وطرح عدد من الخبراء الآثار الأكثر إثارة للقلق التي يمكن أن يحدثها السفر في الفضاء على جسم الإنسان.
طفرات الحمض النووي
نظر فريق من الباحثين في دم رواد الفضاء المخزن لمدة 20 عاما لدراسة آثار السفر إلى الفضاء، وفي دراسة صادمة ووجدوا أن دم رواد الفضاء أظهر علامات تحور في الحمض النووي.
وأوضح خبراء من الفضاء: "وجد الباحثون تواترا أعلى للطفرات الجسدية في جينات رواد الفضاء الأربعة عشر الذين شملتهم الدراسة، مقارنة بإحصاءات السكان الذين ذهبوا إلى الفضاء".
ضمور العضلات
ويؤدي غياب الجاذبية إلى إضعاف العضلات التي يستخدمها رواد الفضاء على الأرض، ولكن ليس في الفضاء وهذا ما يسمى ضمور العضلات، ويشار إلى هذه العضلات عادة باسم عضلات مقاومة الجاذبية وتشمل عضلات الربلة وعضلات الفخذ وعضلات الظهر والرقبة.
تشرح ناسا المزيد: "نظرا لأن رواد الفضاء يعملون في بيئة خالية من الوزن، فإن تقلص العضلات قليلًا جدًا لدعم أجسامهم أو التحرك، بدون الاستخدام المنتظم والتمارين الرياضية تضعف عضلاتنا وتتدهور".
وتضيف ناسا :"أظهرت الدراسات أن رواد الفضاء يختبرون ما يصل إلى 20 بالمائة من فقدان كتلة العضلات في رحلات الفضاء التي تستمر من خمسة إلى 11 يوما".
مشاكل العين
تظهر معظم هذه المخاوف عندما يكون رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية (ISS) أو يرتدون بدلات الفضاء، بسبب انعدام الجاذبية، مما قد يؤدي إلى تراكم سوائل الجسم في الرأس.
ويؤدي هذا إلى الضغط على مقل العيون، مما يتسبب في حالة تسمى متلازمة العين العصبية المرتبطة برحلات الفضاء (SANS).
يمكن أن تتراوح مشاكل العين الأخرى من مقل العيون المسطحة إلى الأعصاب البصرية المتضخمة، وضعف البصر، وفقا لدراسة نشرت عام 2011 في مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، ويعتبر خطر حدوث هذه المشكلات مرتفعا بشكل خاص بالنسبة لرواد الفضاء الذين يقضون أكثر من ستة أشهر في الفضاء.
تقلص القلب
يمكن أن يتسبب الوقت في الفضاء في تقليص قلب رائد الفضاء، وفقا لدراسة نُشرت في مجلات AHA، وفي عام 2021 تم الكشف عن أن قلب رائد فضاء ناسا سكوت كيلي انكمش بعد أن أمضى 340 يوما على متن محطة الفضاء الدولية، وعاد قلب سكوت إلى حجمه الطبيعي عندما عاد إلى الأرض.
يعتقد الباحثون أن الفضاء ينكمش القلوب لأنه لا يضطر إلى الضخ ضد الجاذبية.
فقر الدم في الفضاء
يمكن لآثار انعدام الجاذبية بمرور الوقت أن تجعل جسم الإنسان يدمر خلايا الدم الحمراء الخاصة به، ويشار إلى هذه الظاهرة باسم "فقر الدم في الفضاء" ولا يعرف العلماء سبب حدوثها.
ووجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Medicine أن الفضاء يتسبب في تدمير جسم الإنسان لخلايا الدم الحمراء بمعدل أسرع مما هو على الأرض.
عمل الباحثون مع 14 رائد فضاء على مدى ستة أشهر، أظهرت نتائجهم أن رواد الفضاء كانوا يدمرون حوالي ثلاثة ملايين خلية دم حمراء كل ثانية، وهي أعلى بنسبة 54٪ من متوسط المعدل هنا على الأرض.
وأظهرت النتائج أن خمسة من رواد الفضاء الثلاثة عشر الذين سُحبت دماءهم عندما هبطوا على الأرض كانوا لا يزالون يعانون من فقر الدم، ووفقا للدراسة كلما طالت مدة بقاء الشخص في الفضاء، كلما طالت مدة إصابته بفقر الدم على الأرض.