كما أن الحصول على ما بين سبع إلى ثماني ساعات زاد أيضا من خطر تراكم الوزن بنسبة تصل إلى 29% مقارنة بأولئك الذين حصلوا على ثماني ساعات كاملة.
وقال باحثون إسبان أجروا الدراسة إنها أظهرت لماذا يجب على المراهقين النوم ثماني ساعات كحد أدنى.
ويمكن أن تتسبب قلة النوم في إنتاج الجسم لهرمون الجوع غريلين، فيأكلون أكثر - ما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالسمنة.
وقامت الدراسة التي أجريت على أكثر من 1200 طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة بقياس نومهم على مدى أسبوع وقارنته بمؤشر كتلة الجسم (BMI).
ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يبلغون من العمر 14 عاما والذين ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة بنسبة 72% لأن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 25 من أولئك الذين ينامون أكثر من ثماني ساعات.
وقال الباحثون على الآباء أن "يكونوا قدوة جيدة'' من خلال فرض أوقات نوم صارمة لتجنب تعرض أطفالهم لخطر الإصابة بأمراض القلب بسبب زيادة الوزن.
ويأتي ذلك وسط انتشار وباء السمنة لدى الأطفال، ما يعني أن واحدا من كل خمسة أطفال في إنجلترا يعاني من السمنة المفرطة عند بدء الدراسة الابتدائية.
ووصلت السمنة لدى الأطفال إلى "مستويات غير مسبوقة'' خلال جائحة "كوفيد"، حيث جلس الأطفال في المنزل وهم غير قادرين على الركض في الملاعب.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) المراهقين بالحصول على ما بين سبع إلى 11 ساعة من النوم كل ليلة لتطويرهم جسديا وعقليا.
وأظهرت الدراسات السابقة أيضا أن فقدان النوم يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية في وقت لاحق من الحياة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والخرف ومرض السكري.
وتم تقديم أحدث الأبحاث كمستخلص في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب 2022.
واستخدم الباحثون بيانات من تجربة أجريت على 1229 طفلا في المرحلة الثانوية عام 2019 في إسبانيا لمعرفة كيف أثر النوم على أوزانهم.
وتم تقسيم الأطفال إلى مجموعات من 12 عاما و14 عاما و16 عاما.
وتم تسجيل مؤشر كتلة الجسم لديهم لمعرفة ما إذا كانوا يعانون من نقص الوزن أو الوزن الطبيعي أو زيادة الوزن أو السمنة. وهذا يؤخذ في الاعتبار في العمر والطول والجنس.
وبشكل عام، كان 27% من الأطفال في سن 12 عاما، و24% من الأطفال في سن 14 عاما، و21% من الأطفال البالغين من العمر 16 عاما يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وقام الباحثون أيضا بقياس محيط الخصر وضغط الدم والكوليسترول ومستويات السكر في الدم للتحقق من مدى صحتهم على نطاق أوسع.
وتم إعطاء المراهقين أجهزة تعقب النوم لارتدائها على معصمهم على مدى أسبوع لقياس مدى نومهم.
وينام 34% فقط من الأطفال في سن 12 عاما ثماني ساعات على الأقل، بينما كان الرقم أقل لمن هم في سن 14 عاما (23.4%) و16 (19.4%).
وقال باحثون إن الأولاد والأطفال من عائلات الأقليات العرقية يميلون إلى النوم لفترات أقصر.
وبعد ضبط التمارين الرياضية والنظام الغذائي، وجد الباحثون أن الأطفال في سن 12 عاما الذين ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بزيادة الوزن أو السمنة بنسبة الثلث من أولئك الذين حصلوا على ثماني ساعات على الأقل.
وكان الأطفال في سن الثانية عشرة الذين ينامون ما بين سبع وثماني ساعات أكثر عرضة للخُمس للوقوع في هذه الفئة.
وكانت المجموعتان أكثر عرضة للإصابة بخطوط الخصر الكبيرة وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول ومستويات السكر في الدم. ولم يذكر الباحثون بالتفصيل كيف تتسبب قلة النوم في زيادة السمنة.
لكن الدراسات السابقة أظهرت أن قلة النوم يمكن أن تستنزف الطاقة على مدار اليوم، ما يجعل الناس أقل عرضة لممارسة الرياضة وأكثر عرضة لتناول الوجبات الخفيفة.
ويمكن للوالدين أن يكونا قدوة حسنة من خلال الحصول على وقت نوم ثابت وتقليل وقت الشاشات في المساء.
وقالت كلوي ماك آرثر، ممرضة القلب في مؤسسة القلب البريطانية: "الحصول على قسط كاف من النوم أمر بالغ الأهمية خلال فترة المراهقة لأنه يدعم النمو الصحي وكذلك الصحة البدنية والعقلية الجيدة.
ومع ذلك، لا ينبغي على المراهقين فقط إعطاء الأولوية للنوم الجيد ليلا، لأن الحصول على قسط كاف من النوم أمر حيوي لرفاهيتنا العامة وللحفاظ على صحة القلب الجيدة طوال الحياة.