ويُعتقد أن سبب هذا كونه يساعد في تشتيت انتباه عقلك بعيداً عن الأفكار السلبية حول شكل جسمك، ويجبرك على تقدير كيف يتحرك بدلا من ذلك.
وقال كبير المعدين البروفيسور فيرين سوامي: "تساعد البيئات الطبيعية على تقييد الأفكار المتعلقة بالمظهر السلبي وتحويل الانتباه بعيداً عن النظرة الجمالية للجسم ونحو تقدير أكبر لوظائف الجسم. الصورة الإيجابية للجسم مهمة ليس فقط في حد ذاتها، ولكن لها آثارا مفيدة أخرى، بما في ذلك المزيد من الرفاهية النفسية الإيجابية".
وأظهر بحث سابق من البروفيسور سوامي أن المساحات الخضراء، مثل الحدائق والغابات، و"البيئات الزرقاء"، مثل البحر، يمكن أن تعزز تقديرنا لجسمنا.
وتهدف الدراسة الجديدة، التي نُشرت هذا الشهر في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة، إلى معرفة ما إذا كانت "المساحات البيضاء" يمكن أن يكون لها فائدة مماثلة.
وقام فريق البروفيسور سوامي بتجنيد 87 متطوعة للمشي في غابة Cygański Las المغطاة بالثلوج في بولندا لمدة 40 دقيقة في المتوسط.
وقبل القيام بذلك، أجرت النساء استبيانات قيّمن فيها تقديرهن لأجسادهن بين درجة وخمس درجات، بالإضافة إلى مدى ارتباطهن بالطبيعة وتعاطفهن مع ذواتهن.
وبعد القيام بالمشي، أعيد إجراء استطلاع تقدير الجسد. فأظهرت النتائج أن درجة تقديرهن لأجسامهم زادت بمعدل 0.29.
وكتب الباحثون في ورقتهم: "تمتلك البيئات الطبيعية القدرة على استعادة الموارد النفسية المستنفدة".
وبالإضافة إلى ذلك، نظراً لأن المتطوعات كن يمشين، فقد يكون ذلك قد سمح لهن "بالتركيز بشكل أكثر وضوحا على الشعور بالامتنان لما سمحت لهن أجسادهن بإنجازه".
ووجدت الدراسة أيضاً أن أولئك اللواتي سجلن درجات أعلى في التعاطف مع الذات شهدن زيادة أكبر في تقدير الجسم بعد المشي.
ويقول الباحثون، بدعم من أكاديميين من جامعة سيليزيا الطبية، إن هؤلاء النساء قد يكون لديهن "خصائص وميول" تسمح لهن بالاستفادة بشكل أكبر من البيئة الطبيعية.
وكتبوا: "المداولات دون الانتباه التي تحدث في البيئات الطبيعية قد تسمح للأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من التعاطف الذاتي بتهدئة عقولهم أو الوصول إلى حالة من الاسترخاء بشكل أسرع، ما قد يؤدي بدوره إلى تأثيرات أكبر على صورة الجسم".
وقد تساعدهن هذه المسيرة على إدراك أن "كل شخص لديه عيوب" ويشجعهن على "إظهار اللطف والقبول تجاه أجسادهم"، الأمر الذي قد يأتي بشكل طبيعي إلى أولئك اللواتي يتمتعن بدرجة عالية من التعاطف مع الذات.
ويزعم الباحثون أن هذه هي الدراسة الأولى التي تربط قضاء الوقت في المناظر الطبيعية الثلجية، سواء بمفردك أو ضمن مجموعة، لتحسين شعورك تجاه جسمك.