ودعا الاحتجاج، الذي نظمته جزئياً الجماعات التي قادت موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة العام الماضي، إلى إجراء انتخابات مبكرة فضلاً عن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح حوالى 130 أسيراً لا تزال تحتجزهم المقاومة الفلسطينية في غزة.
وتجمعت الحشود خارج "الكنيست" الإسرائيلي، حاملين لافتات كتب عليها "الانتخابات الآن"، ومرددين شعارات مثل "دمرتم البلاد وسنصلحها"، قبل أن يحاول بضع مئات إغلاق شارع "بيغن بوليفارد"، أحد الطرق الرئيسية حول القدس المحتلة.
وقال قادة الاحتجاج إنهم يخططون لإقامة "مدينة خيام" بالقرب من "الكنيست"، وإنهم سينظمون المزيد من الاحتجاجات حتى يوم الأربعاء المقبل.
كما احتشدت مجموعة صغيرة منفصلة من المتظاهرين في حي "ميا شعاريم" للحريديم، للمطالبة بإنهاء إعفاء طلاب المدارس الدينية (الحريديم) من الخدمة العسكرية الإجبارية.
ورأى المحتجون (أهالي الأسرى) أنّ نتنياهو مذنب، محملين إياه مسؤولية فشل 7 أكتوبر 2023، والذي قالوا إنه "يوصلنا عمداً إلى تدمير البلاد"، مضيفين أنه في هذه المرحلة،"هناك حاجة إلى تحرك مدني جريء".
وأحرق مستوطنون إسرائيليون من أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، الإطارات على طريق "بيغن" في القدس المحتلة، للمطالبة بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو وتجنيد "الحريديم"، فيما عملت الشرطة على تفريقهم بالمياه العادمة.
ونُشرت الشرطة الإسرائيلية للفصل بين المتظاهرين والحريديم، حيث ادعى منظمو الاحتجاج أنّ "المتشددين ألقوا البيض على المتظاهرين".
وخلال مؤتمر صحافي لنتنياهو، بثّه التلفزيون الإسرائيلي في وقت الذروة، قبل وقت قصير من خضوع نتنياهو لعملية جراحية لعلاج فتق، ردّ الأخير على دعوات المتظاهرين لإجراء انتخابات مبكرة، قائلاّ إنّ "حماس فقط هي التي ستستفيد من ذلك"، وأصرّ على أنه "يبذل كل ما في وسعه من أجل ذلك، وتأمين إطلاق سراح الرهائن".
وقال نتنياهو إنّ "الدعوات لإجراء انتخابات الآن خلال الحرب، قبل لحظة من النصر، ستشلّ إسرائيل لمدة ستة أشهر على الأقل.. وفي تقديري لمدة ثمانية أشهر".
وأضاف أنهم "سيشلون المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى لدينا، وفي النهاية، سيؤدون إلى إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها، وأول من يثني على ذلك ستكون حماس، وهذا يقول كل شيء".
وتتواصل التظاهرات ضد حكومة نتنياهو وتصاعدت انتقادات عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزّة ضد الحكومة الحالية، وذلك بعد نحو 6 أشهر من فشلها في إعادتهم، وفي إبرام صفقة تبادل، وسمحت قرابة 200 شركة إسرائيلية خاصة لموظفيها بالتغيّب عن الدوام الأسبوع المقبل، للمشاركة في تظاهرات تطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أنّ "منتدى الأعمال الإسرائيلي الذي يضم قرابة 200 شركة خاصة، أعلن أنه سيسمح لموظفيه المهتمين بالانضمام إلى التظاهرات ضد الحكومة والمطالبة بإبرام صفقة تبادل، والتي ستقام في القدس خلال الأسبوع المقبل".
وكان متظاهرون من عائلات الأسرى الإسرائيليين قالوا خلال التظاهرات لنتنياهو: "إذا لم نتحرك لإزاحتك.. فلن نتمكن من إعادتهم".