البث المباشر

عشر خرافات عن إسرائيل/فلسطين كانت أرضا فارغة (1)

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 14:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- بودكاست: الحلقة الأولى- فلسطين كانت أرضاً فارغة. لم يكن هناك سوى الريح و الأشواك التي تحملها الرياح هنا وهناك.

السلام عليكم ... تحية طيبة لكم أيها الأحبة أينما كنتم تستمعون إلينا... في هذا البودكاست نستعرض معاً كتاب "عشر خرافات عن إسرائيل" لمؤلفه إيلان بابي.

في البداية نري عبارة على غلاف الكتاب تلفت الانتباه: "بعض الأمور يظنها كثير من الناس صحيحة، لكنها ليست كذلك". ربما هذه العبارة الواحدة يمكن أن تجعلنا نتصفح الكتاب و نقرأه، أو على الأقل نلقي نظرة على فهرس الكتاب.

توجد العديد من الأقوال والكتابات عن فلسطين وإسرائيل، لكن النقطة المثيرة للاهتمام والتي إلى اختيارنا هذا الكتاب هو أن مؤلف الكتاب يهودي ومواطن في الكيان الصهيوني أو ما يقال بإسرائيل.

إيلان بابي (Ilan Pappé) هو مؤلف الكتاب ومعروف علي مستوي العالم بأنه مؤرخ مشهور. ويعتبر من الكتّاب كثيري الإنتاج خاصة فيما يخص بتاريخ فلسطين، والأهم من ذلك أنه يحاول النظر إلى الأحداث بمنظور مدروس وبحثي نسبياً. ولذلك فإن أعماله التاريخية تستحق الدراسة بغض النظر عن دينه وجنسيته. ويعد هذا الكتاب من آخر الكتب التي الفها إيلان بيب وهو في الحقيقة أحد أعماله البحثية والنقدية.

وطبعا يقول إيلان بابي في مقدمة كتابه إنه إسرائيلي على أية حال. وعلى الرغم من أنه ينتقد الكيان الصهيوني، إلا أنه باعتباره يهوديًا وصهيونيًا يؤمن باستمرارية حياة هذا الكيان. ولذلك، لا يوجد في تأليفه أي دليل لحل الكيان الصهيوني وعودة الأرض الفلسطينية لأصحابها الفلسطينيين. وعلى الرغم من أن بابي يتعاطف أحيانا مع الفلسطينيين وينتقد تجاوزات حتى جرائم هذا الكيان بشكل موثق، إلا أنه يطرح مقترحين كحل لهذه القضية:

الاقتراح الأول مع المجموعة التي ترى أن على إسرائيل أن تعيد المناطق التي احتلتها عام 1967 للفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية في هذه المناطق، وهذا يعني استمرارية وجود الكيان الصهيوني بشكل مستقل في معظم الأراضي الفلسطينية.

واقتراح المجموعة الثانية وهو المعتقد أن الفلسطينيين واليهود الذين يعيشون في تلك المناطق، طبعا ليس اليهود القدامى قبل قيام الكيان بل المهاجرين والأجيال اللاحقة من المحتلين، يجب أن يشكلوا معاً دولة واحدة.

وكما ترون، لا توجد في أي من النظريات الأساسية المقترحة من بابي دليل قوي للحل الكامل للنظام الإسرائيلي الذي أنشأته بعض الحكومات الغربية في الأرض الفلسطينية والشرق الأوسط. كما أنه لا يسعى إلى عودة اليهود المهاجرين إلى بلدانهم. ومع ذلك، فإن ما بحث عنه في هذا الكتاب يستحق القراءة.

يبحث إيلان بابي في الجزء الأول من الكتاب في ستة أساطير عن ماضي فلسطين ويقدم الأدلة التاريخية لكل منها. أساطير غير حقيقية استخدمتها وسائل الإعلام والنخب السياسية في الغرب كحقائق ملموسة و ثابتة لتبرير ما تفعله إسرائيل.

ويتناول الجزء الثاني أسطورتين حول الواقع الحالي لإسرائيل، وفي الفصول الأخيرة يلقي نظرة على مستقبل الكيان و يستخلص النتائج.

فلسطين كانت أرضاً فارغة. لم يكن هناك سوى الريح و الأشواك التي تحملها الرياح هنا وهناك.

هذه الأسطورة كانت هي السبب الأول الذي جعل إسرائيل تتحجج بها وتطأ الأرض الفلسطينية. أرض فارغة ارادوا عمرانها. أرض ليست ملكًا لأحد ومن المفترض أن تكون ملكًا لهم.

