وسورة "الجمعة" المباركة هي من السورة المدنية وتعدّ السُّورة الثانية والسّـتّين في القرآن الكريم حيث تقع في الجزء الثامن والعشرين من المصحف الشريف وهي السورة الـ109 من حيث ترتيب النزول على النبي (ص) وقد كان رسول الله (ص) كثيراً ما يقرأ هذه السُّورة في صلاة الجمعة.
وتعود تسمية سورة الجمعة بهذا الاسم لأن آياتها ذكرت يوم الجمعة والضرورة في تلبية النداء لصلاة الجمعة، وفي رأي آخر انها سميت بذلك لتأكيد على عظم يوم الجمعة، فقد حرص المسلمون على التمثل لأمر الله تعالى وتعظيم الصلاة، وعدم الانشغال في البيع والتجارة اثناء أداء الصلاة، ومن يعودون على البحث عن الرزق والسعي بعد أداء الصلاة.
وهذه السورة تشجع المسلمين على المشاركة في صلاة الجمعة، لأن هذه المراسم تؤدي الى وحدة المسلمين وتعزيز العلاقة بين الناس وقيادة المجتمع فلهذا فقد ذكر القرآن الكريم الأجر الدنيوي على حضور صلاة الجمعة بالإضافة إلى الأجر الأخروي.
وتتضمَّن سورة الجمعة جملة من الموضوعات والأحكام الهامًّة، منها ما يأتي "بيان أنَّ كلُّ ما في الكون يسبِّح لله تعالى"، و"وصف الله تعالى بأجلِّ صفاته؛ الملك القدُّوس العزيز الحكيم"، و"بيان بعثة النَّبي الأمِّيِّ للنَّاس؛ ليخرجهم من الظُّلمات إلى النُّور"، و"ضرب الأمثلة لمن حملوا التَّوراة دون أن يعملوا بها؛ حيث إنهم كمثل الحمار الذي يحمل أسفاراً وكتباً، فهو لا يعلم بها ولا يعمل بها"، و"ذكر اليهود وكذبهم على النَّاس بزعمهم أنَّهم أولياء للنَّاس من دون الله تعالى"، و"بيان خوفهم من الموت والفرار منه"، و"حثُّ المؤمنين على أداء صلاة الجمعة، وترك الانشغال بغيرها، وحلَّ السَّعي والعمل بعد أدائها".
وتدعو الآيات الكريمة لهذه السورة المسلمين بشكل عام إلى أداء صلاة الجمعة وعدم التكاسل والانشغال بالدنيا عنها وعدم التأخر عن وقت الصلاة، وتختتم الآيات بعتاب المسلمين الذي تركوا رسول الله (ص) يصلِّي وحده وانصرفوا إلى تجارتهم ولهوهم وفي هذه الآيات دعوة للمسلمين للالتزام بطاعة الله وأوامره والاستعانة به وحده فهو الرزاق الكريم، والله تعالى أعلم.