وجاء في مقال نشره الباحثون: "لقد أظهرنا في التجارب التي أجريت على مزارع الخلايا البشرية، المعرضة لعدوى فيروس كورونا، أن حتى كميات صغيرة من مستخلص الهندباء يمكن أن تمنع تكاثر SARS-COV-2 بنسبة 60-80٪. وهذا ينطبق بشكل خاص على المزارع المصابة بسلالة "أوميكرون". وهو ما لا يشير الى زيادة مقاومة الفيروس وانما إلى انخفاض في قدرته على مقاومة المستخلصات النباتية".
ومنذ بداية تفشي فيروس كورونا، كان علماء الأحياء والأطباء يدرسون كيفية عمل الأدوية المضادة للفيروسات والأدوية الأخرى والمواد المختلفة النشطة بيولوجيا. وأظهرت هذه التجارب أن بعض الأدوية التي تم إعدادها لمحاربة التهاب الكبد C والإيبولا يمكن أن تُبطئ تكاثر SARS-CoV-2.
ويستخدم بعضها الآن في الممارسة الطبية لعلاج "كوفيد - 19"، لكن العلماء يواصلون البحث عن أدوية أخرى يمكن أن تبطئ تكاثر الفيروس، بما في ذلك بين المركبات المختلفة الموجودة أصلا في الطبيعة.
وعلى سبيل المثال، استوضح العلماء على مدار العاميْن الماضيين، أن المواد الموجودة في مستخلصات الشاي الأسود وسم الثعابين والأفسنتين (نبات الشيح) يمكن أن تمنع تكاثرSARS-CoV-2.
وقامت مجموعة من علماء الكيمياء الحيوية الأوروبيين بقيادة إيفلين لامي، الأستاذة في جامعة فرايبورغ الألمانية، بدراسة كيفية تأثير المستخلصات المختلفة من النباتات الطبية الشعبية على فيروس كورونا. وأعد العلماء مستخلصا من الهندباء وتتبعوا تأثيره على سلالات مختلفة من SARS-CoV-2.
وقد أظهرت التجارب التي أجراها الباحثون أن المواد الموجودة في هذا العشب قادرة على منع تكوين الروابط بين جزيئات الفيروس التاجي والمستقبلات من الخلايا ACE2 التي تهاجمها عدوى COVID-19.
وكشف العلماء في الوقت نفسه عن اختلافات مثيرة للاهتمام في طبيعة تأثير مستخلص الهندباء على المتحورات الأولى والجارية لـ SARS-CoV-2.
وعلى وجه الخصوص، وجد الباحثون أن المواد الموجودة في مستخلص الهندباء، حتى في تركيزات صغيرة نسبيا، تبطئ تكاثر طفرة "ووهان" من فيروس كورونا وسلالة "دلتا" في مزارع الخلايا الضعيفة بحوالي 60-70٪.
ومن ناحية أخرى، أدت جرعات مماثلة من المستخلص إلى إبطاء تكاثر سلالة "أوميكرون" بنسبة 80٪ أو أكثر، مما يشير إلى زيادة تعرضها لمفعول هذا الدواء.