ومن الجرائم المروعة التي حدثت في السنوات الأخيرة هي جرائم مجموعة داعش الإرهابية التي كانت في العراق وسوريا، ففي هذه الأيام نرى عرض مسلسل “حبيب” من القناة الثانية في التلفزيون الإيراني الذي يتطرق إلى هذا الموضوع.
و“حبيب” الإنتاج الإيراني الأول في سوريا، وتدور أحداث العمل عن وقائع حقبقة حدثت في ريف حمص وهو حكاية “معركة القصير”.
وهذا المسلسل التلفزيوني يشتمل على 26 حلقة، وهو من إنتاج مركز التعبئة التابع للإذاعة والتلفزيون الإيراني، وهو حكاية عن وجود مستشاري الجمهورية الإسلامية وجنود الإمام صاحب العصر والزمان (عج) المجهولين في المعركة مع داعش، وملحَمة سورية إيرانية لبنانية على أرض الشام.
ويصور مسلسل “حبيب” قصة مستشارين إيرانيين في سوريا وقصة المقاومة وحزب الله وقادة إيرانيين ويتناول جرائم داعش، وفي هذا المسلسل نرى مساعي مستشار إيراني في سوريا لمحاربة داعش ونرى ماذا يحدث له.
وفي الحقيقة، تصور هذه المجموعة كفاح المدافعين عن المراقد المقدسة، والنضالات التي لم يتم الحديث عنها بشكل أقل في إطار الفيلم. لقد حرصوا بلا شك على عدم المساس بأمننا. ربما يكون الأمن هو القضية الأساسية في هذه الملحمة، في الحقيقة نحن مدينون للمدافعين عن المراقد المقدسة، والآن أصبح هذا الموضوع أساس مسلسل “حبيب” التلفزيوني.
بعد أن كان مقرّراً عرضه في ذكرى استشهاد الفريق قاسم سليماني، يطل مسلسل “حبيب” في هذه الأيام على المشاهدين بنسخته المدبلجة إلى الفارسيَّة عبر القناة الثانية الإيرانيَّة، على أن يُعرَض في مرحلة لاحقة باللغة العربيَّة على قنوات يتمّ الإعلان عنها قريباً.
ممثلون ايرانيون وسوريون ولبنانيون
المسلسل انتاج إيراني لبناني سوري مشترك خُصِّصَت له إمكانات إنتاجيَّة عالية، كتبه الإيراني “مرتضى شمسي” وأخرجه السوري “جود سعيد” وأشرف على انتاجه اللبناني “ناصر بحمد” ولعب أدوار البطولة فيه كل من الإيراني “أمين زندكَاني” واللبنانيين “أسامة المصري” و “مهدي فخر الدين” والسوريين “قمر خلف” و “لجين اسماعيل” و “علاء قاسم” و “يحيى بيازي” و “أمانة والي” و “ربى الحلبي” و “حسين عباس” و “مازن عباس” و “سليمان رزق” و “حازم زيدان”.
التلاحم السوري الإيراني مع المقاومة في لبنان
ويجسّد المسلسل التلاحم السوري الإيراني مع المقاومة اللبنانية على أرض سوريا في مواجهة التنظيمات التكفيريَّة من خلال حكاية مأخوذة من قصة حقيقيَّة بطلها هو “حبيب” (أمين زندكَاني) الذي يجسّد دور أحد أفراد الإستخبارات العسكريَّة الإيرانيَّة والذي يحضر إلى سوريا في مهمّة استشاريَّة ويخترق مناطق سيطرة تنظيم داعش ويحاصَر هناك وتطلب منه غرفة العمليات المشتركة للمقاومة البقاء والتأقلم مع الواقع المستجدّ والعمل ضدّ تنظيم “داعش” من الداخل.
