البث المباشر

اللواء سلامي يؤكد على تجهيز القوات المسلحة بتقنية الذكاء الاصطناعي

الأربعاء 29 يناير 2025 - 19:37 بتوقيت طهران
اللواء سلامي يؤكد على تجهيز القوات المسلحة بتقنية الذكاء الاصطناعي

أكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية، اللواء حسين سلامي على ضرورة امتلاك القوات المسلحة الإيرانية للمعارف والقدرات في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، باعتبارها اصبحت عنصرا أساسيا للقوة العالمية اليوم، قائلاً : لا شك إن هذه التكنولوجيا تحظى بأهمية كبيرة عندنا.

وأوضح اللواء سلامي، اليوم الأربعاء، خلال كلمة له في ملتقى الذكاء الاصطناعي بطهران : في العصر الحاضر، لا مكان للضعفاء في الجغرافيا السياسية وإذا بقينا ضعفاء، سنُمحى من الوجود؛ لذلك يجب أن نعزز قدراتنا ونصبح اقوياء، إذ تُقاس مكانة الشعوب بمدى القوة التي تمتلكها.

وأضاف ان مقومات العلم والمعرفة والتكنولوجيا، تساهم مجتمعة في الارتقاء بالمستوى المعرفي للمجتمع، وبالتالي يكتسب بها المجتمع مكانة سياسية ويحقق مكاسب استراتيجية كثيرة في سياق بلوغ قمم التقدم.

وتابع قائد الحرس الثوري : لهذا السبب، نؤكد على ضرورة امتلاكنا للمعارف والتكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح اليوم عنصرا أساسيا للاقتدار في الصعيد العالمي، ولا شك أن هذه التكنولوجيا تحظي بأهمية كبيرة عندنا؛ مشيرا إلى، أن "القوات المسلحة الإيرانية ستستفيد بشكل كبير من تقنية الذكاء الاصطناعي، وفي الوقت نفسه سنسعى جاهدين لاحترام المبادئ الأخلاقية في هذا المسار".

وقال سلامي : إننا نؤمن بالقيم الإسلامية، ونؤكد بأن الغاية لا تبرر الوسيلة أطلاقا، فمنهجنا مهم بذات الاهمية لقيمنا؛ مبينا، "نحن لا نستطيع انجاز اي من اهدافنا السامية باستخدام وسائل غير مشروعة أو انتهاج طرق غير أخلاقية، نحن نولي اهمية كبيرة الى هذه المبادئ، وعلى سبيل المثال سيتيح الذكاء الاصطناعي لنا امكانية استهداف نقطة محددة من سفينة ما دون إلحاق الأذى بطاقمها، وقد أثبتت التجارب الميدانية إمكانية حدوث ذلك".

وتابع: "بعد ذلك، أصبحت المنافسة في الفضاء والتقنيات الفضائية محور توازن القوى في العالم، حيث اتجهت نحو مفهوم "حرب النجوم" بهدف إنشاء منصات قادرة على تدمير أجزاء من العالم، وما زالت هذه القضايا تُتابع حتى اليوم. ما أتحدث عنه هو الحافة المؤلمة للتقنيات الناشئة، التي يمكن أن تُستخدم لإنقاذ البشرية من الفقر، كما يمكن استخدامها لتدمير ومحو الطموحات العظيمة للإنسان."

وأضاف اللواء سلامي: "يمكن للتكنولوجيا أن تساهم في صحة الإنسان، كما يمكنها نشر فيروسات مدمرة على نطاق واسع، مثل فيروس كورونا، الذي لا يزال من غير الواضح ما إذا كان من صنع البشر أم لا. كذلك، فإن تقنيات المعلومات والاتصالات يمكن أن تُستخدم لنقل المعرفة ورفع مستوى الوعي، لكنها في الوقت نفسه قد تؤدي إلى طمس الإبداع البشري. نحن نسعى للاستفادة من الجوانب الإيجابية لهذه التطورات."

وأشار إلى أنه "في المجال العسكري، سنحقق فوائد كبيرة من الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الأخلاقيات في بعض الأحيان، نضطر إلى خوض مواجهات بحرية بين السفن، حيث تقوم بعض السفن بإطفاء أنظمة تحديد مواقعها أو تغيير مسارها على بعد عدة أميال، وهذا أمر بالغ الأهمية. كذلك، فإن اختيار نقطة الاستهداف على السفينة أمر مهم للغاية، وهنا يساعدنا الذكاء الاصطناعي في تحديد السفينة المستهدفة بدقة. لكننا نسعى لتجنب إلحاق الأذى بطاقمها، لأن بعض سفن الإمداد اللوجستي التي يستخدمها أعداؤنا قد تكون مأهولة بأفراد لا ذنب لهم. نحن كمسلمين نؤمن بأن الغاية لا تبرر الوسيلة، لذا يجب أن تكون وسائلنا بنفس قيمة أهدافنا، فلا يمكن تحقيق هدف مقدس بأساليب غير مقدسة."

وأضاف القائد العام للحرس الثوري: "السفن الكبيرة لا تتضرر بضربة واحدة من طائرة مسيّرة، إلا إذا استهدفت نقطة ارتكازها، وهو أمر يمكن تحقيقه بفضل الذكاء الاصطناعي. وفي مجال الدفاع الجوي، عندما تشن عدة طائرات هجومًا في آنٍ واحد، فإن ترك مهمة اختيار الهدف للبشر يستغرق وقتًا طويلًا، بينما يتم تنفيذ هذه العملية بسرعة ودقة عند استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يكون عامل الوقت حاسمًا، سواء في عمليات المراقبة، أو المساعدات الصحية، أو سلامة الطيران وغيرها. الذكاء الاصطناعي يختصر هذا الوقت ويزيد من الكفاءة. يجب أن تستفيد بلادنا من هذه التكنولوجيا في جميع المجالات، مثل النقل، وإدارة الحركة الجوية والبحرية والبرية، والقطاع الصحي. ينبغي إنشاء هيكل علمي مركزي يعزز هذا الوعي لدى المسؤولين، لأنه بدون هذا الإدراك، لن نحقق تقدمًا ملموسًا."

وفي ختام حديثه، قال: "يمكن لهذا الملتقى أن يكون خطوة أولى نحو إنشاء حوار وطني حول الذكاء الاصطناعي. نحن عازمون على المضي قدمًا في هذا المجال، وسنخطو خطواتنا الأولى بقوة، مستعينين بعون إمام الزمان."

وفي نهاية الملتقى، تم الكشف عن "الخريطة الشاملة للذكاء الاصطناعي" للحرس الثوري، بحضور اللواء حسين سلامي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة