وقال "شمخاني": إن إنعدام الأمن الذي طالما يعاني منها الأفغان، يجب ألا يُسمح له بأن يصبح بليّة مشتركة لجميع شعوب المنطقة مع تدخلات دول من خارج المنطقة.
وشرح الأدميرال شمخاني في كلمة ألقاها في الاجتماع الخامس للحوار الأمني الإقليمي الذي بدأ اليوم الاربعاء في موسكو بحضور امناء ومستشاري الأمن القومي للدول المجاورة لأفغانستان الظروف الراهنة في أفغانستان وضرورة ضمان الأمن والإستقرار فيها.
وبدأ الاجتماع اليوم بكلمة أمين مجلس الأمن القومي في روسيا نيكولاي باتروشيف وبمشاركة الأمناء والمستشارين وممثلي مؤسسات الأمن القومي لروسيا وإيران والهند والصين وطاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان.
وقال شمخاني في هذا الاجتماع، إنه خلال العقود الأربعة الماضية وفي أسوأ ظروف أفغانستان، كانت الجمهورية الإسلامية الايرانية دائماً واقفة إلى جانب الشعب الأفغاني وتتواصل حالياً إيران حكومةً وشعباً تقديم المساعدة للشعب الأفغاني وتستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين الأفغان وذلك بناءً على توجيهات قائد الثورة الإسلامية ورغم المشاكل الناجمة عن العقوبات القاسية وأحادية الجانب وغير القانونية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب الإيراني.
وأشار إلى التأثير المباشر للأوضاع الأمنية في أفغانستان على جيرانها وقال: إن تحقيق الأمن والسلام والإستقرار والتقدم في أفغانستان يأتي ضمن أولويتنا الأساسية.
وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي أن الجهود الجماعية للجيران وحدها لا يمكن أن تضمن إحلال سلام واستقرار دائمين في أفغانستان بل أن الخروج من الحلقة المفرغة لانعدام الأمن وعدم الاستقرار فيها يتطلب الإرادة والإجراءات الملموسة للهيئة الحاكمة في أفغانستان والجهات الفاعلة المحلية الأخرى.
واعتبر شمخاني تعزيز الوحدة الوطنية لأفغانستان من خلال توفير أرضية لمشاركة جميع أبناء هذا البلد في السياسة والحكومة، دون تحيز طائفي وعرقي، الى جانب الالتزام الكامل بتعهدات أفغانستان في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بالجيران وبذل جهود جادة لكبح جماح الجماعات الإرهابية من الإجراءات اللازمة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.
وأكد شمخاني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتقد أن فرض أي نوع من النظام السياسي والتدخل الأجنبي لن يؤدي إلا إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في افغانستان وتعرقل تشكيل حكومة شاملة فيها.
وصرح: إن أولئك الذين لعبوا الدور الأكبر في تدمير أفغانستان هم الآن المسؤولون الأكبر عن توفير تكاليف إعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية لأفغانستان ويجب ألا نسمح لهم بالتنصل من هذه المسؤولية.
وأوضح شمخاني أن الأصول المجمدة لأفغانستان تعود لأبناء هذا البلد وأن الافراج عنها يلعب دوراً حيوياً في إعادة إعمار هذا البلد.
وأعلن شمخاني مرة أخرى عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكامل لإعادة البناء والتنمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لأفغانستان، ودعا بأن تلعب البلدان المشاركة في هذا الاجتماع دوراً أكثر فاعلية في خلق افغانستان مستقلة وآمنة ومستقرة ومتطورة.