ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال)، عن مدير مركز الرقابة على الأغذية والأدوية بفرع الجبل الأخضر، عادل بوشويرف، قواه إنّ "المركز أغلق محطتي درنة وسوسة البخاريتان لتحلية المياه نظراً لتلوث مياه البحر بالجثث المتحللة والحيوانات النافقة التي جرفتها السيول"، موضحاً "يوجد نوعان من التحاليل، كيميائي، يعطي أحياناً مؤشرات جيدة، وجرثومي، وهو أدق نظراً لتلوث المياه بمياه الصرف الصحي والزيوت والأتربة".
وأوضح بوشويرف أنّ "التحليل الجرثومي أكد تلوث المياه، وبالتالي أمر المركز بتعقيم الشبكة وتنظيفها وتطهيرها ورش الآبار الجوفية"، وهي مشاكل مقدور عليها بعكس محطات تحلية مياه البحر.
وأضاف أنّ "المركز يواصل، منذ بدء فاجعة العاصفة دانيال، متابعة شحنات الإغاثة الغذائية والدوائية واتخاذ الإجراءات الرقابية للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري"، وفقاً لوكالة الأنباء الليبية.
كما أكد أنّ "متخصصين من المركز تفقدوا خزانات المياه التي اجتاحتها السيول، وقاموا بسحب عينات من المناطق المتضررة وأنشأوا غرفة لفحص العينات إلى جانب تشكيل لجنة من مركز الرقابة على الأغذية والأدوية ومركز البحوث الزراعية ومركز البحوث التقنية والإصحاح البيئي والحرس البلدي".
وأشار إلى أنّ "المركز يتوفر على ثلاثة مختبرات رئيسة يعتمد عليها في التحليل، وهي مختبر الرقابة على الأغذية فرع البيضاء، ومختبرات البحوث الزراعية، ومختبرات جامعة عمر المختار التي تتولى فحص العينات"، لافتاً إلى أنّ "المركز يقوم بتخزين المواد الغذائية في مخازن بمدينة البيضاء لفحصها".
وأكد مدير مركز الرقابة الليبي "وجود كميات غير صالحة للاستهلاك جرى إتلافها".
وأعلنت السلطات في شرقي ليبيا، قبل أيام، أنّها ستنظّم في الـ10 من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، "مؤتمراً دولياً" من أجل إعادة إعمار مدينة درنة، التي أصبحت منكوبةً بفعل الفيضانات الناتجة من إعصار "دانيال".
وتزايدت مبادرات التضامن الشعبي في ليبيا إثر كارثة الفيضانات والسيول التي ضربت مدناً شرقي البلاد، وأسفرت عن دمارٍ هائل وأعدادٍ كبيرة من الضحايا في مدينة درنة بشكلٍ خاص. وأوضح مدير مركز "تدريب وتطوير المرأة" في مدينة طرابلس، غربي ليبيا، محمد كمور، لوكالة "فرانس برس"، أنّه تمّ تعليق العمل في المركز لتوفير مساعدات لأبناء مدينة درنة، حيث فقد آلاف الناجين كل ما يملكونه بسبب الفيضانات، وقد جرفت الفيضانات أبنية وأحياء برمتها.
وكان الناطق باسم اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة بالحكومة المكلفة من البرلمان، محمد الجارح، أعلن أمس السبت، ارتفاع عدد الوفيات جراء العاصفة دانيال، التي ضربت شرق ليبيا إلى 3845 حالة، وفقاً للأرقام الموثقة والمسجلة لدى وزارة الصحة.
وقال الجارح، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "عدد الوفيات تزايد بعد دفن 43 جثة جرى انتشالها أخيراً"، مضيفاً: "بكل أسى وحزن عدد الوفيّات المعلن سيكون في ازدياد كل يوم".
وفي وقتٍ سابق، السبت، أكّد المتحدث باسم جيش شرقي ليبيا، اللواء أحمد المسماري، أنّ فرق الإنقاذ والبحث والتفقّد المحلية والدولية أنهت عمليات البحث عن الناجين وسط مدينة درنة، مشيراً إلى أنّ كل فرق الإنقاذ اتجهت من أجل البحث في أعماق البحر والشواطئ.
وكشف تقرير للمنظمة الدولية للهجرة أنّ ما يزيد على 43 ألف شخص نزحوا في إثر الفيضانات والسيول المدمّرة، التي شهدتها منطقة شرقي ليبيا، والتي تركّزت أضرارها داخل درنة.