المنطقة التي تسمى اليوم سياسيا إسرائيل وهي كانت رسميا دولة منذ العصور الرومانية القديمة. كما وكانت هذه الدولة مهمة جدًا في عصر ما قبل الإمبراطورية الرومانية، حيث سنتحدث في الحلقات القادمة عن هذا الأمر.

فهناك إجماع واسع بين الباحثين والمؤرخين أن الرومان هم من أطلقوا اسم فلسطين على هذه الأرض؛ وأن المصادر الرومانية للتسمية هذه، أقدم من المصادر المشابهة الأخرى. المصادر التي تذكر هذه الأرض باسم فلسطين وليس إسرائيل.

فكانت فلسطين بسكانها الأصليين خلال فترة الحكم الروماني وفيما بعد في فترة بيزنطة أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية، كانت إحدى محافظات هذه الإمبراطورية، وكان وضعها متعلق إلى حد كبير بمصير الرومان.

ومع ظهور الإسلام ومن منتصف القرن السابع فصاعدًا، ارتبط تاريخ فلسطين وسكان فلسطين الأصليين بالعالم العربي والعالم الإسلامي. وفي هذه الأثناء بالطبع وفي فترات قصيرة مثل فترة الحروب الصليبية، وقعت إدارة فلسطين بسكانها الأصليين بأيدي المسيحيين لفترة قصيرة من الزمن.

فكانت الإمبراطوريات وسلسلة الممالك الإسلامية والمسيحية تميل إلى ربط فلسطين بأراضيها بسبب مكانتها وموقعها الاستراتيجي. فتعد فلسطين موضع القبلة الأولى للمسلمين وثاني أقدس الأماكن في الإسلام بعد مكة و المدينة. خاصة مع اعتناق العديد من السكان الأصليين فيها دين الإسلام. 

إضافة إلي ذلك كانت هذه المنطقة جذابة للدول الأخرى لفترة طويلة من التاريخ بسبب خصوبة أراضيها. ولايزال نري البقايا الثقافية التاريخية لبعض هذه الحكومات في أجزاء مختلفة من أرض فلسطين.

فالحقبة المهمة جدًا لفهم فلسطين المعاصرة هي فترة الحكم العثماني عليها.

فالعثمانيون المسلمون جعلوا فلسطين جزءًا من أراضيهم لمدة أربعمائة عام، ولا يزال اليوم يمكن رؤية بقايا تراثهم في زوايا عديدة من هذه الأرض.

فلما وصل العثمانيون إلى فلسطين، واجهوا مجتمعًا كان معظم افراده من المسلمين السنة وهم يقطنون الأرياف يتحدثون العربية. وكانت هناك أقلية من النخبة الحضرية القاطنة في المدينة. فالملاحظة المهمة هو أن أقل من خمسة بالمائة من سكان فلسطين كانوا من اليهود في ذلك الوقت، وربما كانت نسبة قليلة منهم مسيحيين.

وكانت الطوائف اليهودية في مختلف أنحاء العالم في ذلك الوقت تعتبر فلسطين الأرض المقدسة المذكورة في التوراة. ولم تلعب الزيارة نفس الدور في اليهودية كما هو الحال في المسيحية والإسلام. لكن بعض اليهود كانوا يعتبرون السفر من أجل الزيارة إلى القدس واجبا دينيا وكانوا يأتون في مجموعات صغيرة كزوار إلي فلسطين.

وعلي الرغم من هذا ربما أنتم لا تعلمون ما هي القصة الغريبة التي طرحت من وجهة نظر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن أربعمائة عام من التاريخ الفلسطيني خلال الحكم العثماني.

فالقصة تقول أنه في عام 1800 أصبحت فلسطين صحراء. لكن كان يوجد بعض المزارعين الذين لم ينتموا الي تلك الأرض أي أرض فلسطين، كانوا لا يزالون يزرعون في أرض جافة و يابسة وحارة وهي لم تكن من ملكهم.

في صناعة التاريخ عبر وزارة الخارجية الإسرائيلية، يتم تصوير هذه الأرض على أنها جزيرة بها عدد كبير من السكان اليهود تحت حكم العثمانيين وهي التي تعاني من خطط الإمبراطورية الباهظة الثمن والتي سرقت تنميتها. فكل عام كان يمر، كانت تصبح هذه الأرض أكثر جفافاً و يبسا و تتحول الأراضي الزراعية إلى صحراء.

إن الترويج لمثل هذه الرواية المزيفة على موقع حكومي رسمي هو أمر غير مسبوق في العالم كله. ومن المفارقة المريرة أن مؤلفي هذه الرواية الكاذبة لم يعتمدوا على البحث الأكاديمي من الجامعات الإسرائيلية نفسها.

هذا وقد نجح بعض الباحثين الأكاديميين الإسرائيليين في تحدي هذه الرواية حيث تظهر أبحاثهم أنه خلال عدة قرون متتالية، لم تكن ارض فلسطين صحراء فحسب، بل كانت من المجتمعات العربية المزدهرة علي البحر المتوسط. المجتمع الذي كان أغلب سكانه من المسلمين القاطنين في القري. كما أن هذا البلد كان يتمتع ببعض المراكز الحضرية النابضة بالحياة.

وعلى أي حال  في ظلال حرب الروايات هذه، فإن هذه الرواية الكاذبة بأن فلسطين كانت أرضًا فارغة لا تزال تُدرّس ضمن مناهج المدارس والجامعات الإسرائيلية ويروج لها وعبر وسائل الإعلام ويتم نشرها.

فأنصار هذه الرواية الكاذبة هم باحثون جامعيون لايتمتعون بأهمية بارزة في الأوساط العلمية لكن تأثيرهم على نظام التعليم الإسرائيلي كبير الي درجة ما.

ولاتزال هذه الافتراضية المزيفة في الولايات المتحدة قائمة، بأن أرض الميعاد او فلسطين، كانت أرضاً غير مأهولة، ومقفرة، وجافة، وقاحلة قبل وصول الصهيونية إليها.

نحن وفي هذا البحث ندرس الوثائق التاريخية والتي تقول إن فلسطين كان مجتمعاً عربيا كغيره من المجتمعات العربية في العهد العثماني. وطبعا لم يكن شعب فلسطين محاصرا ، بل كان يتفاعل ويتبادل كجزء من الإمبراطورية العثمانية الشاسعة بشكل طبيعي مع الثقافات الأخرى.

ثانياً، إن فلسطين كانت منفتحة على التغيير و التحديث و قد بدأت تطورها قبل وصول الحركة الصهيونية اليها بسنوات كثيرة.

وقد نري تطور وازدهار شبكتها الساحلية والموانئ والمدن بسبب تجارتها مع أوروبا، وفي نفس الوقت كانت التجارة الداخلية مع المناطق المجاورة سارية عبر الطرق البرية والمناطق الخصبة في البلاد.

وخلافاً تماماً للصورة الصحراوية التي يقدمها الإعلام الصهيوني والأمريكي، كانت هذه البلاد تعتبر من أكثر مناطق بلاد الشام خضرة ومن أكثر مناطق المشرق زراعة في ذلك الوقت. وكانت فلسطين في نفس الوقت تتمتع بصناعة زراعية غنية و منتجة. فالمدن الصغيرة والتاريخية مثل القدس وبيت لحم كانت تلبي الاحتياجات السكانية لنحو نصف مليون نسمة في عهد وصول الصهيونية إلى هذه الأرض.

ففي نهاية القرن التاسع عشر كان هذا العدد من السكان ملفتا، وكما ذكرنا سابقًا كانت نسبة صغيرة فقط من السكان تنتمي الي اليهود. ومن المثير للاهتمام أن هذه المجموعة الصغيرة من اليهود القاطنة في فلسطين كانت تقاوم الأفكار التي يتم الترويج لها من قبل الحركة الصهيونية.

وكان يعرف الشعب الفلسطيني نفسه بمفهوم الأمة في بداية الاستعمار والهجرة الصهيونية إلى بلادهم فالمفهوم كان قويا وسائدا في القرنين التاسع عشر والعشرين.

وكان الترويج لمفهوم الأمة والقومية يحدث أيضًا في أجزاء أخرى من العالم حيث دخلت الأفكار القومية إلى الشرق الأوسط عبر المبشرين الأمريكيين في البداية. وقد فعل هؤلاء المبشرون ذلك على أمل تغيير دين الناس و تعزيز المسيحية وأيضا على أمل نشر مفاهيم جديدة تتعلق بالاستقلال والهوية الوطنية في اوساط المجتمعات.

وقد قبلت النخب المثقفة في فلسطين ومعها النخب الأخرى في العالم العربي هذه الآراء وتم صياغة عقيدة قومية أصيلة في هذا الشأن. فهذا الأمر هو الذي جعلهم يطالبون أولاً بالمزيد من الحكم الذاتي الداخلي للعرب ضمن الدولة العثمانية ثم الحصول علي الاستقلال عنها في نهاية المطاف.

فالمسيحيون المنخرطون في النقاش حول القومية في فلسطين وجدوا حلفاء كثيرين لهم بين النخب الإسلامية، فكلما كنا نقترب من نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت تتشكل العديد من المجاميع الإسلامية - المسيحية بسرعة واضحة وهي تزدهر في جميع أنحاء فلسطين. فهذه المجاميع الإسلامية المسيحية هي التي روجت لمفهوم القومية في فلسطين.

وقد انضم اليهود أيضًا إلى مثل هذه التحالفات التي شكلها نشطاء اجتماعيون وسياسيون من ديانات مختلفة و لم تنتمي الي ديانة معينة في مجمل العالم العربي. فهذا الأمر حدث بعينه في فلسطين. وبطبيعة الحال، لم تكن فرقة الصهيونية قد طالبت بعد بقيادة تامة للجالية اليهودية الموجودة هناك منذ زمن طويل.

لقد تحدث العديد من المؤرخين عن القومية الفلسطينية قبل وصول الصهاينة.

وعلى الرغم من أن الفلسطينيين في ذلك الوقت لم يطلقوا على بلادهم اسم فلسطين، إلا أن الملامح الثقافية لفلسطين كانت واضحة تمامًا. ففي تلك السنوات تجلي بشكل واضح الشعور الموحد بـ "الانتماء إلى تراب هذه الأرض". وفي بداية القرن العشرين، أطلق أهل البلاد علي بلدهم اسم فلسطين استنادا الي صحيفة بنفس هذا الإسم.

وكان الفلسطينيون بما فيهم الأغلبية المسلمة والأقلية المسيحية واليهودية يتحدثون العربية بلهجتهم الخاصة، وكان لهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة، وقد ظهروا على خرائط العالم وكشعب يعيش في مجتمع اسمه فلسطين.

وقد بدأت النخب الفلسطينية رويدا رويدا بالبحث عن استقلاليتهم من الدولة العثمانية في إطار الاتحاد الفيدرالي السوري أو حتى الدولة العربية المتحدة. ونتيجة لذلك رأى الفلسطينيون أنفسهم تدريجياً كدولة عربية مستقلة.

ولولا ظهور الصهاينة في فلسطين بالهجرة القسرية لعدة ملايين من اليهود من أوروبا و الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، لربما كانت تسير هذه الدولة علي نفس المسار الذي تخطته لبنان أو الأردن أو سوريا في عمليات التنمية و التطور و التقدم.

ومع ذلك واصلت فلسطين بقوة حركتها القومية حتي في عام 1918 اعتبرت فلسطين أكثر تكاملاً مما كانت عليه في الحكم العثماني.

وفي عام 1923 ومع الهجرة القسرية لملايين اليهود إلى فلسطين، دخلت الحكومة البريطانية في مفاوضات بشأن حدود الأراضي الفلسطينية. وبعد تحديد حدود هذه الأرض بشكل دقيق، فقد حصلت الحركات القومية علي مساحة جغرافية أفضل لعملها. فهذا الأمر كان مهما بالنسبة لبلد يناضل من أجل استقلاله. كما وهذه الحادثة جعلت الشعب الفلسطيني يشعر بالانتماء الأكثر لهذا الوطن من السابق.

وفي كتابة المعاهدة البريطانية لم يُذكر عمدا إنتماء فلسطين الي إي جهة: هل إلى الفلسطينيين الأصليين أم إلى المهاجرين اليهود الجدد؟ وكانت المفارقة و الازدواجية في هذا الهيكل الإداري الجديد واضحا وهو أن إعادة رسم حدود فلسطين ساعد أتباع الحركة الصهيونية في الحصول على صورة جغرافية واضحة عن "أرض إسرائيل" أو الفردوس الموعودة لهم، المكان الذي يعتقد الصهاينة ان فقط اليهود هم الذين يحق لهم التصرف بمواردها و مصادرها.

نعم أيها الكرام! لم تكن فلسطين أرضاً فارغة. إنها كانت جزءًا من العالم الغني بأرض خصبة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​حيث كانت تسير علي طريق الإزدهار والقومية في القرن التاسع عشر. لم تكن فلسطين صحراء تنتظر العمران، بل كانت من الناحية النظرية دولة تستعد لدخول القرن العشرين كمجتمع حديث و متطور.

إذا هو الرد على الخرافة الأولى، ففلسطين لم تكن أبدا أرضا فارغة. ولكن هناك سؤال يطرح نفسه. إذا لم تمنع حركة فرقة الصهاينة عملية التنمية في فلسطين، فكيف كان وضعها اليوم وكيف كان حال السكان الأصليين لهذه الأرض؟.

في الحلقة القادمة من هذا البودكاست سنرافقكم للحديث عن خرافة أخرى قامت عليها إسرائيل وبنت كيانها حولها.

سننتظر بفارغ الصبر وجهات نظركم وآرائكم حول هذه المجموعة الصوتية (البوكاست) .

وإن كان ما ستمعتم إليه يليق بكم فأعيدوا نشره إلي اصدقائكم ومن ترغبون أن يستمع إلي هذه الحقائق ...

شكرا لطيب المتابعة ودمتم سالمين ....

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة