إن أحد المجالات التي جذبت قدراً كبيراً من النقد الأجنبي هو استيراد المعدات والآلات الصناعية إلى البلاد لتلبية احتياجات المصانع ومراكز الإنتاج. وهي قضية كانت منذ فترة طويلة محط اهتمام الشركات القائمة على المعرفة والتكنولوجيا، وقد اتخذت خطوات أساسية وبناءة في هذا الاتجاه.

على الرغم من القول بأن استيراد الآلات يساعد الشركات على الوصول إلى التقنيات الجديدة وزيادة إنتاجية وجودة منتجاتها، إلا أنه لا ينبغي لنا أن نتجاهل التكلفة العالية لهذه المنتجات من البلاد والتحديات والمشاكل التي تواجه الشركات المصنعة المحلية بسبب عدم وجود خدمات ما بعد البيع لهذه المنتجات بالإضافة إلى عدم وجود دعم من شركات التصنيع في حالة تلف القطع.

ولهذا السبب، سعت الشركات المعرفية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من الشركات الناشئة إلى المبتكرة والتكنولوجية، دائمًا في هذا الاتجاه واتخذت خطوات كبيرة نحو إنتاج المعدات والآلات الصناعية.

تمكنت شركة "هامون صنعت بيشرو باساركاد" (hamoonsanat.com)، التي تقع في مركز نمو الوحدات التكنولوجية في مدينة بيرجند، بدعم من صندوق الابتكار والازدهار، من تصميم وإطلاق "ذراع "دلتا" الروبوتية" كشركة ناشئة قائمة على المعرفة بسعر أقل بكثير من المنتجات المستوردة المماثلة.

وقال "حامد بامورغي" الرئيس التنفيذي لهذه الشركة المعرفية عن كيفية تحول هذه الشركة إلى شركة قائمة على المعرفة وأنشطتها:

"يتم تنفيذ أنشطة شركتنا عمومًا في شكل مشاريع مختلفة. وبطبيعة الحال، فإن هذه الأنشطة تقع في مجالات الروبوتات، الأتمتة الصناعية الذكية، الذكاء الاصطناعي، الرؤية الآلية، والتعلم الآلي، وما إلى ذلك. وتمكنت شركتنا من أن تصبح مبنية على المعرفة من خلال منتج "الذراع الروبوتية" المسماة باسم "دلتا".

وقال فيما يتعلق باستخدام ذراع "دلتا" الروبوتية في المصانع والصناعات:

"إن التطبيق الرئيسي لهذا المنتج هو عمومًا في صناعة التعبئة والتغليف. والوظيفة الرئيسية للذراع الروبوتية هذه هي نقل الأشياء أو عمليات الالتقاط والوضع؛ وعلى سبيل المثال، تستطيع هذه الآلة التقاط زجاجة عصير من خط الإنتاج ووضعها في صندوق.

وهناك نشاط مهم آخر وهو الفرز. ويتمتع هذا الجهاز باستخدام الرؤية والتعلم الآلي، بالقدرة على تصنيف المنتجات أو تحديد المنتجات المعيبة وإزالتها من خط الإنتاج. كما تم ربط كاميرا بالروبوت، والتي تقوم بالتعرف على الأجزاء ومعالجتها تلقائيًا. ويتمتع هذا الروبوت بالقدرة على التحرك في ثلاثة أبعاد، وفي منطقة عمله بالإضافة إلى التعبئة والفصل، يمكنه أيضًا إجراء عملية فريدة من نوعها بوضع أداة في قناته النهائية واستخدامها كأداة آلية".

إن الميزة الرئيسية لهذا الذراع الروبوتي عن الأذرع الروبوتية الأخرى هي سرعته العالية التي تصل إلى 3 أمتار في الثانية وتشبه النماذج الأجنبية. ومن بين المزايا الأخرى لهذه الروبوتات هي طريقة وضعها في خط الإنتاج، مما يشغل مساحة صغيرة.

