ويعد داء السكري مشكلة عالمية سريعة النمو ولها عواقب اجتماعية وصحية واقتصادية كبيرة، وهو مرض يسببه نقص هرمون الإنسولين أو ضعف الاستجابة الطبيعية من خلايا الجسم للإنسولين الذي يدخل السكر الموجود في الدم (الغلوكوز) إلى الخلايا، وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة متشابهة، إذ ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم فوق الحد الطبيعي، ويؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على الجسم عاجلا وآجلا.
ونظرت إحدى الدراسات في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين تناولوا قرصا من الكافيين سعة 250 مليغراما في وجبة الإفطار وآخر في وقت الغداء. وهذا يعادل تقريبا شرب كوبين من القهوة مع كل وجبة. النتيجة كانت أن مستوى السكر في الدم لديهم أعلى بنسبة 8% مقارنة بالأيام التي لم يتناولوا فيها الكافيين، كما قفزت قراءاتهم أكثر بعد كل وجبة.
وذلك لأن الكافيين يمكن أن يؤثر على كيفية استجابة جسمك للإنسولين، وهو الهرمون الذي يسمح للسكر بالدخول إلى خلاياك والتحول إلى طاقة.
والكافيين قد يقلل من حساسية الإنسولين، وهذا يعني أن خلاياك لا تتفاعل مع الهرمون بالقدر نفسه الذي كانت تفعله من قبل. فهي لا تمتص قدرا كبيرا من السكر من دمك بعد تناول الطعام أو الشراب. وهذا يجعل جسمك ينتج المزيد من الإنسولين، وبالتالي يكون لديك مستويات أعلى بعد الوجبات.
وإذا كنت مصابا بداء السكري من النوع الثاني، فهذا يعني أن جسمك لا يستخدم الإنسولين بشكل جيد بالفعل.و بعد الوجبات، يرتفع مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي. وقد يزيد الكافيين من صعوبة السيطرة على سكر الدم. وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وبمرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى زيادة احتمالية الإصابة بمضاعفات مرض السكري، مثل تلف الأعصاب أو أمراض القلب.
ويرفع الكافيين مستويات بعض هرمونات التوتر، مثل الإبينفرين (المعروف أيضا باسم الأدرينالين). ويمكن أن يمنع الإبينفرين الخلايا من معالجة قدر كبير من السكر، وقد يمنع أيضا الجسم من إنتاج كمية كبيرة من الإنسولين، فهو يمنع مادة كيميائية تسمى الأدينوزين التي تلعب دورا كبيرا في كمية الإنسولين التي ينتجها الجسم، كما أنها تتحكم في كيفية استجابة الخلايا له.
أيضا فإن الكافيين يؤثر سلبا على النوم، فالكثير منه يمكن أن يبقي الشخص مستيقظا. وقد تؤدي قلة النوم أيضا إلى تقليل حساسية الإنسولين.
ويستغرق الأمر حوالي 200 مليغرام من الكافيين فقط للتأثير على نسبة السكر في الدم. وهذه هي الكمية الموجودة في حوالي كوب أو كوبين من القهوة أو 3 أو 4 فناجين من الشاي الأسود.