لقد ساهم معهد أبحاث الفضاء التابع لوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا، انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية والاستجابة لاحتياجات صناعة الفضاء في البلاد، في تصميم وتجميع أول قمر صناعي في البلاد يتمتع بالقدرة على المناورة المدارية لتغيير الارتفاع والمرحلة.
تم تنفيذ هذا المشروع الوطني باستخدام قدرات نخب البلاد في فترة زمنية قصيرة وبتكلفة منخفضة، وتم تصنيع أغلب الأجزاء المستخدمة فيه من قبل شركات معرفية إيرانية نجحت في أداء وظيفتها ورسالتها الصحيحة في نظام فضائي عملي في المدار الفضائي.
ودخلت إيران مجالًا جديدًا لتقنيات التحكم الدقيق وتحديد المواقع المدارية مع نجاح مهمة "جمران 1"؛ وهي خطوة ستلعب دورا رئيسيا في مستقبل صناعة الفضاء.
ولم تنبثق هذه المهمة من اختبارات علمية معقدة فحسب، بل تمكنت أيضًا من عرض نموذج فريد من الدقة والتنسيق بين الخوارزميات المتقدمة لتحديد الحالة والموقع المداري والتحكم فيهما.
في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2024م، وبعد تواجده في المدار لمدة 40 يومًا، نجح قمر "جمران 1" الصناعي في الالتقاء بالمدارمع جسم منصة "قائم 100" من خلال الجمع بين مناورات مدارية متعددة لتغيير الارتفاع، الطور والميل المداري بدقة عالية جدًا؛ وهو إنجاز يتحدث عن عمق الخبرة العلمية والتكنولوجية الأصيلة في هذا المجال.
كان يتطلب إنجاز هذه المهمة خوارزميات لتحديد الوضع والسيطرة عليه بدقة عالية، ويشير تنفيذها الناجح بلا شك إلى التقدم في المعرفة والتقنيات الفضائية في البلاد، وهذا النجاح لا يحسن سلامة وكفاءة الأنظمة الفضائية فحسب، بل يضع إيران أيضا في تطوير شبكات الأقمار الصناعية وإدارة حركة المرور في المدارات المكثفة.
هذا الإنجاز الكبير، الذي تم تحقيقه لأول مرة في البلاد، يمكن إيران من تلبية بعض المتطلبات القانونية الدولية للفضاء، بناء أنظمة الأقمار الصناعية، الطيران المنسق، التعديل المداري، وربط الأنظمة الفضائية في المدارات، وسيكون هذا الانجاز الفضائي حلقة وصل بين التصاميم المستقبلية ومنصات لتطوير الأنظمة الآلية والقدرات الفضائية.