وقال إيرواني، يوم الثلاثاء في اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا: على الرغم من الأجواء الأمنية الهادئة، فإن سوريا لا تزال تواجه تحديات جدية، أخطرها القوات الاجنبية التي تحتل أجزاء من هذا البلد، وجماعات إرهابية مصنفة من قبل مجلس الأمن تسيطر على بعض المناطق، فضلاً عن العدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وصرح كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في الأمم المتحدة: في هذه الأثناء، فإن الهجمات الصاروخية المستمرة التي يشنها الكيان الإسرائيلي ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية تؤدي إلى تعقيد الوضع في سوريا، وتوقف الأنشطة الإنسانية وتعطل وصول المساعدات الإنسانية. جمهورية إيران الإسلامية تدين بشدة الكيان الإسرائيلي لارتكابه هذا الإنتهاك الصارخ.
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت دائماً أن الأزمة السورية يجب أن تحل سلميا وعلى أساس ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، فضلا عن الاحترام الكامل للاستقلال والسيادة الوطنية وسلامة الأراضي للجمهورية العربية السورية.
وتابع إيرواني: في هذا الإطار، نعتقد أن جميع القوات الأجنبية المتواجدة بشكل غير قانوني في سوريا يجب أن تغادر هذا البلد دون أي شروط مسبقة أو تأخير. ولا ينبغي السماح للجماعات الإرهابية باستخدام ملايين المدنيين كدروع بشرية لتنفيذ أنشطتها الشنيعة. ويجب على الكيان الإسرائيلي أيضا أن ينهي أعماله العدوانية ضد سوريا.
وشدد سفير إيران لدى الأمم المتحدة: على مجلس الأمن الدولي أن يفي بمسؤولياته ويضمن سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وتابع المندوب الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة: ان الأزمة الإنسانية في سوريا لا تزال متدهورة. يعاني الشعب السوري من تحديات اقتصادية عميقة. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن 15.3 مليون شخص من أصل 23.2 مليون نسمة في سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام.
وأوضح إيرواني: على الرغم من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني لايصال المساعدات الأساسية للمحتاجين، إلا أن التأثير المستمر للعقوبات الأحادية غير القانونية وتسييس المساعدات الإنسانية قد وضع عبئاً غير متناسب على عاتق الشعب السوري، بما في ذلك النساء والاطفال.
وأكد أن فرض العقوبات الأحادية على الشعب السوري مع الإدعاء بالقلق على وضعه الإنساني المؤسف ليس إلا نفاقاً. ويجب أن تتوقف هذه الممارسات غير القانونية والمدمرة على الفور.
وأضاف سفير إيران لدى الأمم المتحدة: بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي استخدام المساعدات الإنسانية ومشاريع إعادة الإعمار في سوريا كأداة لممارسة الضغط السياسي على الحكومة السورية.
وأضاف إيرواني: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقدر وتشكر الجهود التي تبذلها الجمهورية العربية السورية لدعم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق هذا البلد. الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بالقرار السيادي للحكومة السورية بتمديد الإذن الممنوح للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة باستخدام المعابر "باب الهوى" و"باب السلامة" و"الراعي" لمدة ستة وثلاثة أشهر أخرى على التوالي.
وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: نؤكد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، خاصة من خلال آلية العبور (داخل الحدود) وبالتنسيق الكامل مع الحكومة السورية.
واضاف: بناء عليه فان جمهورية إيران الإسلامية تؤكد على أهمية مشاريع إعادة الإعمار التي تعتبر حيوية لتقوية سوريا والسماح للنازحين بالعودة إلى ديارهم. لسوء الحظ، لا يتم تمويل أو تنفيذ هذه المشاريع بسبب الآثار المدمرة للإجراءات القسرية الانفرادية.
وقال: نغتنم الفرصة وندين مرة أخرى سرقة الموارد الطبيعية للشعب السوري في المناطق التي تحتلها القوات الأمريكية.
وأكد إيرواني أيضاً: لضمان حل سياسي أكثر فعالية للأزمة السورية، تواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية التأكيد بقوة على أن العملية السياسية التي يقودها ويمتلكها السوريون، والتي تيسرها الأمم المتحدة، هي النهج العملي الوحيد لإنهاء الأزمة.
وقال: نؤيد استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية كآلية فعالة لدفع العملية السياسية.
وذكر السفير الإيراني: أن الحكومة العراقية أبدت استعدادها لاستضافة الجولة المقبلة من الاجتماعات في بغداد، الأمر الذي لاقى استحسانا من قبل الحكومة السورية والدول الضامنة لعملية أستانا. وتريد جمهورية إيران الإسلامية من الأطراف المعنية أن تغتنم هذه الفرصة وأن تعطي الأولوية للمناقشات الأساسية على المسائل الاجرائية.
وشدد إيرواني: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى جانب شركائها في عملية أستانا، ملتزمة بالعمل من أجل تطبيع الوضع على المدى الطويل وبطريقة مستقرة في داخل سوريا واطرافها. وقد تم تجديد هذا الالتزام مرة أخرى في الاجتماع الأخير لعملية أستانا، الذي عقد يومي 24 و25 يناير/كانون الثاني.
وأضاف السفير الإيراني: كما نعلن دعمنا لاستمرار الحوار بين سوريا وتركيا في إطار هذا الجهد. كما تدعم جمهورية إيران الإسلامية الجهود والتعاون في شكل عملية أستانا للكشف عن مصير الأشخاص المفقودين.
وذكر: من المهم جداً أيضاً بذل كل الجهود الممكنة لتسهيل العودة الآمنة والمشرفة للاجئين السوريين إلى وطنهم وتلبية احتياجاتهم الإنسانية.
وقال إيرواني في ختام كلمته بجلسة مجلس الأمن: أخيراً، ستواصل الجمهورية الإسلامية اتصالاتها مع الحكومة السورية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة وشركائها في إطار عملية أستانا، لتنتهي الأزمة بأسرع وقت وتخفيف معاناة الشعب السوري.