وإعتقدت الحكومة الأمريكية وضع وزير الدفاع الصيني،"لي شانغ فو" قيد التحقيق بتهمة الفساد في أحدث علامة على الاضطراب بين أعضاء النخبة في المؤسسة العسكرية والسياسة الخارجية في بكين.
كما نقلت تقارير إعلامية عن شخص قريب من دوائر صنع القرار في بكين قوله إنه "تم اقتياد وزير الدفاع الأسبوع الماضي للاستجواب".
وقال 3 مسؤولين أميركيين، وشخصان مطلعان على معلومات استخباراتية، لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية: إن "الولايات المتحدة خلصت إلى أن "لي"، الذي لم يظهر علنا لأكثر من أسبوعين، جرى تجريده من مسؤولياته كوزير للدفاع".
وتأتي هذه الخطوة بعد شهرين من قيام الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بإقالة اثنين من كبار الجنرالات في القوة الصاروخية للجيش، التي تشرف على ترسانة الصين، سريعة التوسع، من الصواريخ طويلة المدى والأسلحة النووية.
ويأتي التحقيق مع لي أيضا في أعقاب اختفاء تشين غانغ، الذي أطيح به من منصب وزير الخارجية، في يوليو الماضي.
ولم يذكر الأشخاص الذين تم إطلاعهم على المعلومات الاستخباراتية، ما الذي دفع الإدارة الأميركية إلى الاستنتاج أنه يتم التحقيق مع "لي".
وتخوض الصين، منذ عقود، حربا لسرقة العلوم والتكنولوجيا من الولايات المتحدة من أجل الحصول على ميزة تنافسية في مواجهة واشنطن.
ولم يعلق البيت الأبيض على هذه التقارير، في حين رفضت السفارة الصينية في الولايات المتحدة الإدلاء بأية تعليقات.
ونقلت وكالة رويترز، يوم الخميس الماضي، عن مسؤولين فيتناميين، قولهم إن "لي" "ألغى اجتماعا فجأة الأسبوع الماضي، بسبب حالته الصحية".
حيث شوهد لي آخر مرة في بكين يوم 29 أغسطس الماضي، وهو يلقي خطابا رئيسيا في منتدى أمني مع الدول الأفريقية. وفي وقت سابق من ذلك الشهر، زار أيضا روسيا وبيلاروسيا.
وبدأ التحقيق مع الوزير بعد وقت قصير من عودته من تلك الرحلة، وفقا لشخص على اتصال مباشر بالجيش واثنين من مسؤولي الأمن الأجانب المطلعين على القضية.
وبحلول 3 سبتمبر الجاري، ألغت وزارة الدفاع الصينية زيارة لي إلى فيتنام لحضور اجتماع دفاعي سنوي بين البلدين كان من المقرر عقده في الفترة من 7 إلى 8 سبتمبر، وفقًا لمسؤول فيتنامي.
وقال مسؤولان فيتناميان إن بكين أبلغت المسؤولين في هانوي أن "لي" كان يعاني من “حالة صحية” عندما أجلت الحدث.
وأثار عدم حضور لي ذلك الاجتماع، والمحادثات مع مسؤول عسكري سنغافوري كبير في الصين في الأسبوع نفسه، تساؤلات بين الدبلوماسيين الإقليميين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول مكان وجوده.
هذا وفرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عام 2018، عقوبات على لي، فيما يتعلق بشراء بكين للأسلحة الروسية، وذلك عندما كان الأخير يقود الإدارة الرئيسية لشراء الأسلحة وتطويرها في الجيش الصيني.
وكانت بكين قد رفضت ترتيب أي اجتماع بين وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ونظيره الصيني، بينما أبقت واشنطن العقوبات على الجنرال، وهو الوضع الذي أدى بالفعل إلى تفاقم تدهور العلاقات العسكرية بين أقوى اقتصادين في العالم.
وأثار سفير الولايات المتحدة في اليابان، رام إيمانويل، الأسبوع الماضي تكهنات بشأن لي، عندما نشر على منصة إكس (تويتر سابقا)، أن الحكومة الصينية “تشبه الآن الرواية البوليسية (ثم لم يبق أحد) للروائية البريطانية (المعروفة) أغاثا كريستي”.
وكتب إيمانول، مع وسم #MysteryInBeijingBuilding (مبنى بكين الغامض): “أولاً، اختفى وزير الخارجية تشين جانغ، ثم اختفى قادة القوة الصاروخية، والآن لم يظهر وزير الدفاع لي شانغ فو علنًا لمدة أسبوعين”.
تجدر الإشارة إلى أن رواية (لم يبق أحد) تركز أحداثها على قصة 10 غرباء دعوا جميعا إلى جزيرة بعيدة عن شاطئ ديفون في جنوب إنكلترا، حيث يموتون واحداً تلو الآخر، وشيئاً فشيئاً يُدركون أن القاتل هو أحدهم، وفي النهاية تتحول القصة إلى لغز في غرفة مغلقة، حيث تموت كل الشخصيات، وتبقى الشرطة مع 10 جرائم غير محلولة.