يوم الاحد الموافق 14 مايو 2023، ستجرى الانتخابات في جميع انحاء البلاد، حيث سيتم فتح مراكز الاقتراع من الساعة 8 صباحاً حتى الساعة 5 مساء.
وتتضمن هذه الانتخابات تصويت الناخبين لاختيار رئيس الجمهورية وكذلك التصويت على قوائم البرلمان.
وفي حال عدم حصول اي من المرشحين للرئاسة على اكثر من 50% من الاصوات، حتى لو بفارق صوت واحد، سيتم اجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية بين المرشحين الذين حصلا على اعلى نسبة من الاصوات في 28 مايو 2023.
إلا أنّ تحالفات أخرى ستخوض الانتخابات أيضاً، ولكنها في العموم ترتكز إلى أحزاب صغيرة، لا أثر ملموساً لها على النتائج النهائية. ولكن مرشحين اثنين آخرين للرئاسة، إلى جانب إردوغان وأوغلو، هما محرم إنجه وسنان أوغان، يمكن أن يسهما في تأجيل حسم الرئاسيات إلى الجولة الثانية.
وبسبب تعدّد المرشحين، قد تحدث أصوات قليلة فرقاً كبيراً. على سبيل المثال، في عام 1994، كان إردوغان واحداً من عدة مرشحين لمنصب عمدة اسطنبول. ومع فوز المرشحين الأربعة المنافسين بـ 22 و 20 و 15 و 12% من الأصوات على التوالي، حصل إردوغان على 25%، منتصراً عليهم بفارق ضئيل.
رجب طيب إردوغان
صعد الرئيس التركي الحالي رجب طيب إردوغان (69 عاماً) إلى السلطة قبل 20 عاماً مع خروج تركيا من فترة تضخم كبير، بعد اتهامه التحالف في ذلك الوقت بسوء الإدارة.
وتسلم إردوغان رئاسة بلدية إسطنبول من عام 1994، حتى عام 1998، ليشغل بعدها منصب رئيس الوزراء، من عام 2003، حتى عام 2014.
وفي العام نفسه، وبعد تنحيه عن رئاسة حزب العدالة والتنمية، أصبح إردوغان رئيساً لتركيا، ونجا من محاولة انقلاب في عام 2016. وامتدت رئاسة إردوغان حتى الآن، ليكون بذلك الزعيم التركي الأطول خدمة، محققاً أكثر من 12 انتصاراً انتخابياً.
وعلى الرغم من تمتُّع البلاد بازدهار اقتصادي طويل الأمد وارتفاع مستويات المعيشة في عهده، أثارت السياسات الاقتصادية غير التقليدية التي اعتمدها الرئيس التركي قبل سنوات أزمة غلاء المعيشة.
كذلك، ألقى المعارضون اللوم على حكومة إردوغان، بشأن تداعيات الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد في شباط/فبراير الماضي، في رد الفعل المتأخر وقوانين البناء.
كمال كليجدار أوغلو
ينتمي مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو (74 عاماً) إلى الطائفة العلوية، وتخرج في أنقرة بدرجة علمية في الاقتصاد والتمويل، وكانت وظيفته الأولى في وزارة الخزانة والمالية التركية.
بدأت مسيرة أوغلو السياسية بتقرير عن الفساد، أعدّه لحزب الشعب الجمهوري، وقد لقي التقرير استحساناً من قبل زعيم الحزب آنذاك دنيز بايكال. لفت ذلك الأنظار إلى أوغلو، ما دفعه للانتقال إلى السياسة، ليفوز بمقعد في البرلمان التركي في انتخابات عام 2002.
وفي البرلمان، عززت بعض الخلافات مع نواب حزب العدالة والتنمية شهرة أوغلو. وفي عام 2009، ترشح لمنصب رئيس بلدية إسطنبول، لكنه خسر أمام مرشح حزب العدالة والتنمية.
وتولى أوغلو رئاسة حزب الشعب الجمهوري في عام 2010، بعد إطاحة زعيم الحزب بايكال بسبب فضيحة جنسية. وعلى الرغم من أنّ الغالبية العظمى من أنصار الحزب أيدت ترشيحه في ذلك الوقت، فإن شعبيته تضاءلت منذ ذلك الحين.
وقاد أوغلو تشكيل "تحالف الستة"، الذي ضم 6 أحزاب تركية معارضة، ما ساعدهم على الفوز بالانتخابات البلدية في إسطنبول وأنقرة عام 2019، الأمر الذي شكّل صدمة لإردوغان وحزبه.
محرم إنجه
المرشح الثالث للرئاسة التركية محرم إنجه (58 عاماً) هو سياسي ومدرس فيزياء سابق، وابن مهاجر من مدينة سالونيك اليونانية. شغل إنجه مناصب نيابية وحزبية عديدة عن حزب الشعب الجمهوري، وترشح عنه في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2018.
تحدى إنجه إردوغان في خطاباته في البرلمان، طوال 16 عاماً، وكان المرشح الرئاسي الرئيسي للمعارضة في عام 2018، وحصل على 30.6% من الأصوات حينها.
وبعد خسارته أمام إردوغان، دعا إنجه إلى عقد مؤتمر استثنائي للحزب لإطاحة زعيمه كليجدار أوغلو، لكنه لم يتمكّن من جمع ما يكفي من التوقيعات. ووجّه انتقادات لاذعة لقيادة الحزب، وبدأ يلمّح إلى ضرورة العمل من خارجه بعد فشل المساعي التي قادها.
يتّهم إنجه حزب الشعب بعدم دعمه بما فيه الكفاية عند ترشحه لرئاسة البلاد، وخسر مرتين أمام منافسه كليجدار أوغلو لرئاسة الحزب. وفي عام 2020، استقال من الحزب، بحجّة نقص الديمقراطية الداخلية، والخلافات حول السياسة الخارجية، وأسّس حزب الوطن التركي.
يُنظر إلى ترشح إنجه على أنّه ضربة لجهود المعارضة، ولا فرصة واقعية لفوزه ليصبح رئيساً للبلاد. وقد يؤدي إنجه دور المعطّل، ما يقود إلى جولة انتخابية ثانية على أقل تقدير، بسبب قدرته على جذب أصوات ناخبي حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد، اللذين يشكّلان الأساس لتحالف المعارضة.
سنان أوغان
أما المرشح الرابع، فهو الأكاديمي السابق سنان أوغان (55 عاماً)، مؤسس مركز الأبحاث "TURKSAM". في عام 2011، دخل إلى البرلمان مع حزب الحركة القومية، عندما كان لا يزال في المعارضة.
فشل أوغان في محاولته قيادة حزب الحركة القومية في عام 2015، وطُرد منه في العام نفسه. وعلى الرغم من انضمامه إلى الحزب مرة أخرى بعد دعوى قضائية، تم طرده مجدداً بعد عامين.
وقال حزب الحركة القومية إنّ سلوكه "أضر بشكل خطير بوحدة الحزب" واتهمه بـ "عدم الانضباط الشديد تجاه رئيس الحزب".
وبصفته قومياً قوياً، يعد أوغان بالتوقف عن الاحتفال بعيد استقلال اليونان، ويؤكّد أنّ تركيا يجب أن تولي اهتماماً خاصاً للدول التركية، وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان.
وعلى غرار إنجه، لا يملك أوغان اليوم فرصة واقعية للفوز بالرئاسة، إذ يدعمه تحالف من الأحزاب القومية المتشددة الصغيرة، بعد أن كان يُعدّ مرشحاً محتملاً لقيادة حزب الحركة القومية عندما كان في صفوفه.