ودعت بلدة الحمدانية شمالي العراق، أمس الأربعاء، ضحايا الحريق المفجع الذي وقع خلال حفل زفاف الليلة الماضية.
وفي مقبرة البلدة الواقعة في سهل نينوى شرق مدينة الموصل، تجمّع المئات من المشيّعين حول رؤساء الكنائس العراقية الذين ردّدوا ترانيم باللغتين السريانية والعربية.
وأودت النيران بنحو 110 أشخاص وأسفرت عن إصابة 150 آخرين بجروح بحسب السلطات العراقية.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت وسائل إعلام عراقية مقاطع فيديو صوّرها بعض الحاضرين قبيل اندلاع الحريق، تظهر أجهزة ألعاب نارية وهي تطلق الشرارات التي لامست سقف القاعة وأشعلته.
وقالت سميرة شيتو ربّة المنزل البالغة 53 عاماً التي قدمت لدفن 15 شخصاً من أقربائها: "لم يبق لدينا إحساس، أصبحنا جميعاً بلا إحساس، كلنا ميتون، لا يوجد شخص في قرقوش ليس ميتاً، ولا يوجد شخص لم يفقد شخصاً من أهل وأصدقاء".
وبحسب الدفاع المدني العراقي فإنّ "معلومات أولية" تشير إلى أنّ سبب الحريق هو "استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف" ممّا أدّى إلى "اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر"، فضلاً عن استخدام مواد بناء "سريعة الاشتعال" و"مخالفة لتعلميات السلامة" المنصوص عليها قانوناً، ما أسهم في زيادة شدّة الحريق.
وعلى وقع الخوف والهلع، حصل تدافع بين المشاركين في حفل الزفاف ولم ينجح كثير منهم بالهرب في الوقت المناسب، خصوصاً بسبب النقص في عدد مخارج الطوارئ.
وأعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق، أمس الأربعاء، إلقاء القبض على صاحب صالة الأعراس في محافظة نينوى.
وذكر المجلس، في بيان، أن "وزارة الداخلية الاتحادية أصدرت أمراً بالقبض على عدد من الأشخاص، بينهم صاحب القاعة سمير سليمان كرومي رافو آسو".
وأضاف "أنه، بعد ورود مذكّرة توقيف، قامت مؤسساتنا في مجلس أمن إقليم كردستان في أربيل بإلقاء القبض على صاحب القاعة وتسليمه إلى وزارة الداخلية في حكومة العراق الاتحادية".
وفي وقت لاحق، أعلن وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري تسلّم صاحب قاعة الأعراس في الحمدانية بعد أن تمّ إلقاء القبض عليه من الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان، وفقاً للوكالة الرسمية العراقية.