وتساءل ماجد عبد الهادي في تقريره المصور الذي قدمه لقناة "الجزيرة" واستعرض جوانبا من مذابح إسرائيل في مستشفيات غزة وصور الشهداء والمصابين في أفنيتها: "هل من قيمة للأعداد حين تقفز على سبيل المثال من 10 آلاف وبضعة مئات إلى 11 ألفاً".
وأظهر التقرير المصور طفلة فلسطينية وقد امتلأ وجهها وثيابها بالدماء وهي تصرخ وتبكي بحرقة حزنا على والدها وشقيقها، اللذين فقدتهما جراء إحدى مجازر الاحتلال في غزة.
وتابع عبد الهادي بلغته النارية المعروفة: "هي مجرد أعداد لأناس يموتون نعم يموتون وفق التعبير المفضل في لغة الغرب عند أي حديث اضطراري عن الضحايا الفلسطينيين، حتى يبدو الأمر وكأن هؤلاء فقدوا حياتهم نتيجة إعصار مدمر يصعب إلقاء المسؤولية في حدوثه على أحد، ولم يقتلوا بفعل جرائم حرب يعرف العالم كله من هو مرتكبها".
واستدرك بنبرة مؤثرة: "أو كأنهم ليسوا بشراً أسوياء دفنتهم آلة الحرب بالألوف".
وأكمل الصحفي الفلسطيني ماجد عبد الهادي، فيما كانت القناة تعرض مشهداً لشاب فلسطيني يحمل جثة ملفوفة بشاش أبيض بين يديه ويسير في سوق بدا مدمراً: "أفنتهم آلة الحرب تحت أنقاض بيوتهم ودفنت معهم حكايات وذكريات وطموحات وأحلام تستحق أن تٌروى".
وتابع: "بل تستدعي إحساس البشرية بعار التسامح مع هذه الإبادة، وفق ما تقول شعارات وهتافات يرفعها ملايين الناس ممن يتظاهرون في مختلف أرجاء الأرض احتجاجاً على ما يحدث".
وأضاف عبد الهادي، أن القيم الإنسانية المتحضرة منيت جراء هذه المجازر بخسائر فادحة "وقد بات مدّعوها أو مدعو حمايتها، لا سيما في أوساط النخب السياسية الحاكمة على مستوى العالم ينقسمون بين مؤيد للمذبحة علناً ومتواطىء معها سراً ومتخاذل عن رفضها بغير حرج".
حسابات صناع الحرب
وتابع عبد الهادي تقريره قائلاً إن الأهم في حسابات صناع الحرب ومؤيديها "هو تحقيق الهدف الإسرائيلي المتمثل بالقضاء على حركة حماس إيذاناً – كما يقولون - في استحداث تغيير جذري ينهي حكمها لقطاع غزة ويعيد تشكيل الوضع القائم هناك على نحو لم تتضح تفاصيله تماماً، لكنه بدأ يثير مخاوف الفلسطينيين من محاولة فرض الوصاية عليهم بشكل يقفز عن حقهم الديموقراطي في اختيار من يحكمه".
ويواصل جيش الاحتلال حربه على قطاع غزة مكثفا غاراته على مناطق متفرقة من القطاع، وأحدث مجازر جديدة بصفوف الفلسطينيين، آخرها عند مستشفى الشفاء بعد قصف محيطه.
وبحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن دبابات الاحتلال انتشرت في محيط مستشفيات (الرنتيسي والنصر والعيون) بقطاع غزة بعد تعرضها للقصف طوال الساعات الماضية.
المصدر: فلسطين الآن