البث المباشر

العالم مدين للمقاومة: إضعاف النظام الاستعماري وتعزيز خطاب العدالة العالمية

الأحد 27 أكتوبر 2024 - 20:03 بتوقيت طهران
العالم مدين للمقاومة: إضعاف النظام الاستعماري وتعزيز خطاب العدالة العالمية

كان من المفترض أن يكون النظام الغربي "طرحاً مثالياً" في أذهان شعوب العالم، الآن أصبح "معادياً" وبالتالي أصبحت ضرورة "الانتقال من النظام الغربي" ضرورة ملحة.

ومن الضروري جداً أن يكون لدينا فهم صحيح للواقع الكبير الذي حل بالصهيونية وداعميها العالميين في هذا العام بسبب انتفاضة الفلسطينيين.

كتب محمد مهدي إيماني بور رئيس منظمة الثقافة والارشاد الإسلامي، في مذكرة بعنوان "الفشل الكبير والأكبر" وقال في هذا السياق: وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في لقاء مع المشاركين في مؤتمر "15 ألف شهيد من شهداء محافظة فارس" أحداث المنطقة والمقاومة بانها نضال المقاومة وتغيير في مصير وتاريخ المنطقة، وأكد سماحته في هذا اللقاء: "إن الكيان الصهيوني هزم في القضاء على المقاومة رغم مقتل أكثر من 50 ألف شخص بريء، لكن الفشل الأكبر هو فضيحة الثقافة والحضارة الغربية والسياسيين. والنصر لجبهة المقاومة امام جبهة الشر.

وفي شرح تصريحات المرشد الحكيم للثورة الإسلامية، هناك ثلاث نقاط أساسية لا ينبغي إهمالها:

النقطة الاولى: إن استخدام سماحته الفعل الماضي (هزم) في وصف أوضاع الكيان الصهيوني، يدل على إدراك الهزيمة الفادحة التي مني بها الصهاينة في مواجهة جبهة المقاومة، بغض النظر عن نتيجة الحرب الميدانية. أبعاد فشل الكيان لم تكن ميدانية وعسكرية فقط، ولا ينبغي اعتبارها مقتصرة على الفشل في تحقيق أهداف مثل احتلال قطاع غزة، والقضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى الصهاينة. كان الفشل الأساسي هو الكشف عن الوجه القبيح الذي كان يختبئ خلف قناع "القمع" لسنوات باستخدام أدوات الإعلام و...

إن آثار وتبعات هذه الحرب لا تتبلور فقط في الأبعاد العسكرية واللوجستية والميدانية. نتحدث اليوم عن الهزيمة المشتركة لكيان احتلال القدس وداعميه الغربيين، وستكون هذه التبعات شرطا أساسيا لفهم وتحليل تطورات فترة ما بعد الحرب في غزة. إن المحاولات اليائسة التي يبذلها الساسة ووسائل الإعلام الغربية لتحويل الحرب في غزة إلى مجرد معركة ميدانية تنبع من الفشل المشترك لهذا العدو.

النقطة الثانية تتعلق بالفشل الأكبر الذي يعاني منه العدو في هذه الساحة، وهو تدمير النظام الحضاري الغربي المزعوم ومقتنياته، بما في ذلك النظام الغربي وطريقة الحكم وأنماطه الاستعمارية الفكرية الإقليمية في العقول، والرأي العام في العالم، وقد استمدت هذه الأهمية من "المقاومة المشتركة" لجبهة اليمين خلال الأشهر الـ13 الماضية، لقد ركز الأعداء على الجوانب النظرية والعملياتية لـ"حربهم المشتركة" ضد شعوب المنطقة والرأي العام العالمي لدرجة أنهم لم يلاحظوا في الأساس تشكيل "المقاومة المشتركة" لجبهة حق ضدهم، فبالإضافة إلى فشلهم في تحقيق أهدافهم الميدانية، فإنهم يواجهون الآن توسع خطاب المقاومة وتخلف أنماطهم الحضارية والخطابية والعقلية في النظام الدولي.

النظام الغربي الذي كان من المفترض أن ينطبع في أذهان شعوب العالم تحت ستار "البيان المثالي" أصبح الآن "عداء" وبالتالي أصبحت ضرورة "الانتقال من النظام الغربي" وفي أجزاء كثيرة من العالم انبهر حكام الغرب وشركات الأسلحة المتواطئة مع الصهاينة بالإبادة الجماعية التي لا تتوقف في الحرب في غزة ولبنان لدرجة أنهم لم يفهموا آثار هذه المعركة في تشكيل النظام الجديد المناهض للغرب في البلاد، والآن لم يعد هناك وقت لواشنطن وتل أبيب وغيرهما من رموز الوحشية والإرهاب في العالم لفهم هذه القضية ورفض إدراكها.

أما النقطة الثالثة فتركز على الآثار الظرفية والتبعية لانتصار المقاومة في حرب غزة، وتظهر هذه الأعمال نفسها في تشكيل خطاب المقاومة الوحيد في أجزاء كثيرة من العالم وحتى تشكيل خطابات فرعية "للغربية" و"معاداة الصهيونية" مشتركة مع الخطاب الأم (خطاب المقاومة العالمي).

وفي عملية تشكيل هذا الخطاب المركزي والخطابات الفرعية التي تحدد بشكل مشترك معه، هناك نهج واحد، وهو تدمير المعتقدات الخاطئة والمفاهيم الخاطئة التي ترى أن وجود الهيمنة الغربية هو نتيجة لها.

وما نراه اليوم في مراكز أبحاث العدو هو العجز عن وصف وتحليل هذا المشهد والمعادلة غير المسبوقة، إن الاعتقاد السائد الذي ظهر في وصف وتحليل أحداث الأشهر الـ13 الأخيرة في الغرب مستمد من الضربة القوية التي وجهتها جبهة المقاومة للمظهر الجميل للحكم الغربي الصهيوني ووضعته في حالة من الفوضى، من الموت والدمار، إن الحفاظ على هذا الإنجاز العظيم والاستفادة منه في الانتقال إلى العصر الجديد واجب على كل إنسان حر في أي مكان في العالم. وقيمة هذا الهدف وهذا الجهد لا تقل عن نضال الشهداء العظام كالشهيد السيد حسن نصر الله، والشهيد السيد هاشم صفي الدين، والشهيد إسماعيل هنية، والشهيد يحيى السنوار.

المصدر : Pars Today

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة