وتجددت الانتقادات للرئيس السيسي داخل مصر وخارجها بعد تصريحاته يوم الأربعاء الماضي التي نفى فيها أن يكون معبر رفح مغلقاً، وأكد أنه «مفتوح 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، لكن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات هي التي تعرقل العملية».
وأضاف السيسي أن هذا جزء من كيفية ممارسة الضغط بخصوص مسألة إطلاق سراح المحتجزين، في إشارة إلى الضغط الإسرائيلي على غزة من أجل إطلاق الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
وقبل تصريحات السيسي بيومين فقط قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان إن «مصر دمرت أكثر من 1500 نفق، وقامت بتقوية الجدار الحدودي مع غزة عبر تعزيزه بجدار خرساني، وهناك 3 حواجز بين سيناء ورفح الفلسطينية يستحيل معها أي عملية تهريب، لا فوق الأرض ولا تحتها» وهي التصريحات التي أثارت أيضاً موجة من الغضب في أوساط النشطاء والمتابعين على اعتبار أنها اعتراف صريح بأن مصر تقوم بإحكام الحصار على قطاع غزة وتمنع مرور أي شيء إلى داخله.
وكان محامي إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية قال إن «الوصول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح تسيطر عليه مصر، وليس على إسرائيل أي التزام في ذلك بموجب القانون الدولي». وردت مصر على الاتهام على لسان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان الذي أكد أن «مصر ستتخذ إجراء رسميا ضد إسرائيل بخصوص الاتهامات التي وجهتها للقاهرة» لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وكان الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة انتقد في خطاب سابق الدول العربية التي قال إنها لم تستطع إدخال شاحنات الإغاثة عبر معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر.
ويُعتبر معبر رفح الممر الوحيد للفلسطينيين في قطاع غزة إلى العالم الخارجي، فهو الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل بشكل مباشر من بين 7 معابر تحيط بالقطاع.
عار يعيش ألف عام
وتعليقاً على تصريحات رشوان التي أكد فيها تحصين الحدود بين قطاع غزة ومصر ومنع التهريب من خلالها، كتب الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي عبر حسابه في منصة «إكس» (تويتر سابقا) إن «هذا عار يعيش ألف عام» فيما كتب معلق آخر: «النظام المصري شريك في العدوان الصليبي الصهيوني على غزة وهذا ضمن بنود اتفاقية كامب ديفيد».
وقالت الصحافية الجزائرية بلقيس ختاش تعليقاً على تصريحات رشوان: «الترجمة؛ ضياء رشوان يقول بكل فخر للصهاينة نحن أنذل وأحقر منكم في حصار وتجويع أهل غزة».
من جهته، كتب صهيب أميرة قائلا: «تفضلوا أيها الشعوب العربية، والله إننا لنخجل أن نقول نحن العروبة بكل هذا التواطؤ». أما الصحافي المصري أحمد عطوان فقال: «مش فاهم هو بيقول (ضياء رشوان) كده من باب الفخر والتباهي، ولا من باب الإحساس بالعار والندم؟ ويا ترى بيخاطب مين بالكلام دا؟». وأضاف متسائلا: «هل عاوز يقول للإسرائيليين احنا خدامين السيادة وأوسخ منكم في تجويع أهل غزة وحصارهم؟ ولا عاوز يعترف بالذنب لأهل غزة ويقول لهم سامحونا على وساختنا معاكم؟».
وغردت مارلين سدر: « التباهي بالخيانة والعمالة بأقبح مظاهرها.. رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات ضياء رشوان يقول إن مصر دمرت أكثر من 1500 نفق، وقامت بتقوية الجدار الحدودي مع غزة، وأنشأت منطقة عازلة بطول 5 كم، لمنع أي عملية تهريب إلى القطاع».
وكتبت سلوى سعيد: «خلال الحصار والقصف الصهيوني على غزة رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان يقول إن مصر دمرت أكثر من 1500 نفق، وقامت بتقوية الجدار الحدودي مع غزة، وأنشأت منطقة عازلة بطول 5 كم، لمنع أي عملية تهريب إلى القطاع.. ومنا إلى الأشقاء في جنوب أفريقيا».
وغرد أحد المعلقين على شبكة «إكس» يقول: «شعب مصر يرفض حكم السيسي ويبصم بالعشرة على رحيله مهما كانت العواقب. السيسي كاذب وكل وعوده أوهام ومصر من سيئ إلى أسوأ. لو السيسي فتح الميادين، مصر كلها حتكون في الشارع في ظرف ساعة. والسيسي الذي يسأل اليوم «حقابل ربنا ازاي»بسبب غزة نقول له ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون».
