جاء ذلك في حوار اجرته معه صحيفة "كيهان" الصادرة في طهران حول حرب الأيام الثلاثة الأخيرة بين حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة والكيان الصهيوني.
وأكد ابو شريف في هذا الحوار أن هناك تنسيقًا كاملاً بين حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس في الأهداف والأداء في قطاع غزة والضفة الغربية، وقد ظهر هذا التنسيق في حرب الأيام الثلاثة الأخيرة، وقال: تكمن أهمية هذه النقطة في حقيقة أنه خلال هذه الحرب وبعدها بدأ الصهاينة دعاية واسعة للقول بأن هناك خلافا بين حركتي المقاومة وأن حماس لم تساعد الجهاد في هذه الحرب.
وقال: نحن حركة مقاومة فلسطينية وعلينا مقاومة الاحتلال. في هذه الحركة نعتبر أن واجبنا الأساسي هو مقاومة العدوان الإسرائيلي بأي حال من الأحوال وبأي ثمن. بعد عملية سيف القدس، ازداد نشاط حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وتمكنت من تشكيل تنظيم "كتيبة جنين"، امتد إلى مدن أخرى أيضًا. لاشك أن الكيان الصهيوني يعتبر حركة الجهاد الإسلامي خطرًا كبيرًا حتى على وجوده ويعتبرها تهديدًا كبيرًا وخطيرًا، لذلك استمر في هجومه على هذه الحركة منذ عام 1995 من أجل القضاء عليها، ولكن الحمد لله هذه الحركة تزداد قوة يومًا بعد يوم ويزداد انصارها ومؤيدوها. تحظى هذه الحركة بشعبية كبيرة في الضفة الغربية، وهذا لا يعني بالضرورة أنها ستنضم إلى الحركة. كما أن شعبية الحركة في قطاع غزة تزداد يوما بعد يوم ، لأن المواطنين في كل هذه المناطق أدركوا أن حركة الجهاد الإسلامي لا تبحث عن أهداف مادية واستحواذ مناصب ومكانة لنفسها ، بل هدفها هو تحرير الشعب الفلسطيني من الخطر الذي يتهدده أي من نير الكيان الصهيوني.
واضاف: العدو الوحيد لحركة الجهاد الإسلامي هو كيان الاحتلال الذي يُعرف بأنه أخطر كيان عنصري في العالم ويستخدم كل أنواع الأساليب والسياسات. وتحاول حركة الجهاد الإسلامي في كل مواجهاتها مع هذا الكيان الكشف عن حقيقته.
وتابع ممثل حركة الجهاد الاسلامي: المعركة الأخيرة التي وقعت بين الحركة وكيان الاحتلال جرت بشكل محدود، وظهرت قوة حركة الجهاد الإسلامي على نطاق واسع وادرك الجميع أن هذه الحركة يمكن أن تخوض حربًا مركزة مع هذا الكيان. وكان الكيان الصهيوني قد أعلن أن عدوه الرئيسي في هذه المعركة هو حركة الجهاد الإسلامي وهدفه الأساسي تدميرها، ولكن بعد 24 ساعة من بدء هذه المعركة قام بالاتصال بالشركاء والوسطاء لإخماد نيرانها والسبب في ذلك يعود الى ان حركة الجهاد الإسلامي حركة قوية، ولو كانت ضعيفة لما طلب هذا الكيان من الوسطاء وقف إطلاق النار.
وقال ابو شريف: في الحرب الأخيرة بين حركة الجهاد الإسلامي والصهاينة، بحسب تقارير صحيفة "ها آرتس" أو بناءً على ما تم مناقشته في الكنيست الإسرائيلي، بلغت الأضرار المادية المباشرة لهذا الكيان 300 مليون شيقل أي حوالي 100 مليون دولار، التي تسببت في المباني والسيارات والممتلكات الخاصة. يرفض هذا التقرير ادعاء الكيان بأن الضرر الناجم ضئيل. في هذه الحرب أصيب 222 هدفا، ما يعني أن نحو 20٪ من صواريخ وقذائف الجهاد الإسلامي أصابت الهدف، وهذا مخالف لادعاء الصهاينة حول ضآلة حجم ضربات الجهاد الإسلامي. كانت محاولة الحكومة الصهيونية التظاهر أمام سكان الأراضي المحتلة بأن لديهم صديقًا قويًا قادرًا على قمع العدو بأقل قدر من الضرر، لكن صحيفة "هآرتس" أعلنت عن إصابة 222 هدفًا داخل الأراضي المحتلة منها 177 تضرر بنايات وسيارات الصهاينة.
وحول مكانة الجهاد الاسلامي بعد المعركة الاخيرة، قال: ان المعركة الأخيرة تركت أثرا ايجابيا كبيرا على معنويات المقاومين في الضفة الغربية وأثبتت أن حركة الجهاد الإسلامي حركة موحدة ورؤيتها واحدة تجاه الضفة الغربية أو القدس أو غزة. قاعدة الحركة في غزة راسخة ولها مكانة قوية وهي متوحدة ومتحالفة مع سائر القوى. أدرك الكيان الصهيوني أن حركة الجهاد الإسلامي قادرة لوحدها على مقاومته لفترة طويلة بشجاعة وبسالة وقيادة متماسكة ومنضبطة وان تحقق الإنجازات وتفرض مطالبها عليه.
واكد إن بنية قوة حركة الجهاد الإسلامي ليست فقط الشباب وأعضاؤها (الذين يشكلون النواة المركزية وحجر الزاوية لقوة هذه الحركة)، ولكن الركيزة الأساسية لهذه الحركة هي دعم الشعب الفلسطيني. هذا الدعم مهم لنا ومصدر قوة كبير لنا.
وفي الرد على سؤال عن العلاقة بين حركة الجهاد الإسلامي وحماس في الحرب الأخيرة وهل لديهما غرفة عمليات مشتركة وهل عملتا بشكل مشترك وانسجام، قال ابو شريف: لدينا علاقات مشتركة مع حركة حماس. العامل الأول الذي يربطنا هو أننا جميعًا أبناء الشعب الفلسطيني ولدينا رؤية وهدف مشترك. نحن حركتان إسلاميتان تربطهما الأخوة الإسلامية والأهداف المشتركة في مجال الوطن والإسلام. لذلك، تعتبر حماس من أركان القوة الكبرى بالنسبة لنا، ونحن نصر على التواصل الدائم معها في المجالات العسكرية وغيرها. حركة حماس في غزة حكومة وحركة وداعمة للشعب الفلسطيني وحركة الجهاد الإسلامي. ولولا هذا التأييد الشعبي ودعم حماس كحكومة وقدرة لكان الوضع مختلفا. الآن هناك علاقات جيدة وانسجام كامل بيننا وبين حماس وسيظل كذلك في المستقبل، ونؤكد ونصر على تعزيز مصالح الجهاد وحماس ومصالح الشعب الفلسطيني وقضية فلسطين والإسلام.