على سبيل المثال، يتم وضع هذا الروبوت أعلى حزام ناقل، ومن الممكن وضع روبوتات متعددة في مساحة محدودة. ويظهر هذا النظام الروبوتي فعاليته عندما تعمل عدة روبوتات جنبًا إلى جنب وتتفاعل مع بعضها البعض، ويمكن إنشاء ذكاء جماعي بينها.

وأضاف:

"إن نظام الذراع الروبوتية "دلتا" قادر على تنفيذ عدد من الأنشطة في البيئات المختبرية والأماكن التي تتواجد فيها الغازات السامة. وبشكل عام، هذا المنتج له تأثير كبير على زيادة جودة وسرعة وكفاءة خط الإنتاج.

وأعلن "بامورغي" أن هذا المنتج أصبح في الآونة الأخيرة قائماً على المعرفة، مشيراً إلى قبول الذراع الروبوتية "دلتا" من قبل المصانع الصناعية:

"نظراً لأن هذا المنتج غير معروف جيداً، فإنه لم يتم استخدامه على نطاق واسع في المساحات الصناعية في البلاد. وبالطبع تمت المناقشات مع العديد من المصانع لاستخدام هذا المنتج بشكل تجريبي في خطوط إنتاجها. ومصنع بلاط السيراميك هو أحد هذه المصانع حيث من المفترض أن يقوم نظام مراقبة الجودة الذكي لعملية الفرز بفصل البلاط المعيب عن البلاط السليم. ونظراً لأن عمليات الإنتاج تتجه نحو الأتمتة، فمن المتوقع أن يحظى استخدام هذا المنتج بترحيب واسع النطاق في المستقبل".

وأردف قائلا:

"في الوقت الحالي، تم إجراء مشاورات مع مصنع إطارات كوير في بيرجند. وبما أن أنشطة شركتنا محددة في شكل مشاريع، فإننا نخطط لتصميم وإطلاق نوع من الروبوتات لهم، بناءً على طلب هذه الشركة.

وأضاف "بامورغي" فيما يتعلق بالقدرة على توظيف خريجي الجامعات في هذه الشركة القائمة على المعرفة،:

"يتكون أعضاء شركتنا القائمة على المعرفة من 5 موارد بشرية، وجميعهم خريجو جامعات من الدرجة الأولى في البلاد بدرجات الدكتوراه والماجستير".

وأكد فيما يتعلق بالميزة التنافسية لهذا المنتج مقارنة بالمنتجات المماثلة الأخرى المستوردة والمنتجة محليا قائلا:

"لم أر حتى الآن عينة صناعية محلية من هذا المنتج، ولكن تم صنع عينات مماثلة في جامعتي طهران وسمنان لاستخدامها في مشاريع بحثية".

صرح:

"إن سعر هذا المنتج للمصانع الصناعية أقل بكثير من سعر المنتجات الأجنبية المماثلة. وبطبيعة الحال، تعتمد الأسعار على أوامر المصنع. وهناك شركات تستورد هذا المنتج، لكنها تواجه العديد من التحديات والتكاليف بسبب العقوبات، وعمليات بدء التشغيل، والتدريب الأولي، وخدمات ما بعد البيع. في حين أن المنتجات التي تصنعها شركتنا تتمتع بخدمات ما بعد البيع والتدريب على الإعداد والتثبيت".

وقال: "إن التسهيلات التي حصلنا عليها من صندوق الابتكار والازدهار كان لها تأثير إيجابي للغاية على عملية الإنتاج في شركتنا. وقمنا باستخدام قرض النمذجة الأولية، بتحسين النموذج الأولي لهذا المنتج.

وبالإضافة إلى ذلك، تلقينا ردود فعل إيجابية للغاية من الصناعات والمصانع خلال المشاركة في معارض مثل معرض أسبوع البحث بجامعة بيرجند، مما أدى إلى علاقات قوية مع مصنع "كوير" لإنتاج الإطارات.