وفي مقابلة خاصة اليوم السبت بمناسبة اليوم الوطني للخليج الفارسي، قال الأدميرال "علي رضا تنكسيري": أصبحت منطقة الخليج الفارسي بفضل الموارد والقدرات الفريدة التي منحها إياها الله تعالى، واحدة من أهم المناطق وأكثرها قيمة في العالم، وإن وجود مناجم غنية بالنفط والغاز في قاع وشواطئ الخليج الفارسي جعل هذه المنطق تسمى "بخزان النفط والغاز في العالم".
واستطرد الأدميرال "تنكسيري" حديثه عن الموارد الطبيعية للخليج الفارسي قائلاً: "بالإضافة الى وجود الأسماك والشعاب المرجانية الفريدة واللآلئ الثمينة في الخليج الفارسي، فإن طريق نقل النفط والغاز من إيران والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى العالم أجمع هو جانب آخر من قيمته الجوهرية ولهذا السبب يعتبر الخليج الفارسي منطقة مهمة جداً واستراتيجية."
وتابع الأدميرال "تنكسيري" في هذا الخصوص مشيراً الى أن الخليج الفارسي وباعتباره أحد الحدود المائية للجمهورية الإسلامية الإيرانية يُعدّ من أهم المناطق في جميع الأوقات بحيث تأثرت القضايا الجيوسياسية بالقضايا الجيواستراتيجية الى حد ما، وعلى سبيل المثال فقد تأثرت البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لإيران في فترات مختلفة بطريقة ما بتأثير جغرافية الأرض على السياسة والعلاقات الدولية.
الخليج الفارسي كان ولازال يعد منطقة مهمة للغاية
وقال: من ناحية أخرى وفي إشارة الى أن الخليج الفارسي كان ومازال يعد كمنطقة مهمة للغاية، ليس فقط في آسيا ولكن في جميع أنحاء العالم، بسبب موقعه في أحد أهم الطرق البحرية قد حظي باهتمام الحكومات والدول المستبدة. وقد ازداد هذا الاهتمام للسيطرة على موارده في السنوات الماضية بسبب الأهمية الكبيرة لمصادر الطاقة من إنتاج النفط .
وأضاف: ومنعاً لاستهداف الهوية الثقافية والتاريخية للأمة الإيرانية العظيمة رأى المجلس الأعلى للثورة الثقافية بضرورة تخصيص يوم 29 نيسان /ابريل التاريخي اليوم الذي تم فيه طرد البرتغاليين من مضيق هرمز في عام 1001 هـ (1622 م)، وسمي هذا اليوم باسم "اليوم الوطني للخليج الفارسي".
كما وتابع الادميرال تنكسيري مشيراً إلى المهمة المتأصلة لسلاح حرس الثورة في حماية الخليج الفارسي قائلاً: "لقد نجحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في السنوات الأخيرة في إرساء الأمن المستقر في هذه المنطقة من خلال تكبدها تكاليف باهظة جداً".
واستطرد حديثه في السياق نفسه مشيراً الى أنه يجب أن يقدّر العالم الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتسليط الضوء على الغطرسة العالمية ونهبها موارد الطاقة الغنية في هذه المنطقة ولعدم السماح للمستعمرين بنهب الموارد والمصالح القيمة في الخليج الفارسي.
وفي إشارة الى البيان الحكيم لقائد الثورة الإسلامية والذي اعتبر فيه بأن الخليج الفارسي بمثابة الوطن، أوضح قائد القوات البحرية: "إنه وكما كنا دوماً، يجب علينا أن نحمي الخليج الفارسي وموارده ومصالحه بنفس الطريقة التي ندافع بها عن دولتنا وعائلاتنا وبيوتنا ولن نسمح بأي هجوم على موارده".
إيران نقلت دائماً رسالة السلام والصداقة إلى الدول الشقيقة المجاورة
وأكد الأدميرال "تنكسيري " أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية نقلت على الدوام رسالة السلام والصداقة والأخوة إلى الدول الشقيقة الإسلامية المجاورة، وقال: تعد الوحدة والاتفاق الشامل بين جميع الدول والأمم الإسلامية أمراً ضرورياُ وأساسياً وقد سعينا دائماً الى استمرار السلام والأخوة وإقامة علاقات تضامنية بين دول المنطقة الجغرافية للخليج الفارسي لأنه وباعتقادنا إنه من خلال التعاون والتضامن بين دول المنطقة يمكننا تحقيق الأمن المستقر وبالتالي تفعيل العلاقات الإقتصادية وتعزيز تنمية التجارة.
كما وصرّح الأدميرال "تنكسيري" بأن الخليج الفارسي هو منطقة جغرافية مغلقة تبلغ مساحتها حوالي 238 ألف كيلومتر مربع، وأضاف: "إن وجود سفن بعض الدول الأجنبية في الخليج الفارسي يهاجم نظام وبيئة نظامه البيئي والحياة البحرية، وإذا حدث شيء لهذه السفن التي يكون وقودها في الغالب نووياً سوف يدمر النظام البيئي للخليج الفارسي لعقود."
التواجد الأمريكي والصهيوني يعرض أمن الخليج الفارسي للخطر
وأشار قائد البحرية في حرس الثورة الى أن الوجود غير المشروع للغطرسة الأمريكية والكيان الصهيوني في هذه المنطقة يعرّض استقرار أمن الخليج الفارسي للخطر، مؤكداً على أهمية مغادرة الكيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية لهذه المنطقة في أسرع وقت ممكن حتى تصبح هذه المنطقة الحساسة أكثر أماناً واستقراراً.
عازمون على إعداد وتجهيز "جزر نازعات" بالبنى التحتية والسكنية
وفي إشارة الى أهمية الجزر المهمة والاستراتيجية في الخليج الفارسي، صرّح الأدميرال "تنكسيري" بأن قائد الثورة الإسلامية قد أصدر توجيهات وأوامر خاصة في إعداد وتجهيز "جزر نازعات" الأربعة في الخليج الفارسي بالبنى التحتّية والسكنية وجعلها صالحة للسكن والعيش وتعزيز أمنها واستقرارها.
وشدد على عزم وتصميم الدولة في تعزيز استقرار أمن الخليج الفارسي وخاصة في منطقة "جزر نازعات"، معلناً عن بدء هذا المشروع عبر بناء المنازل السكنية والبنى التحتية وإنشاء الأرصفة العائمة ومرافق صيد الأسماك من خلال التعامل مع الصيد بشباك الجر الصناعية في الدول الأجنبية لخلق فرص عمل جديدة و لتحسين الظروف المعيشية للناس.
وفي هذا السياق أيضاً أعلن الأدميرال "تنكسيري" عن امتنانه وتقديره للجهود المبذولة من قبل السيد القائد الإمام علي الخامنئي (ادام الله ظله العالي) واللواء سلامي على إنجاز مشروع البنى التحتية في "جزر نازعات"، وصرّح عن العمل بتوفير أمن المنصات والمنشآت النفطية في جنوب بارس وخطوط النقل التجاري والنفطي وشحن السفن وشحنها من أجل تطوير ونمو الإنتاج ومعيشة الناس وازدهار التبادلات التجارية.
وختم الأدميرال "تنكسيري" حديثه مؤكداً على مواصلة مسار القوات البحرية بحرس الثورة في محاربة التهريب المنظم للوقود والمواشي والسلع والمخدرات وفي الدفاع عن الوطن وحماية مصالح الشعب الإيراني العزيز.