وقال بدران في مقابلة عبر فضائية الأقصى مساء يوم أمس، إن شعبنا يلقن الاحتلال الدروس، بقدرته على التضحية والمقاومة والابتكار والإيتاء بكل جديد على صعيد المقاومة.
وأضاف أن مخيم شعفاط يمثل حالة ثورية ونموذجا في مواجهة الاحتلال، مبيناً أن الاحتلال يحاصر المخيم ويعاقبه، لكنه لا يدري أن المخيم وشعبنا يحتضن المقاومة والمناضلين.
وأشار بدران إلى أن الاحتلال كلما حاول وأد المقاومة في منطقة ما في الضفة وجد مفاجآت خارج حساباته، موضحاً أن عملية شعفاط البطولية مثلت رمزية حقيقية لكل الفلسطينيين.
ونوه بدران بأن الحاضنة الشعبية الفلسطينية أثبتت قدرتها على الصمود والثبات في مواجهة الاحتلال، وتجاوزت مخيم شعفاط إلى كل مدن شعبنا وقراه.
ولفت إلى أنه خلال السنوات الماضية دفعت أموال وبذلت جهود من الاحتلال وأطراف إقليمية ودولية كي يبعدوا شعبنا في الضفة عن المقاومة وكيّ وعيه، لكن هذا الشعب عصي على الكسر، وغير قابل للهزيمة، وأثبت ذلك منذ أكثر من 70 عامًا.
وقال بدران إن شعبنا الذي يعيش تحت الاحتلال ويتناقل المقاومة والحالة الثورية جيلًا بعد جيل بعد أن ظن البعض أنه قد يئس، لكنه اليوم يواصل المقاومة، والآن هناك بؤر للمقاومة في جنين ونابلس.
وأضاف أن المقاومين يجمعهم حب فلسطين، وأن تحريرها لا يتم إلا عن طريق المقاومة المسلحة، ولا تعنيهم المفاوضات ولا العلاقة مع الاحتلال، وآمنوا بأن الطريق عبر السلاح والبنادق، وأصبح أثرها ينتقل إلى مدن أخرى.
وأكد بدران أن جيل الشباب الفلسطيني في الضفة قادر وحده على مقاومة الاحتلال، مبيناً أن كل عمل مقاوم للاحتلال تدعمه وتباركه حماس، ويصب في مصلحة القضية الفلسطينية ومشروع التحرير.
وتابع: نريد أن يعيش الاحتلال في حالة تخوف وقلق دائم، وشعبنا في الداخل المحتل البوصلة لديه واضحة، ولديه قدرة على التضحية والعطاء، ونتوقع أن تزداد المواجهة.
ونوه بدران بأن شعبنا يجسد الوحدة الوطنية بالمقاومة في الميدان، ويجب أن تكون هناك حالة سياسية تتلاءم مع الوحدة بالميدان، داعيًا السلطة إلى إعادة حساباتها لأن أداءها يزيد من تعقيد الحالة الوطنية.
وأشار إلى استمرار السلطة في منهجية الاعتقالات السياسية، وممارستها التعذيب ضد المعتقلين السياسيين الذين يضربون على الطعام وهم في وضع صحي صعب.
وأكد عضو المكتب السياسي أنه لم يثبت على المعتقلين لدى السلطة أي تهمة سوى أنهم يؤيدون ويدعمون مقاومة الاحتلال، موضحًا أن المعتقل السياسي المطارد مصعب اشتية يمر في ظروف اعتقال صعبة في سجن أريحا على الرغم من وجود قرار بالإفراج عنه.
واعتبر أن السلطة واهمة إن ظنت أنها بممارساتها ستمنع شعبنا من مقاومة الاحتلال، مشيرًا إلى أن شعبنا بحاجة إلى قيادة ترتقي إلى مستوى التحديات، وإيجاد مظلة للعمل المقاوم وممارسته على أرض الواقع.
وقال بدران: نحن مستمرون في الطريق بأن يكون لشعبنا في الميدان مَن يمثله في مقاومة العدو، وهناك من يتبنى المقاومة ويؤمن بها، ويجب إيجاد مظلة سياسية لذلك.
وفي ملف الوحدة الوطنية، شدد بدران على أن حماس لا يمكنها رفض محاولات ترتيب البيت الفلسطيني من أي طرف كان، خاصة الجزائر التي تقف على موقف ثابت قيادة وشعبًا وأحزابًا بدعم القضية الفلسطينية.
ونوه بأن حماس ليست طرفًا في الانقسام، وتجاوزت ذلك لما قدمته من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى التجربة السابقة في الوحدة الوطنية، ولم يتم تطبيق ما تم التوصل إليه لعدم وجود نوايا حقيقية عند بعض الأطراف.
ولفت بدران إلى أن العقبات السابقة في الوحدة الوطنية لم تتغير، مبينًا أن الحركة أكدت في حوارات الجزائر أن لشعبنا الحق الطبيعي في اختيار قيادته وإجراء انتخابات المجلس الوطني والرئاسية والتشريعية، وأن تحدد بفترات زمنية أقصاها عام منذ توقيع الاتفاق، وغالبية الفصائل الفلسطينية مع هذا التوجه.
وأضاف أن حماس ثبتت في بنود البيان بأن الوحدة الحقيقية هي وحدة المقاومة، وأنه من حق شعبنا ممارسة المقاومة بكل أشكالها، مبينًا أنها تؤمن بأهمية التواصل مع العالم، ولا تغفل العمل السياسي والدبلوماسي، لكن ليس على حساب وحدة شعبنا.
ونبه إلى أن فتح والسلطة أصرت على مصطلح الشرعية الدولية في الاتفاق، وهذا الأمر لا يمكننا أن نوافق عليه، وتوصلنا إلى صيغة ووافق عليها الجميع بما فيها فتح، لكنها اعترضت على بند تشكيل حكومة الوفاق الوطني على أساس الشرعية الدولية ووثيقة الاتفاق الوطني، وطالبت بحذفه.
وأشار بدران إلى أن التساؤل حول تطبيق بنود الاتفاق مشروع، وهناك شك كبير لدى الناس، وهذا متفهم وليس غريبًا، مبينًا أن حماس لديها تشخيص دقيق للحالة الوطنية، ولديها معلومات لماذا لم تنفذ الاتفاقيات الماضية، والشيء المهم الآن أنه وضع سقفاً محدداً.
وأكد أنه على الرغم من كل التحديات، فإن حماس ستقدم ما هو مطلوب منها من أجل تطبيق حقيقي لبنود اتفاق الجزائر. وعلى صعيد علاقات حماس الدولية، أكد بدران إيمان الحركة بأهمية العلاقات الخارجية لأنها تمثل المزيد من أوراق قوة وتحقيق تطلعات شعبنا.
وقال، إن الحركة منفتحة على كل الأطراف والدول والمكونات، وتأخذ منها ما يمكن أن تقدمه لدعم حق شعبنا في مواجهة الاحتلال وتثبيته على أرضه وتأكيد أحقيته بهذه الأرض.
وأضاف أن فلسطين قضيتنا وقضية كل الأمة، وهي محور إجماع عربي وإسلامي، وعلاقاتنا تعيد لفلسطين أثرها في الحالة العربية والدولية.