الكريم تضع الإنسان في موضع يقبل الله فيه دعاءه. وهذا يدل على الأثر الروحي والعاطفي للقرآن الكريم على قلب الداعي ولسانه.
والنقطة المهمة هي أن يكون قارئ القرآن الكريم على يقين بأن دعاءه سيُستجاب، سواء رأى هذه الاستجابة في الدنيا أو في الآخرة. لذلك فإن تلاوة القرآن الكريم ليست مجرد وسيلة لفهم واستيعاب الكلام الإلهي، بل هي أيضاً وسيلة للتقرب إلى الله وقضاء الحوائج.
وأيضاً فإن من يتلو القرآن الكريم فقد وضع نفسه في الواقع على طريق العبودية والاتصال بالله. وعندما يدعو مثل هذا الشخص، فهو في الواقع يدعو من مكانة أعلى، وبقلب أكثر نورا، وهذا ما يجعل الدعاء أكثر فعالية.