عندما سمعت عن المشروع، تفاجأت كثيرا. تغلبت على مشاعري وقلت: يا سيدي! أتمزح؟ تلك المنطقة بها إشعاعات خطيرة. قطع المهندس رستمي كلامي وقال: "عندما تمكنت بعض الدول من حل المشكلة، يمكنك أنت أيضا القيام بذلك. توكلوا على الله."
توجهنا برفقة بعض المهندسين الشباب في الشركة نحو مدينة بوشهر. وصلنا إلى محطة. ارتدينا بدلات مضادة للإشعاع ودخلنا غرفة المفاعل النووي. وإذا نواجه ابتسامة ساخرة لعدد من المهندسين الروس الذين جاؤوا لإصلاح بعض المحركات.
إنهم لم يعيروا لنا أي قيمة فكيف بنا وقد جئنا من أحد المعامل الصغيرة لإصلاح أحد المحركات مفاعل بوشهر النووي.
نظر إلينا مهندسو المحطة وقالوا: "سبقتكم شركة كبيرة لإصلاح المحرك، ولكن في منتصف العمل، تركوا المحركات هل أنتم واثقون من إصلاحها؟.
منذ اليوم الأول، لم يسمح لنا المقاولون الروس بالاطلاع على ما يقومون به. وعندما اقتربنا عدة مرات، غاضبوا واحتجوا لدى مسؤولي المحطة.
ذهبنا للإشراف على عمل المحركات، عندما رأى الشباب تلك المحركات العملاقة قالوا: "لا نتمكن من فعل أي شيء " لكنني لم أستسلم بل شجعت الشباب. توكلنا على الله وحضرنا عند محرك آخر.
قمنا بفك أجزاء المحرك. لقد كان أكبر وأكثر تعقيدًا من جميع المحركات التي كنت قد رأيتها حتى ذلك الحين. وبينما كان الشباب يفككون الأجزاء الصغيرة والكبيرة للمحرك، وجدت ملفات الدليل باللغة الروسية فأعطيتها للمترجم. وخلال هذا الوقت، حاولت أن أكون صديقًا للروس. وقمت بزيارتهم تحت ذرائع مختلفة وكنت أراقب عملهم عن بعد.
بعد 80 يومًا من العمل من الصباح إلى الليل وفي طقس بوشهر الحار والرطب ، تم الانتهاء من إصلاح المحرك في وقت أبكر مما وعدنا به. المحرك الذي أصلحه الروس حصل على الضوء الأخضر بعد ثلاثة اختبارات، لكن محركنا أضاء الضوء الأخضر لآلة الاختبار في أول اختبار. لم يصدق مهندسو محطة الطاقة ما رأوه فكانوا يحدقون في جهاز الاختبار وكان الروس ينظر بعضهم إلى الآخر باندهاش وتعجب.
كنا قد وصلنا للتو إلى سبزوار وإذا بشهادة شكر وتقدير تلقيناها من محطة الطاقة النووية وقد جاء فيها:
"إن سرعتكم أسرع وجودتكم أفضل وتكلفتكم أقل من الروس".
اليوم تمتلك بلادنا إمكانية إصلاح المحركات العملاقة لمحطة الطاقة النووية ومن خلال التقنيات التي توصلنا إليها بأنفسنا.