وأكّد، خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين (عليه السلام) في برج البراجنة جنوب بيروت ، أنّ الأخطر أنّ المشروع الدّولي يقود كيانات ماليّة وتجاريّة تعمل على خنق شعبنا وناسنا، وسط سياسة مشلولة، وحكومة ضعيفة، وجشع وخيانة تجاريّة وماليّة ونقديّة لا نهاية لها. ويبقى الحلّ، تسوية رئاسيّة لأخذ قرارات مصيريّة، ولبنان للجميع، إلّا أنّنا لا نريد حكومة تقبُّل تعازي ودفن أموات.
وركّز المفتي قبلان على أنّ المصارف اللبنانية تحاصر بلدنا وشعبنا، وتساهم بإعدام اللّيرة وإنهاك الأسواق وتدمير القطاعات كافّة، وتتعامل مع البلد بعقلية نيرون"، مطالبًا بـ"وضع حدّ لطغيان عصابة المصارف، والبدء ببناء نظام نقدي جديد، لأنّ النّظام النّقدي الحالي نسخة طاغية للنّخب الّتي تحتكر مصير لبنان وموارده.
ولفت إلى أنّ البلد في قلب فوالق سياسيّة تقودها واشنطن بزخم نشط، وواشنطن لا تريد أيّ نسخة من نسخ لبنان القوي أو لبنان المستقل، والسؤال: أيّ لبنان نريد؟"، مشدّدًا على أنّ "كفانا نفاقًا وتضييعًا لتضحيات لبنان وشعبه، وحتمًا القرار السّياسي مسؤول بشدّة عمّا آل إليه وضع لبنان من كوارث وأزمات ومشكلات". وبيّن أنّ "الفتنة قطوع خطير، والأخطر منه الفتنة الطّائفيّة، والخطف الطّائفي وإثارة النّعرات الطّائفيّة أمر خطير للغاية، والمطلوب دعم الأجهزة الأمنيّة وعدم تسييسها وتطويفها؛ فلبنان قوي رغم كلّ أزماته إلّا بالفتنة الطّائفيّة.
إلى ذلك، أكّد أنّ الحكومة الصهيونيّة ما زالت تلعب بالنّار، والمنطقة مزنّرة بأزمات شديدة الضّغط، ولن نقبل إلّا بفلسطين. وتل أبيب عصابة إرهاب تمارس أسوأ طغيان، وما قامت به اتجاه سوريا توازيًا مع أسوأ زلزال، أمر خطير ووحشيّة فوق التّصور.
وأفاد قبلان بأنّ الموازين تغيّرت، والمنطقة تعصف بتغيّرات جذريّة، وسيتأكّد الجميع أنّها ليست في صالح تل أبيب ومشروع التّطبيع، مطالبًا العرب بأن يعودوا إلى الله، لأنّ الزّمن زمن العودة إلى الله، لا الانبطاح على أبواب واشنطن وتل أبيب.
كما توجّه إلى الحكومة والكتل النّيابيّة وكلّ الزّعامات الوطنيّة، بالقول: "الفقر أصبح في كلّ شبر من هذا البلد، والفلتان ينهش البلد، والكارتيلات أسوأ عصابة تعصف بالبلد، والمطلوب إنقاذ القطاع العام ودور الدولة وهيبتها وحماية الأسواق، وإنقاذ التّعليم الرسمي المدرسي والجامعي".
وأوضح قبلان أنّ "ما نريده وطنٌ كامل لا نصف وطن، ودولة لا نصف دولة، فهناك من يقود لعبةً خبيثةً وخاصّةً بعض السّفارات الأجنبيّة وجمعيّاتِها وجواسيس شوارعنا"، مضيفًا أنّ "القطيعة السّياسيّة تساهم بدمار لبنان أكثر، ولا حلّ إلّا بالحوار وتسوية رئاسيّة إنقاذيّة، وإنقاذ القرار اللبناني من الارتزاق السّياسي؛ أمّا التّرقيع السّياسي فهو يزيد الخراب".
واعتبر أنّ "الفاسد وشريك الفاسد المالي والسّياسي والاقتصادي والأخلاقي والإعلامي، هو عدوّ للإمام الحسين، وعدوّ لخلق الله بلا فرق بين دين ودين"، مشيرًا إلى أنّ "السّياسات الّتي تُنهِك النّاس ظلمًا، والأسواق الّتي تنهش ناسنا ومجتمعنا، والكيانات الماليّة النّقديّة الّتي تلعب دور الطّاغية، وتجّار المواد الغذائيّة والاحتياجات الأساسيّة، ولوبياتِ الدّواء والمستشفيات والمدارس والجامعات وباقي قطاعات الخدمة العامّة والخاصّة، الّذين يستغلّون أزمات النّاس ووجعها، أولئك ظلمة فجرة ولا حظّ لهم من كرامة الانتساب للإمام الحسين".