البث المباشر

الأب إلياس إبراهيم : "المحبة" جسر المسيحية مع المسلمين

الأحد 25 ديسمبر 2022 - 11:41 بتوقيت طهران
الأب إلياس إبراهيم : "المحبة" جسر المسيحية مع المسلمين

قال القديس اللبناني ونائب رئيس مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان "الأب إلياس إبراهيم"إنه قال السيد المسيح(ع) في تعاليمه الالهية "أحبوا أعداءكم"، مضيفاً أن المحبة أساس نستطيع إستخدامه لتعزيز التعايش بين المسيحيين والمسلمين.

وأشار إلى ذلك، رئيس إكليريكية القديسة حنة لبطريركية الروم الكاثوليك في منطقة "البقاع" اللبنانية والأستاذ المحاضر في العلوم الفلسفية والدينية في المعاهد والإرساليات المسيحية في لبنان، "الأب والرئيس "إلياس إبراهيم" في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا) بمناسبة ذكرى مولد السيد المسيح(ع) وعيد الميلاد.

وفيما يلي نص المقابلة كاملاً:

*ما هي أهم تعاليم السيد المسيح(ع) ودور تلك التعاليم في تعزيز التعايش والسلام بين الأقليات الدينية؟

أهنئكم بعيد الميلاد وأتمنى للعالم بأسره ميلاد مجيد وعيد سعيد وأرجو أن يحلّ السلام كل أنحاء الأرض وكل دول العالم.

والسيد المسيح عندما زار أرضنا وعاش بيننا أعطانا علماً واحداً أولاً وهو "المحبة" حتى أنه قال لنا في تعاليمه الالهية "أحبوا أعداءكم" لأن المحبة من سماتنا كـ بشر وإنسان وبالتالي فإن كل إنسان يحمل المحبة في قلبه يكون قلبه ناصعاً أبيض لأن الله يكون في قلبه.

هذه التعاليم هي من أهم الأمور التي نستطيع إستخدامها في تعزيز التعايش لأنني إن لم أكن أحبك لن أستطيع التعايش معك ولن أستطيع مجالستك أو مؤانستك.

شهدنا في السنوات الأخيرة إنتشار ظاهرة الإساءة للأنبياء(ع) بذريعة حرية التعبير كيف يمكن مواجهة ذلك؟

بالأيام الأخيرة الإساءات للأنبياء(ع) التي شهدناها وخصوصاً في المجتمعات الغربية أكثر من المجتمعات الشرقية أساسها أولاً الخلفية اللادينية. الإنسان المتدين لا يشتم الدين ولا يسب الأنبياء ولكن هذه المحاولات تأتي لتشويه صورة الدين وزعزعة ايمان المؤمنين.

إذا أردنا مواجهة هذه الإساءات للمقدسات الدينية علينا أولاً كـ مؤمنين أن نحافظ على مقدساتنا كي تكون لدى الآخرين صورة جميلة منها بمعنى لايجب أن ندعي الدفاع عن المقدسات والمزارات المقدسة ونحن لا نزورها ولا نصلي بها ولا نحافظ عليها.

علينا إبراز صورة حقيقية عن هذه المقدسات وهكذا لا يتجرأ أحد الإساءة إليها.

المسيحيون والمسلمون هم أكبر طائفتين دينيتين في العالم، كيف يمكن لهما التعايش بسلام؟

المسيحية والإسلام هما الديانتان السماويتان الأكبر في العالم وإن بحثنا عن سبيل لهما ليتعايشا بسلام نصل إلى جواب السؤال الأول وهو أن المحبة إذا لم تكن المحور الأساسي فلن نستطيع التعايش معاً وثم من المحبة يولد ما يسمى بالتعاون ونسمع أن الرسول محمد (ص) قد أوصى بالجار السابع وقبل الجار السابع يهمّ التواصل مع الجار الأول مهما كانت ديانته وهذا الأمر هو الذي يسهل التعايش؛ كما نحن نعيش في لبنان مسلمين ومسيحيين بسلام وهذا ما قد عمل من أجله الإمام المغيب سماحة الإمام موسى الصدر حيث قال "إن التعايش الإسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها".

في العالم المعاصر على الرغم من التقدم العلمي الذي قد حققه البشر لا تزال الخلافات الدينية في بعض الدول كـ الهند و بعض دول إفريقيا تسبب الحرب والتوتر ما هي جذور هذه التوترات في عالم اليوم؟

إذا أردنا التحدث عن الهند ومحور إفريقيا فالوضع مختلف هناك عن الشرق الاوسط والغرب لأن المحور الإفريقي أساسه نظام القبائل وبالهند أيضاً ذات الأمر. هناك أديان مختلفة في الهند وإفريقيا ربما نحن لانعرفها ولانعلم عنها لأنه لايوجد في الهند وافريقيا فقط مسيحيون ومسلمون بل هنالك عشائر وقبائل وديانات لانعرف مرجعها ومصدرها وهذا الأمر يؤثر على الثقافة الاجتماعية والثقافة الدينية.

