حيث نرى فيه مجموعة كبيرة من الكتب بمختلف المجالات ومن جميع أنحاء العالم الذين يحضرون بكتبهم بمختلف اللغات، ففي منتصف الربيع، نرى حيوية ونشاطا كبيرا لربيع الأفكار وإقامة معارض الكتب الدولية في مختلف الدول منها معرض النجف الأشرف ومعرض تونس، حيث كتبنا عنهما في مقال سابق، ولكن اليوم نحن على أعتاب إقامة معرض طهران الدولي للكتاب بنسخته الـ 34، الذي سينطلق غدا الأربعاء، وسيقام في الفترة من 10 إلى 20 ايار/ مايو في مصلى الإمام الخميني (رض) بطهران، وبالتزامن مع المعرض الإفتراضي على موقع “ketab.ir”.

ومعرض طهران الدولي للكتاب يُعتبر من أكبر المعارض في غرب آسيا، وفي كل سنة نرى أنه يواجه إقبالاً كبيراً، وأعلن نائب رئيس معرض طهران الدولي للكتاب علي رمضاني أنه تم تسجيل 3 آلاف ناشر محلي وأجنبي للمشاركة في معرض طهران الدولي للكتاب الرابع والثلاثين.

وأضاف: إننا شهدنا اقبالا جيدا حتى الآن للمشاركة في المعرض حيث تم تسجيل حوالي 200 مكتبة حتى الآن، وسيعرض حوالي 3000 ناشر محلي وأجنبي أعمالهم، وذكر أنه يتعين على الناشرين تحميل أعمالهم في القسم الافتراضي بالمعرض خلال الأيام المقبلة.

وأوضح نائب رئيس معرض طهران الدولي: لقد تم إعادة فتح موقع المعرض قبل أيام قليلة من اقامة المعرض ويمكن للجمهور البحث عن الكتب واختيارها لذلك كلما اسرعت دور النشر في القيام بذلك تزداد فرصة اختيار كتبهم من قبل الجمهور.

الإعلان عن برامج المعرض

وقد أقيم المؤتمر الصحفي للمعرض يوم الأحد الماضي بحضور مساعد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الشؤون الثقافية ورئيس المعرض السيد “ياسر أحمدوند”،  ونائب رئيس المعرض السيد “علي رمضاني” بحضور المراسلين المحليين والأجانب، حيث أعلنوا عن برامج معرض طهران الدولي للكتاب.

وأشار أحمدوند إلى البرامج المخطط لها لهذه الفترة من المعرض وقال: هذا العام سيقام المعرض تحت شعار “المستقبل قابل للقراءة” يعني أن التقدم المستقبلي للبلد يعتمد على قراءة أكثر وأفضل، كما يوضح تاريخ المجتمعات المختلفة أن التقدم في أي بلد يعتمد على قراءة أكثر وأفضل.

وأضاف: إحصاءات قراءة الكتب تتقدم بوتيرة أسرع من النمو الاقتصادي، ومعرض طهران للكتاب هو فرصة لتشجيع الناس ولفت إنتباههم إلى تنمية قراءة الكتب، ومن المهم أيضاً أن تهتم العائلات بهذه القضية.

وصرح أحمدوند أننا نتمنى أن نشهد معرضاً مزدهراً بمشاركة كبيرة من الناس وجمهور المعرض والخدمات التي يقدمها الناشرون، وقال: من أجل تحقيق هدف التقدم الثقافي والاقتصادي الفعال، سيكون لهذا المعرض اختلاف عن الفترات السابقة في الأقسام المختلفة للمعرض، فإن النهج الرئيسي هو الإهتمام بالمحتوى الثقافي والبرامج الثقافية، وقد تم بذل الجهود لإستفادة الجمهور من البرامج الثقافية في المعرض.

وأكد أحمدوند: تشارك منظمات ومؤسسات مختلفة في تنظيم هذا الحدث بجهد خاص وشاهدنا جهود الإدارات والمؤسسات المختلفة للمساعدة بإقامة هذه الفترة من المعرض، وأتمنى أن يترك هذا المعرض ذكرى ثقافية جميلة ورائعة للجميع بمساعدة الناشرين والكتاب وأهل القلم والزوّار.

حضور ناشرين من 40 دولة في معرض الكتاب

من جهته قال السيد علي رمضاني، نائب رئيس المعرض والمتحدث الرسمي له: إن المعرض جلب معه كتجربة من المعرض الثاني والثلاثين، التفاعل مع وسائل الإعلام، وإتاحة وصول الجمهور للكتب.

وأضاف: لهذا السبب، في هذا العام، وللمرة الثانية، سيقدم القسم الإفتراضي خدماته للأشخاص في جميع أنحاء البلاد تزامناً مع إقامة المعرض بصورة حضورية.

وتابع رمضاني: نظراً إلى تجربة معرض العام الماضي، حاولنا تطوير البرامج الإفتراضية حتى يتمكن الجمهور من تنزيله على الأجهزة المحمولة، وتحميل الخرائط فيه.

وذكَّر رمضاني: هذا العام، ستقام أجنحة القسم الدولي والناشرون الأجانب جميعا في الرواق الشرقي، ومن المقرر أيضاً عقد 40 اجتماعاً متخصصاً بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات في صالة “ملل” بمصلى الإمام الخميني (رض).

وبحسب قوله، فإن 30 ضيفاً من دول مختلفة و 27 دولة حاضرون في القسم الدولي، وبشكل عام، ستشارك حوالي 40 دولة في معرض هذا العام.

حضور 100 ناشر أجنبي في المعرض

من جهة أخرى أشار الرئيس التنفيذي لدار الكتب والأدب في إيران إلى أنشطة لجنة الناشرين الأجانب وقال: هذا العام، سيستضيف المعرض حوالي 100 ناشر أجنبي في الأجنحة التي ستعرض الكتب التي تم نشرها من عام 2015 إلى 2023.

وتابع: يتم عرض حوالي 45 ألف كتاب في هذا القسم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 40٪ في عدد العناوين و 20٪ في عدد الناشرين والمقصورات مقارنة بالعام الماضي.

وقال رمضاني عن نشاط اللجنة الدولية: هذا العام نستضيف طاجيكستان كضيف شرف للمعرض وسيحضر هذا الضيف الخاص برفقة 20 ناشراً وكاتباً وشخصية بارزة في هذا البلد.

وأشار إلى حضور شخصيات مؤثرة من العالم، وخاصة العالم الإسلامي، في معرض الكتاب لهذا العام، وقال: إن رؤساء معارض الدوحة ومسقط ونيودلهي حاضرون في المعرض.

كما تشارك في المعرض وزارتا الثقافة الطاجيكية والفنزويلة، وسيتم إزاحة الستار عن الكتاب الذي ترجمه وزير فنزويلا حول محاربة الغطرسة.

البرامج الثقافية في المعرض

كما شرح خطط لجنة الأنشطة الثقافية واعتبرها جزءاً آخر من هذا المؤتمر وأوضح رمضاني في هذا السياق: وقد تم التخطيط لعقد منتديات مختلفة بحضور النشطاء في مجال الكتاب، وفي هذا السياق حاولت لجنة الأنشطة الثقافية إشراك مؤسسات مختلفة في البرامج.

وفي إشارة إلى هذه الأقسام، قال: إن متجر الكتب الذي يضم 22 جناحا في “شبستان” سيستضيف مجموعات ومؤسسات نشطة في مجال الكتب، وسينما الكتاب، وهو تعاون مشترك بين المعرض وجمعية السينما الشابة، يستعرض الكتب والأفلام.

وبحسب رمضاني، فإن قاعة كتب الألعاب تضم أيضاً 15 جناحاً تشمل أنشطة ثقافية في قاعة ناشري الأطفال والشباب ، وكابينة كتب بها 50 جلسة مراجعة ، وركن مراجعة لبرامج واجتماعات الناشرين ، وورش عمل تعليمية ومراكز للأطفال واليافعين. والأكاديمية والتعليمية مع 150 اجتماعا باستضافة الجمهور.

وذكر كذلك: حاول معرض طهران للكتاب هذا العام تقديم معلومات. الإعلان سيجعل المعرض مألوفاً أكثر للأجانب، وقد رأينا في الأيام الماضية أن كبار المفكرين في العالم قد علقوا على المعرض.

الوكالات الأدبية

وحول وجود وكالات أدبية في هذه الفترة وقسم السوق العالمي، قال رمضاني: هناك عدة وكالات أدبية تحضر في هذه الفترة من المعرض.

بالطبع نحن بحاجة إلى تعزيز هذا المجال، هذا العام، هناك لجنتان من الناشرين الدوليين والأجانب في نفس القاعة ، والمسافة بين العامين الماضيين جعلت من المستحيل على النشطاء الدوليين استخدام المساحة بشكل صحيح.

وتابع، في هذه الفترة، على الرغم من الزيادة، تمكنت كلتا الإدارتين من التوافق مع الترتيب المناسب، ويجب أن يقال إن السوق العالمي يجب أن يتشكل في حوارات وليس في تخصيص مكان.

وفي هذه الأجواء والبرامج المتنوعة التي سيضمها المعرض ينتظر حضور الزوار ومحبي الكتاب، فأهلاً بكم في المعرض.