وحول آخر التطورات المتعلقة بسياسة إيران الخارجية في المنطقة والساحة الدولية، تطرق وزير الخارجية الي القضية السورية، موضحا بأن هذه القضية توجد فيها ظاهرتان إحداها هي أن العالم العربي بموقفه الجديد تجاه سوريا يفتح الأبواب امام سوريا ويعيدها الى جامعة الدول العربية وايضا يستأنف العلاقات معها ويفتح السفارات مجددا بالاضافة الى اقامة تعاون على مختلف المستويات مع سوريا.
واستطرد في هذا السياق، بأن زعماء العالم العربي والدول الإسلامية والمنطقة يدركون موقف سوريا جيداً، ويعلمون أن سوريا ليست دولة يمكنهم إخراجها من المعادلات الإقليمية، ولكن بقدر ما تسارعت هذه الظاهرة الإيجابية في سوريا فإن الناشطين الاجانب وأعداء سوريا ومن بينهم الأمريكين يزيدون ضغوطهم على الشعب والحكومة السورية.
وافاد امير عبد اللهيان انه سمع من السلطات السورية خلال زيارته الأخيرة، على سبيل المثال في منطقة شرق الفرات في منطقة إدلب، أن القوات الأجنبية وأجهزة الأمن الأجنبية تسعى الى إعادة بناء الجماعات الإرهابية لممارسة المزيد من الضغط على سوريا، كما يسعى الجانب الأمريكي ايضا الى تشديد العقوبات في اطار ما يسمى بقانون "قيصر".
وفي اشارة الى ان الاحداث التي تشهدها سوريا حاليا، اعتبر امير عبداللهيان بأنها من مخططات أعداء هذا البلد ضد عملية اعادة استئناف علاقات العالم العربي ودول المنطقة مع سوريا.
وتطرق امير عبد اللهيان الى مسألة الحدود المشتركة وامنها بين تركيا وسوريا، موضحا بأن السلطات السورية قد ابلغت الجانب الايراني بأن لديها الإمكانيات والاستعدادات اللازمة لضمان أمن الحدود المشتركة مع تركيا من داخل الأراضي السورية.
وتابع امبر عبد اللهيان بأنه في لقاء الجولة الأخيرة من اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع ايران وسوريا وروسيا وتركيا في موسكو، طرحت ايران فكرة أن تركيا وسوريا تتفقان مع بعضهما البعض على سحب القوات العسكرية التركية من الأراضي السورية، لكن هذه المعادلة لها جانبان.
وفي هذا الصدد، اوضح امير عبداللهيان بأن الجانب الثاني من المعادلة هو من المهم لتركيا تأمين حدودها من الأراضي السورية حتى لا تتعرض لتهديد من التيارات المزعزعة للاستقرار في المنطقة وهذا ما تؤكد عليه تركيا ايضا. ولذلك وانطلاقا من الفكرة التي طرحتها ايران في الاجتماع الرباعي، افاد امير عبداللهيان بأن سوريا وتركيا قد اتفقتا فيما بينهما على أن تتعهد تركيا أولا بسحب قواتها العسكرية من الأراضي السورية، وبالمقابل تتعهد سوريا بمنع أي اعتداء على أمن الأراضي التركية من خلال نشر قواتها العسكرية على الحدود، ويمكن لإيران وروسيا أن تلعبا دورا كضامنتين في هذا الأمر.
كما صرح وزير الخارجية الى ان ايران تتطلع الى التشاور مع الأشقاء الأتراك لمعرفة ما هي السبل المتاحة لتحقيق حدود آمنة ومستقرة بين تركيا وسوريا بما يقلل مخاوف تركيا ويحافظ على وحدة الأراضي السورية.