ومدير شركة “فورميديا” المنفذة للإنتاج بالإشتراك مع “رواق هنر بارسيان” الإيرانيَّة ومخرج الأعمال الحربيَّة في المسلسل “ناصر بحمد” رأى في حديث لنا أنَّ غاية المسلسل لا تقتصر على تظهير الأعمال العسكريَّة في مواجهة “داعش”، بل تتصل بمواجهة ثقافة “داعش” ومشروعها الذي يُراد منه تدمير المجتمع والإنسان والحياة، وأنَّ الواقعيَّة كانت سمة العمل فلم يتمّ تقديم “داعش” بصورة هزيلة مثلاً أو المبالغة باستعراض قوّة المقاومة والجيش السوري بل الإعتماد أكثر على الإشارة والإيحاء وإظهار الجانب السوداوي الذي أطلت به داعش ومن خلفها القوى المتآمرة، علماً أنَّ العمل الذي شارك فيه 120 ممثلا وممثلة و4000 كومبارس شهد مشاركة قوات نظاميَّة من المقاومة ومن الجيش السوري.
الحرب السورية من منظور المقاومة
من جهته يؤكد “بحمد” أنَّ العمل ليس سوى “باكورة” وفاتحة لسلسلة من الأعمال التي ستقارب الحرب السوريَّة من منظور المقاومة ورؤيتها وفاء للتضحيات الكبيرة التي بُذِلَت على التراب السوري من الجيش السوري وحلفائه، وستلحقه أعمال أخرى منها ما انطلق العمل فيه فعلاً.
ويروي الممثل اللبناني “أسامة المصري” الذي يؤدّي شخصيَّة “جابر”، عن شعوره أثناء التصوير بأرواح المقاومين من مواطنيه الذين سقطوا على أرض سوريا ترفرف في سمائها بعد أن أعادت شمسها مشرقة من جديد، و “جابر” هو الشخص الموثوق الذي يتميّز بمروءة ونخوة استثنائيتين والذي يُكلّف بمرافقة “حبيب” طيلة فترة وجوده في سوريا بسبب جهل الأخير بالجغرافيا السوريَّة.
أما الممثل اللبناني الآخر مهدي فخر الدين فيؤدّي شخصيَّة محوريَّة بصرف النظر عن مساحة الدور الذي لا يتعدّى “إطلالة خاصَّة”، فهو ممثل المقاومة في غرفة العمليَّات المشتركة بما يوحي أنَّه قائد وحداتها المتواجدة في سوريا، وهو الممثل الوحيد الذي استطاع تنفيذ مشاهده باللغتَين العربيَّة والفارسيَّة بحيث لا تحتاج إلى “دوبلاج” لإتقانه التامّ للّغتَين، وقد ساهم ذلك في ابراز الشخصيَّة أكثر بحيث تتولى فضلاً عن مهمَّتها الرئيسيَّة مهمَّة الترجمة بين أعضاء غرفة العمليَّات من إيرانيين وسوريين.
عرض المسلسل باللغة العربية
فيخبرنا “أمين زندكاني” ممثل دور “حبيب” في المسلسل على صفحته الشخصية في الفيسبوك أن النسخة العربية من المسلسل على قيد التحضير فيكتب: “أحب أن اعرفكم بأن النسخة العربية من مسلسل “حبيب” الجديد ستذاع في شهر رمضان المبارك القادم إن شاء الله وسنوافيكم بالقنوات التي سيذاع عليها المسلسل لاحقاً.
مواقف ايران في أيام حضور داعش في الدول العربية
ومن جهته يعتبر “فرزاد هوشيار بارسيان” منتج المسلسل، أنه مبني على موضوع خاص، وأنه يصور أعمال ومواقف إيران في أيام تواجد داعش في الدول العربية، و يقول: في هذا المشروع نتطرق إلى موضوع المدافعين عن المراقد المقدسة والخدمات الاستشارية العسكرية التي أنشأتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب ظهور داعش في منطقة العراق وسوريا.
وكل الأحداث في هذه الحرب الطويلة، التي استمرت 10 سنوات، أصبحت مصدراً للعديد من القصص الحقيقية، من بينها قصة أحد المستشارين الإيرانيين الذي يذهب إلى منطقة الحرب لتوفير منزل آمن للمستشارين الإيرانيين، ففجأة يطلب منه مغادرة المدينة بسرعة.
وأثناء مغادرته المدينة، صادف طفلاً مصاباً فقد عائلته. يأخذ الطفل إلى مكان آمن وفي هذا التأخير بالذهاب، مجموعة داعش الإرهابية تستولي على المدينة.
والفريق الفني الكامل لهذه السلسلة سوري. كما أن المخرج جود سعيد هو أحد أشهر المخرجين والمنتجين في العالم العربي وسوريا.