فيما أشار إلى أن القيم الأخلاقية في الإسلام ثابتة لا تتغير بتغيير الحضارات الإنسانية والمجتمعات أو مع تغيير الأزمنة والأمكنة، وجاء ذلك خلال كلمة له في انطلاق فعاليات مهرجان تراتيل سجادية الدولي بنسخته العاشرة بالصحن الحسيني الشريف، بحضور الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي،، ومجموعة من الشخصيات من داخل وخارج العراق، ومن مختلف المذاهب والطوائف والأديان.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، إن "الهدف الأساس من إقامة مهرجان تراتيل سجادية، وتأسيس مؤسسة الإمام زين العابدين (عليه السلام) هو التذكير والتنبيه للدور الأساسي الذي يتميز به تراث الإمام السجاد (عليه السلام) في الفكر الإسلامي ومنهاجه العقائدي والفقهي والأخلاقي والاجتماعي، ودور هذا التراث في مسيرة الأمة الإسلامية، لإصلاح أحوالها المختلفة، وهي مكملة لرسالة الإمام الحسين (عليه السلام) وفتح الآفاق وشحذ الأذهان وتنوير العقول للمزيد من البحث والدراسة والتوعية، لما تركه الإمام السجاد (عليه السلام) في التراث من الكنوز المعرفية والسمو الأخلاقي والرفعة الاجتماعية، ولم يحضى بالقدر الكافي من الاهتمام البحثي والتطبيق السلوكي والاجتماعي".
وأضاف، أن "المهرجان ونشاطات مؤسسة الإمام زين العابدين (عليه السلام) تأتي لتفي الحق العظيم لهذا التراث على الأمة الإسلامية، وفي سياق تراث آخر لم يعط استحقاقه ألا وهو نهج البلاغة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وكذلك بعض كتب ورسالات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) لشيعتهم، ومنها -على سبيل المثال لا الحصر- رسالة الإمام الصادق (عليه السلام) لشيعته، والتي كان اتباع أهل البيت (عليهم السلام) يقومون بدراستها وتعليمها حتى أنهم في عهد الإمام (عليه السلام) ومن بعده من الأئمة (عليهم السلام)، كانوا يضعونها في المصلى الخاص داخل منازلهم".
وأشار إلى، أن "القيم الأخلاقية في الإسلام ثابتة لا تتغير بتغيير الحضارات الإنسانية والمجتمعات، بحسب طباعها وعاداتها أو مع تغيير الأزمنة والأمكنة بل هي مرتبطة بالإنسان وارتباطه بالفطرة التي جبله الله عليها مما يجعلها سهلة التطبع، فينجذب إليها الإنسان -تلقائيا- وليس بوسائل قاهرة".
وأوضح، أن "القيم الأخلاقية والمبادئ الاجتماعية، في النظرية الإسلامية والأخلاق قابلة للتطبيق العملي لكل أفراد البشر وان كانت ثقافتهم ومعارفهم متفاوتة".
وبين، أن "النظرية الإسلامية الأخلاقية مبنية على التوازن في تفعيل القوى الإنسانية الأساسية من العقل والغريزة والشهوة، بحيث تأخذ كل قوة حقها في الميدان، ولا يطغى بعضها على البعض الآخر، بخلاف تلك النظريات الوضعية التي طغت فيها بعض الغرائز الإنسانية على القوى النفسانية الأخرى، فأحدثت الفوضى والدمار والهلاك والشقاء، واستوعبت على نحو التكامل والاتساع، لتشمل كل احتياجات الإنسان الروحية والنفسية والقلبية والسلوكية، فردا ومجتمعا وحاكما ومحكوما وعالما وجاهلا ووضيعا ورفيعا وراع ورعية، بحيث لم تترك مساحة فارغة في احتياج الإنسان وأنماط سلوكه المختلفة وعلاقته بنفسه ومع مجتمعه ومع خالقه".