الحصار الكامل لغزة
ونشر مصطفى أبو عموري مقطع فيديو للجدار الحدودي بين مصر وقطاع غزة يقول فيه: «هذه أفعال الصهاينة العرب.. السيسي ينشئ مزيداً من الأسوار من جهة مصر لضمان الحصار الكامل لغزة، لعنة الله عليه وعلى كل صهيوني، هؤلاء العمال والمهندسين أظلم من السيسي وأحقر من الجيش.. السؤال اين شعب مصر الذي يشاهد ما يفعل السيسي بمصر؟».
أما الصحافي الأردني ياسر أبوهلالة فنشر مقطع فيديو لتظاهرة أمام السفارة المصرية في العاصمة الأردنية عمان تطالب بفتح معبر رفح، وكتب معلقاً: «ليس مقبولاً من باب مصلحة مصر والعرب وفلسطين استمرار الحصار المصري لغزة.. هل يسمع السيسي صوت المتظاهرين أمام السفارة المصرية في الأردن: سيسي افتح المعبر؟».
وكتبت الصحافية شيرين عرفة تقول: «منذ يومين، وأثناء لقاء له مع رئيس الصومال، هدد السيسي الشعب المصري بمصير الحرب الأهلية، واليوم في كلمة له بأحد مؤتمراته، هددنا بالمجاعة التي يلاقيها أبناء غزة، والتي صنعها هو بحصاره الذي فرضه عليهم.. وفي نفس اليوم، عقد لقاءً آخر، ليقولها صراحة: يا تتحملوا وتضحوا يا تتخرب.. ألا يوجد شرفاء في جيش مصر، يخلصونا من هذا الإرهابي المجنون».
وعلق الصحافي عبد الحميد قطب على تصريحات السيسي بالقول: «أخطر ما قاله السيسي من وجهة نظري وأخبث ما صرح به منذ بدء طوفان الأقصى هو أن عدوان إسرائيل ليس من أجل تهجير أهل غزة أو القضاء على المقاومة أو تصفية القضية، وإنما من أجل تحرير رهائنها.. هو بذلك يبرر جرائم جيش الاحتلال ويعطي عمليات إبادة اطفال ونساء غزة المشروعية والغطاء القانوني».
وكتب الناشط قتيبة ياسين: «تخيلوا أن حكام العرب وإعلامهم الرخيص بدأ يقول للشعوب: انظروا إلى ما حصل في غزة من دمار وحصار وجوع وقتل أطفال وتشريد واحمدوا ربكم على نعمة الأمن والأمان.. اليوم قال السيسي: «ربنا مدينا مثال حي لناس مش عارفين ندخلها أكل».. سابقاً كانوا يهددون شعوبهم بما حصل في سوريا والآن غزة».
وقال الحبيب الأمين: «خطاب نموذجي ومعياري للحاكم العربي الفاشل، الفاسد، المستبد، العاجز، الأحمق.. السيسي نموذجاً.. مع هكذا نموذج كيف يمكن لشعوب العرب والمسلمين أن تتوهم أو تحلم ببناء دولة المؤسسات والقانون، دولة التنمية والمواطنة، دولة الإرادة الحرة والسيادة الوطنية؟!».
وكتب الإعلامي أسامة جاويش: «دخل السيسي اليوم موسوعة جينيس للأرقام القياسية في أحقر وأسوأ وأنذل وأقبح وأحط خطاب عربي بشأن فلسطين.. قبل هذا الخطاب دخل السيسي مزبلة التاريخ مرة تلو مرة ولكن اليوم تعلن مزبلة التاريخ أنه لا مكان للسيسي بداخلها فقد فاق كل التوقعات».
وكان السيسي قال في كلمة ألقاها خلال احتفال بالذكرى 72 لعيد الشرطة يوم الأربعاء الماضي إن «معبر رفح مفتوح على مدار 24 ساعة، إلا أن الإجراءات الإسرائيلية هي السبب في قلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة».
وأشار إلى أن «حجم الناقلات التي كانت تدخل إلى غزة يوميا تقدر بنحو 600 شاحنة، لكن لم يتم خلال هذه الأزمة إدخال أكثر من 220 شاحنة إلا خلال اليومين الماضيين».
وأوضح الرئيس المصري، أن حديثه يأتي ردًا على ما تم تداوله بأن مصر هي السبب في عدم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، قائلاً: «هروح من ربنا فين لو أنا السبب في عدم إدخال الطعام إلى غزة».
ووجه السيسي حديثه للمصريين، قائلا: «يجب أن تتأكدوا دون أن أصرح أو أن يخرج تصريح من أية جهة مصرية، بأن مصر لا تستطيع أن تفعل ذلك». وأشار إلى أن «ما تفعله إسرائيل يعد أحد أشكال الضغط على القطاع وسكانه من أجل موضوع إطلاق سراح الرهائن».
ويأتي حديث الرئيس المصري بعد أن حاولت إسرائيل التهرب من الاتهامات التي رصدتها جنوب أفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية، بمنعها لدخول المساعدات، من خلال إلقاء المسؤولية على مصر، فيما اتهمت هيئة الاستعلامات المصرية، تل أبيب، بتعطيل دخول المساعدات.