*كيف تقيمون العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان خصوصاً بالمنطقة التي تعيش فيها؟

في المنطقة التي أعيش فيها العلاقة جيدة جداً وهي أفضل مثال للتعايش لأننا نحيى معاً ونجلس معاً وفي المدارس يتعلمون سوية ويشاركون في الاحتفالات والمناسبات معاً  أولادنا يلعبون معاً ونشرب من نفس النبع ونأكل في نفس المطاعم ونذهب إلى نفس المستشفيات والصيدليات ونذهب إلى الحسينية والجامع وهم يأتون إلى الكنيسة لمواستنا وفي الأفراح نشاركهم ويشاركوننا.

*هل يعرف أتباع المسيحية أن السيد المسيح(ع) ذكر في العديد من آيات القرآن الكريم؟

 

طبعاً هذا الأمر لاشك به أن السيد المسيح(ع) ذكر في عدة آيات قرآنية وسور قرآنية وهذا اليوم ما يربطنا بالديانة الإسلامية الكريمة لأن الأنبياء(ع) الذين نؤمن بهم نحن وأتباع الديانة اليهودية أيضاً إذ أخذنا الإيمان بالنبي إبراهيم والنبي موسى، والنبي زكريا، والنبي سليمان، والنبي نوح، والنبي يونس، وغيرهم من الأنبياء نحن أخذنا هذا التراث من الديانة الأولى وكذلك إنتقل إلى الديانة الإسلامية ولذلك نحن نؤمن بهؤلاء الأنبياء المقدسين الذين نحن نعمل لنتعلم من سيرتهم لنكون في هذا العالم والعالم الآتي من الصالحين.

*شجرة عيد لميلاد تحظي بشعبية كبيرة لدى المسيحيين وغير المسيحيين ما علاقة الشجرة بالسيد المسيح(ع)؟

شجرة الميلاد نراها بلونها الأخضر الناصع الجميل ولكن فيما يخص المعنى الرمزي المرتبط بميلاد السيد المسيح(ع) نعود في ذلك إلى كتاب الانجيل لنقول ان السيد المسيح(ع) عندما تجسد على الأرض أعطى للإنسان الحياة ونقله من الموت إلى الحياة وهذه الشجرة هي رمز الحياة لذلك نُسر عندما نرى في الطبيعة الشجر الأخضر لذلك إتخذت الشجرة رمزاً للدلالة على الحياة لأن بميلاد المسيح وجدت الحياة على الأرض.

وطبعاً هذا لا يعني أن قبل السيد المسيح(ع) لم توجد حياة على الأرض إنما بعد السيد المسيح(ع) أعطي الإنسان الحياة بكرامته وحريته والمنطق الذي كرمه به الله منذ خلقه حتى اليوم.

*كيف تقيمون وضع المسيحيين في منطقة غرب أرسيا؟

إنهم أصبحوا في المنطقة ربما من الأقليات بل لم يعد وجود مسيحي كبير وذلك لعدة أسباب منها الأسباب الإقتصادية حيث يعاني الشباب في المنطقة من البطالة والشح في فرص العمل وهم يحصلون بالمقابل على منح دراسية في الخارج ويذهبون وأنا كـ مدرس أشاهد أنهم بعد الإنتهاء من البكالوريا يذهبون إلى الخارج ولديّ ثلاثة طلاب يدرسون في إيران ويتابعون دورسهم في الطب،  وثلاثة في أوكرانيا وثلاثة في روسيا وربما يحصلون بعد ذلك على فرص عمل ولن يعودون إلي بلادهم.

وهذا كله يؤثر في تقليل عدد المسيحيين في المنطقة.

ما هي حلول واقتراحاتكم لتعزيز العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وإنهاء الخلافات؟

أنا أعمل في مركز الحوار الإسلامي ـ المسيحي في لبنان ومعي البعض من رجال الدين العلماء المفكرين والمجتهدين حيث نقوم بعقد جلسات وحوارات فكريه أسبوعية وشهرية نضيئ فيها أولاً حول الإنسان لنثبت أن كل الأديان إجتمعت لأجل الإنسان ولخدمة الإنسان وأن الله تعالى كرًم في هذا العالم الإنسان وميزه عن باقي المخلوقات.

والنقطة الثانية التي نعمل عليها من خلال هذا الحوار هو إبراز صورة الدين الحقيقية والصحيحة ومواجهة تشويه صورة الدين ونجتمع لنقول اننا نؤمن بإله واحد هو الله عزوجل.

*ما هي أهم أمنيتكم للعالم في العام الميلادي الجديد؟

أتمنى أن يحل السلام في لبنان، والشرق الاوسط، والغرب والكرة الأرضية وأن ينعم الله على العالم بالخير والعافية.

تجدر الاشارة الى أن "الأب إيلياس إبراهيم" هو رئيس المدرسة الاكليريكية في منطقة "البقاع" اللبنانية وهي المدرسة الأكاديمية التربوية حيث يوجد بها الطلاب من كافة الديانات بما فيها الاسلام والمسيحية ومن كافة الطوائف منها السنية، والشيعية، والمارونية، والكاثوليكية، والأرثوذكسية، كما هو يعمل كنائب رئيس مركز الحوار بين الاسلام والمسيحية في لبنان.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة