عاقبت المجلس الأوروبيالشحن البحري الإيراني'> الشحن البحري الإيراني بالأمس. وفرضت بريطانيا، باعتبارها إحدى الدول الأوروبية الثلاث المهمة التي خرجت من الاتحاد الأوروبي، عقوبات مماثلة على إيران بعد ساعات من الإعلان الرسمي عن العقوبات من قبل المجلس الأوروبي.
وتعرضت مجموعة الشحن التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية (الملاحة الإيرانية)، باعتبارها إحدى الركائز المهمة للنقل البحري في البلاد، لعقوبات مختلفة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية والأمم المتحدة والرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، خلال السنوات الماضية.
وبلغت هذه العقوبات ذروتها في الأعوام 2005 و2008 و2010 و2020م، لكن رغم الضغوط الشديدة، لم تتمكن أبداً من إيقاف أنشطة هذه الشركة بشكل كامل. وأن العقوبات الحالية ليست قضية جديدة على هذه الفئة، بل هي أكثر من ضغط نفسي مفروض على المجتمع.
وفي هذا الصدد، تمكنت الملاحة البحرية لجمهورية إيران الإسلامية من إثبات عدم فعالية العقوبات بنجاحاتها الباهرة. ومن بين هذه النجاحات، يمكننا أن نذكر تسليم البضائع إلى السوق في الوقت المناسب والنقل المستمر للبضائع لتلبية احتياجات الأسر الإيرانية وخطوط الإنتاج والمصانع في البلاد. ويظهر هذا الأداء المستمر وفي الوقت المناسب أن العقوبات لم تتمكن من إحداث اضطراب خطير في هذه العملية.
وفي العقدين الماضيين، واجهت مجموعة الشحن التابعة لجمهورية إيران الإسلامية أشد العقوبات قمعا. لكن هذه العقوبات لم توقف أو تقلل من أنشطة هذه المجموعة فحسب، بل تمكنت هذه الشركة في بعض السنوات من تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة في نقل الشحن البحري.
ومن هذه الأرقام القياسية، الحركة السنوية البالغة 29 مليون طن من البضائع، وهو أمر فريد من نوعه في تاريخ هذه الشركة الممتد لـ 57 عامًا ويظهر قوة ومتانة هذا الأسطول في مواجهة المشاكل العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك، تمكنت هيئة النقل البحري في جمهورية إيران الإسلامية من وضع جميع سفنها تحت قيادة البحارة الإيرانيين من خلال تدريب موظفين متخصصين ومحترفين. وتسبب ذلك في عدم تواجد قوات أجنبية على سفن هذا الأسطول وتتم جميع العمليات بالاعتماد على القوات المحلية.
وكانت إحدى المهام الخاصة التي لا تنسى لهذه المجموعة هي نقل البنزين إلى فنزويلا في عام 2019م، وهو ما تم تنفيذه بنجاح وأدى إلى إصدار رسالة محبة من قبل قائد الثورة الإسلامية.
وفيما يخص تطوير المعدات والبنية التحتية، كانت الملاحة الإيرانية دائما تشهد اتجاها متزايدا خلال السنوات الصعبة للعقوبات بحيث تمكن هذا الأسطول من أن يتحول إلى رقم 17 بين أكبر شركات شحن الحاويات في العالم. وتظهر هذه النجاحات مرونة وقدرة مجموعة الشحن الإيرانية في مواجهة العقوبات والتحديات العالمية.
ومن الإنجازات المهمة الأخرى لهذه المجموعة يمكن الإشارة إلى ربح عشرات المليارات من التومان، وهو نتيجة للجهود المتواصلة للبحارة الإيرانيين. وفي ظل هذه الجهود، كانت دورة التجارة الخارجية للبلاد في حركة مستمرة وعززت إيران اقتصادها بهذه الطريقة. وفي هذا الاتجاه، ينبغي تقدير الجهود القيمة التي يبذلها هؤلاء البحارة باعتبارهم "جنود خط الدفاع الثاني عن البلاد".
وعلى الرغم من أن العقوبات قد تفرض ضغوطًا، إلا أنها لم تكن قادرة على منع نمو وتطور مجموعة الشحن التابعة لجمهورية إيران الإسلامية. ولقد تمكنت هذه المجموعة، باستخدام القوى العاملة المتخصصة والإمكانيات الداخلية، من المقاومة أمام العقوبات ، وبل هي تمكنت أيضًا من تحقيق نجاح غير مسبوق في مجال النقل البحري.