البث المباشر

في رحاب احزان عاشوراء (2)

الإثنين 15 يوليو 2024 - 14:56 بتوقيت طهران
في رحاب احزان عاشوراء (2)

قصيدة عاشورائية للشاعر حميد حلمي البغدادي

 

أجهَشَ القلبُ والحَشَا باضطِرابِ

فلقد هاجَ للحُسينِ صَوابي

 

أتُرى استوطنَ العُيُونَ بُكاءً

أم تُرى حُزنُهُ مَعينُ انتحابِ

 

إنّه السِّبطُ للقُلُوبِ نقاءٌ

يُبلِغُ الوالهينَ خيرَ المَآبِ

 

فهو الطُهْرُ والشهادةُ نهجاً

لا يُجاري خديعَةَ الكذّابِ

 

جاهدَ الزُّورَ يومَ قادَ انقلاباً

بالقناطيرِ والأذى والشِّغابِ

 

فتصدى لهُ الحُسينُ مُعِيداً

نهجَ طه وسُنّةَ الأطيابِ

 

قال: إني أنا الحسينُ إمامٌ

لستُ أرضى بِذلَّةٍ وانسحابِ

 

نحنُ آلُ العَبا وبيتٍ رفيعٍ

آلُ طه والمُرتضى الوَثّابِ

 

ويزيدٌ من آلِ حربٍ ورِجسٌ

يتحرَّىَ طريقةَ الأنصابِ

 

دينُهُ العِهْرُ والفجُورُ وخَمْرٌ

وانتهاكُ المَحارمِ الأقرابِ

 

ناهَضَ الوَحيَ كافِراً بازدراءٍ

جاهِراً بالعِداءِ والإغتصابِ

 

ليسَ يَرضى بذا الحُسينُ وَصِيَّاً

ينصُرُ اللهَ عارِفاً بالكتابِ

 

قاوَمَ الجهلَ والمُروقَ جُنُودَاً

في ثرى كربلاءَ أرضِ الصِّعابِ

 

فأتَتْهُ الجيُوشُ مِن كلِّ صَوبٍ

واستهابَتْ ثباتَهُ باجتنابِ

 

كيف لا وهو الهَصُورُ غَيُوراً

ومنارُ الهُدى مِنَ الإرتيابِ

 

رابطُ الجأشِ في الوغى حيدريٌّ

حسَنِيٌّ مُحمديُّ الخطابِ

 

يطلُبُ الماءَ في خِضَمِّ الرَزايا

وهو حقُّ المجاهدِ المِضرابِ

 

بيد أنَّ العِدى سَقَوهُ نِبالاً

زادَ عِبئاً على حَرُورِ اللُّهابِ

 

يا لِهَولِ المُصابِ فالسِّبطُ فَردٌ

وَسْطَ جيشٍ مُدجَّجٍ صَخّابِ

 

لم يُراعِ لِسبطِ أحمدَ إلّاً

وهوَ أهلُ التُّقى ونَبعُ الثوابِ

 

قتَلُوا قبلَهُ البَنينَ بُدُوراً

وأَخاهُ الحبيبَ حامي الحِجابِ

 

قتَّلُوا الذائدينَ عن بيتِ طه

وهُمُ صفوةُ الكُماةِ الصِّحابِ

 

وبناتُ النبيِّ طُرّاً تُنادي

واعليّاهُ يا شديدَ الضِّرابِ

 

أُترُكِ القبرَ وامتطِ الرِّيحَ غَوثاً

فالأعادِي ارتَدَوا لَبُوسَ الذِّئابِ

 

مَنَعُوا الماءَ قطَّعُوا الشِّبلَ إرْباً

وهو شِبْهُ النبيِّ زينُ الشبابِ

 

سلبُوا القائدَ الشريفُ رِداءً

فكسَاهُ المَولى أدِيمَ التُّرابِ

 

وابنةُ الأطهرينَ زينبُ تدعُو

يا إلهي هَوِّنْ علَيَّ مُصابي

 

هو ذا العابدُ الحُسينُ فِداءٌ

فتقبّلْ - ربّي- عظيمَ القرابِ

 

إنهُ قِمَّةُ الوفاءِ لِدِينٍ

شادَهُ أحمدٌ بكلِّ اغترابِ

 

فوقاهُ السِّبطُ الشهيدُ وصَحْبٌ

يَومَ عاشُورَ بالضَّنا والرِّقابِ

 

جعلُوا كربلاءَ كعبةَ عِشقٍ

ومَطافاً لكلِّ حُرٍّ مُحابِ

__

 

بقلم : حميد حلمي البغدادي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة