البث المباشر

أهم 4 أسئلة فرضها الصراع الدائر في السودان

الثلاثاء 25 إبريل 2023 - 21:19 بتوقيت طهران
أهم 4 أسئلة فرضها الصراع الدائر في السودان

يدخل الصراع الدائر في السودان يومه العاشر على التوالي، ويخلف مئات القتلى، وآلاف الجرحى، في ظل تسابق من دول العالم أجمع على إجلاء رعاياهم من البلد الأفريقي الذي يبدو أن أزماته لا تنتهي.

خبراء عسكريون وأمنيون يكادون يجمعون على أن هذا الصراع من الخطأ تصور نهاية قريبة له، فربما حسب بعضهم هو مقدمة لحرب أهلية طويلة الأمد، كما يشي تاريخ هذا البلد الذي مزقته الحروب على مدار تاريخه.

أليكس دي وال، الخبير في شؤون السودان بجامعة تافتس، يكتب في مذكرة إلى زملائه الأسبوع الماضي، مؤكدا أن الصراع يجب أن يُنظر إليه على أنه "الجولة الأولى من حرب أهلية".

وقال في مذكرته: "ما لم يتم إنهاؤه بسرعة، سيصبح الصراع لعبة متعددة المستويات مع بعض الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي تسعى لتحقيق مصالحها، باستخدام الأموال وإمدادات الأسلحة وربما قواتها أو وكلائها".

وهنا ينبغي التوجه وبسرعة إلى الأسئلة الأهم في تلك الحرب، بحسبان أمدها سيطول، أو على الأقل ستتغير بعده خارطة هذا البلد الذي تتعلق به مصالح تكتلات ودول كبرى، ومنطقة تعج بالأحداث والمتغيرات المتلاحقة.

وفيما يلي أبرز تلك الأسئلة التي يتوجب الإجابة عنها ومعرفتها، حتى يدرك القارئ طبيعة الأزمة ومآلاتها.

الأول: ماذا يعني القتال بالنسبة لجيران السودان؟
السودان هو ثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة ويمتد على نهر النيل، وهي تشارك مياهها مع دولتين إقليميتين ثقيلتين مثل مصر وإثيوبيا، حيث تعتمد مصر على نهر النيل لدعم سكانها الذين يزيد عددهم عن 100 مليون نسمة، وتعمل إثيوبيا على بناء سد ضخم في المنبع أثار قلق القاهرة والخرطوم.

وترتبط مصر بعلاقات وثيقة مع الجيش السوداني الذي تعتبره حليفا ضد إثيوبيا، حيث تواصلت القاهرة مع كلا الجانبين في السودان للضغط من أجل وقف إطلاق النار، لكن من غير المرجح أن تقف مكتوفة الأيدي إذا واجه الجيش الهزيمة.

ويحد السودان خمس دول أخرى هي ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا وجنوب السودان التي انفصلت عام 2011 واستحوذت على 75٪ من موارد الخرطوم النفطية.

جميع تلك الدول تقريباً غارقة في صراعاتها الداخلية، حيث تعمل مجموعات متمردة مختلفة على طول الحدود المليئة بالثغرات.

يقول آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية: "ما يحدث في السودان لن يبقى في السودان، يبدو أن تشاد وجنوب السودان معرضان على الفور لخطر التداعيات المحتملة، لكن كلما طال أمد القتال كلما زاد احتمال حدوث تدخل خارجي كبير".

الثاني: ما السلطات الخارجية التي تهم السودان؟
نظرت دول الخليج الفارسي إلى القرن الأفريقي في السنوات الأخيرة في سعيها لاستعراض قوتها في جميع أنحاء المنطقة.

الإمارات العربية المتحدة، قوة عسكرية صاعدة وسعت وجودها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، لها علاقات وثيقة مع قوات الدعم السريع، التي أرسلت آلاف المقاتلين لمساعدة الإمارات والسعودية في حربهما في اليمن.

في غضون ذلك، توجد روسيا التي رشحت أخبار متفرقة عن نيتها بناء قاعدة بحرية قادرة على استضافة ما يصل إلى 300 جندي وأربع سفن في بورتسودان، على طريق تجاري مهم للبحر الأحمر لشحنات الطاقة إلى أوروبا.

أيضا هناك الولايات المتحدة التي تحرص على أن يكون لها مكان في السودان، من خلال تسيير الأحداث وفقا لأجندتها.

الثالث: ما الدور الذي تلعبه الدول الغربية؟
أصبح السودان منبوذاً دولياً عندما استضاف أسامة بن لادن ومسلحين آخرين في التسعينيات، وتعمق عزلها بسبب الصراع في منطقة دارفور الغربية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وعندما اتُهمت القوات السودانية والجنجويد بارتكاب فظائع أثناء قمع تمرد محلي، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية في نهاية المطاف البشير بالإبادة الجماعية.

ورفعت الولايات المتحدة اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب بعد أن وافقت الحكومة في الخرطوم على إقامة علاقات مع إسرائيل في عام 2020.

لكن تم تعليق قروض ومساعدات بمليارات الدولارات بعد الانقلاب العسكري عام 2021، وهو ما يؤكد ان الدول الغربية تلعب في الداخل السوداني بطريقة تضمن سيطرتها وجودها داخل المعادلة في بلد غني بثرواته الطبيعية.

الرابع: هل يمكن للقوى الخارجية أن تفعل أي شيئ لوقف القتال؟
يبدو أن المشاكل الاقتصادية في السودان تتيح فرصة للدول الغربية لاستخدام العقوبات الاقتصادية للضغط على الجانبين للتنحي.

لكن في السودان، كما هو الحال في الدول الأفريقية الغنية بالموارد الأخرى، لطالما أثرت الجماعات المسلحة نفسها من خلال التجارة الغامضة في المعادن النادرة والموارد الطبيعية الأخرى.

يمتلك أحد طرفي الصراع، حيازات كبيرة من الماشية وعمليات تعدين الذهب، ويعتقد أيضاً أنه تلقى مقابلا جيدا نظير خدمة قوات الدعم السريع في اليمن.

وفي المقابل فإن الجيش يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد، ويمكنه أيضاً الاعتماد على رجال الأعمال في الخرطوم وعلى طول ضفاف النيل الذين أصبحوا أغنياء خلال حكم البشير الطويل والذين ينظرون إلى قوات الدعم السريع على أنهم محاربون فظ من المناطق النائية.

قال دي وال: "لن تكون السيطرة على الأموال السياسية أقل حسماً من ساحة المعركة، الجيش سيرغب في السيطرة على مناجم الذهب وطرق التهريب، وسترغب قوات الدعم السريع في قطع طرق النقل الرئيسية بما في ذلك الطريق من بورتسودان إلى الخرطوم".

وفي الوقت نفسه، فإن العدد الهائل من الوسطاء المحتملين - بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر ودول الخليج الفارسي والاتحاد الأفريقي وكتلة شرق إفريقيا المكونة من ثماني دول والمعروفة باسم الإيجاد - يمكن أن تجعل أي جهود سلام أكثر تعقيداً من الحرب نفسها.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة