وتعمل شركتان ناشئتان من ألمانيا على تطوير قيادة السيارات والشاحنات عن بُعد، وتوفير خدمة من الباب إلى الباب عبر تكنولوجيا جديدة تُعتبر أكثر تطوراً من فكرة السيارة دون سائق، بحسب تقرير نشرته شبكة «دي دبليو» الألمانية.
وقال التقرير إنه «أمر كالسحر كان بمثابة حلم بعيد المنال في السابق غير أنه قد تحقق وأصبح واقعاً الان»، مشيراً إلى أن «التحكم في قيادة السيارات عن بُعد بدلاً من أنظمة التحكم الذاتي، فكرة ابتكرتها شركة ناشئة في برلين، وتقوم هذه الفكرة على تطوير خدمة من الباب إلى الباب بسيارات كهربائية بالكامل يتم التحكم في قيادتها عن بعد، كما يمكن أيضا التحكم في الشاحنات في مواقع المناطق الصناعية».
وقالت الشبكة الألمانية إن «وجود شاحنة دون سائق تقاد بين شوارع المدينة في حين يجلس السائقون على بعد بضعة كيلومترات في مكتب قد يصبح أمراً عادياً، حيث تعمل شركتان ناشئتان من ألمانيا على تطوير هذه التكنولوجيا، إحداهما شركة «Fernride» من مدينة ميونيخ التي تركز على الشاحنات في قطاع الخدمات اللوجستية، والأخرى شركة (Vay) الألمانية الناشئة من برلين، وتركز على نقل الركاب الأفراد بالسيارة».
وفكرة شركة «Vay» هي تقديم خدمة «من الباب إلى الباب» حيث يقوم السائق عبر الهاتف بإحضار السيارة الكهربائية إلى العميل، وهو بدوره يأخذها ويقودها إلى وجهته، ثم يسلمها لاحقا إلى السائق عبر الهاتف، الأمر الذي يلغي الحاجة إلى ركن السيارة. تستخدم الشركة نهجًا يسمى «القيادة عن بُعد» للتحكم في السيارات عن بُعد من مواقع تقع على بعد أميال.
كما أسست الشركة الألمانية الناشئة فرعا لها في الولايات المتحدة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «Vay» والمؤسس المشارك توماس فون دير أوهي إنه يرغب أن يجعل ألمانيا رائدة في مجال القيادة عن بعد.
يشار إلى أن السيارة ذاتية القيادة هي سيارة قادرة على استشعار بيئتها والعمل دون تدخل بشري، فلا يُطلب من الراكب التحكم في السيارة في أي وقت، ولا يلزم وجود راكب من الأساس، فالسيارة يمكنها العمل بشكل مستقل تماماً، ذهاباً وإياباً كما لو أن هناك شخص يقودها فعلاً.
وحددت جمعية مهــندسي الســيارات في الولايات المتــحــدة حالياً 6 مستويات من أتمتة القــيادة تتراوح من المستوى 0 (يدوي بالكامل) إلى المستوى 5 (مستقل تماماً) وتم اعتماد هذه المستويات من قبل وزارة النقل الأمريكية.
وأغلب السيارات حالياً تندرج تحت التصنيف صفر، حيث يتم التحكم في السيارة بشكل كامل يدوياً، وعلى الرغم من أنه قد تكون هناك أنظمة لمساعدة السائق، مثل نظام الكبح في حالات الطوارئ، إلا أنه من الناحية الفنية هذا النظام لا يقود السيارة، وهو غير مؤهل للعمل الآلي.
أما المستوى الأول، فهو أدنى مستوى من الأتمتة، وتتميز السيارة في هذا المستوى بنظام آلي واحد لمساعدة السائق، مثل التوجيه أو التسارع (مثبت السرعة) ونظام تثبيت السرعة التكيفي (حيث يمكن إبقاء السيارة على مسافة آمنة خلف السيارة التالية) ولكن هنا أيضاً لابد أن يقوم السائق بمراقبة الجوانب الأخرى للقيادة مثل التوجيه والفرملة.
وعند المستوى الخامس تتمتع المركبة بأتمتة القيادة الكاملة، حيث لا تتطلب المركبات من المستوى الخامس اهتماماً بشرياً، إذ يتم التخلص من «مهمة القيادة الديناميكية» ولن تحتوي سيارات المستوى الخامس حتى على عجلات توجيه أو دواسات تسريع أو كبح. وستكون هذه المركبة قادرة على الذهاب إلى أي مكان والقيام بأي شيء يمكن للسائق البشري المتمرس القيام به، وتخضع السيارات ذاتية القيادة للاختبار في عدة مناطق من العالم، لكن لا شيء منها متاح لعامة الناس بعد.