وقال اللواء سلامي في كلمة أمام التجمع الشعبي في طهران نصرة للشعب الفلسطيني: ما حدث في طوفان الأقصى باعتباره العملية المباغتة الأكثر استثنائية في تاريخ البشرية كان انعكاسا لجرائم وفظائع الحكومات البريطانية والفرنسية والأمريكية والإسرائيلية على مدى مائة عام بحق شعب طردوه من أرضه خمساً وسبعين عاماً.
وأكد القائد العام للحرس الثوري أن الاضطراب جزء لا يتجزأ من حياة الصهاينة من الآن فصاعدا، وهذه ظاهرة لن تختفي من هذه الأرض.
وأضاف: اليوم أمريكا وإسرائيل تعتبران انتصارهما في غزة بهزيمة الأطفال، واليوم أعظم قوة في العالم تدعي قتل الأطفال، وهذا أكبر إذلال لأمريكا وإسرائيل، إذا كانوا رجالا فعليهم أن يدخلوا الميدان ومواجهة المقاتلين الفلسطينيين وجهاً لوجه.
وقال: منذ عام 1935 عندما استشهد الشيخ عز الدين القسام في حيفا وحتى اليوم والمقاومة مستمرة في هذه الأرض المباركة. كانت هناك معارك ضارية بين المسلمين والصهاينة لسنوات عديدة، ولكن مع انتصار الثورة الإسلامية، انتعشت الحركة الفلسطينية وتسلح الفلسطينيون تدريجياً وتمكنوا من تسليح أنفسهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحروب تموز و 22 يوماً وما تلاها من حروب، وأخيراً طوفان الأقصى حطمت هيمنة الصهاينة.
وأضاف القائد العام للحرس الثوري: إن طوفان الأقصى أظهرت أن الدعم الأمريكي لا يمكن أن ينقذ إسرائيل من خطر الانهيار، لأنه عادة عندما تساعد أمريكا الصهاينة، يكون الأوان قد فات. إن الجيش الصهيوني، الذي جعل من نفسه جيشا أسطوريا، لا يستطيع أن يمنع العمليات الثقيلة ضد الكيان الصهيوني.
وذكر اللواء سلامي أن طوفان الأقصى أظهرت أن المسافة الجغرافية بين الانتفاضة وانهيار الكيان الصهيوني هي 80 كيلومترا.
وأضاف إن الغرب وبعض الحكومات المنافقة شهدوا فشلاً أخلاقياً في العالم وأظهروا مدى كراهية شعوب العالم لواقعهم، ولكن عليهم أن يعلموا أن أياً من هذه الإجراءات لن يمنع الانهيار المبكر للصهاينة وإسرائيل. وحتى توقع قائد الثورة سيتحقق قبل ذلك بكثير.
وقال سلامي إن قصف أهل غزة ومنع الولايات المتحدة وقف إطلاق النار والدعم السياسي والنفسي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل أظهر السقوط الأخلاقي للولايات المتحدة، وكراهية أمريكا انتشرت في جميع أنحاء العالم، وأصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى.
وتابع: ليعلموا أن المسلمين سينتقمون، وانتقام المسلمين من الظالمين ليس له تاريخ انتهاء وهي قضية مستمرة. الكيان اليوم محاصر بالجدران ويريد القتال من وراء الجدران، وهذا فشل سياسي، وحتى الاقتصاد الأمريكي سوف يتراجع في ظل هذه الظاهرة، لأن المسلمين وغير المسلمين سيقاطعون البضائع الأمريكية، وهذا ضربة كبيرة لأمريكا.
وأضاف اللواء سلامي: لقد بدأ الشباب الفلسطيني حرباً غير مرئية، وقد أثبتت التجربة أنه في هذا النوع من الحروب، الفائز دائماً هو من لا يمكن رؤيته. لقد بدأت حرب الأشباح، والمعركة مستمرة، وغزة في طريقها نحو النصر. إن انجازات غزة والجهاد وحماس ضخمة. الحرب غير المرئية هي لصالح فلسطين.
وأوضح أن أسرار طوفان الأقصى المذهلة لا تزال مجهولة ولا أحد يعرفها، لذا انتبهوا إلى أن فلسطين تسير على طريق حرب الاستنزاف وستنتصر تدريجيا.
وفي الختام قال القائد العام للحرس الثوري: لا يمكن القضاء على حماس والجهاد، ولا يمكن تدمير فلسطين ولا شبابها المجاهدين. إن ما سيغرق العدو في المستنقع هو الهزيمة الحتمية لإسرائيل. فبالنسبة لأميركا وإسرائيل لا يوجد عنصر انتصار في المعركة الجارية في غزة، في حين أن كل شيء جاهز لتحرير فلسطين. إن العالم الإسلامي يقوم بكل ما يتعين عليه القيام به، ولا تزال هناك إمكانات هائلة غير مستغلة.