وقال عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله" في صنعاء، محمد علي الحوثي، عبر "تويتر"، مساء الجمعة "تُعقد المشاورات كمقدمة للحوار المفضي إلى حلول وذلك للتعرف على ما يريده كل طرف ولا تُعقد بعد حوارات استكشافية امتدت لسنوات بلا فائدة".
وأضاف أن "الحل قريب جدا - وقد أعلنا مقدماته مرارا - [في إشارة إلى معالجة الملف الإنساني] لو وجدت الإرادة والمصداقية في قرار تحالف دول العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه للسلام".
واتهم الحوثي في تغريدة أخرى، التحالف بمنع دخول المشتقات النفطية إلى مناطق سيطرة "أنصار الله" والتسبب في أزمة وقود.
وقال "لدول العدوان قليل من الحياء، قبل أن تنهوا الحرب أنهوا أزمة المشتقات التي تمعنوا في إيذاء الشعب اليمني بمنعها وهي بأمواله لا منة لكم فيها".
والخميس الماضي، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج الفارسي، نايف الحجرف، استضافة مشاورات بين كافة الأطراف اليمنية خلال الفترة من 29 آذار/ مارس إلى 7 نيسان/ أبريل المقبل، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمهد لاستئناف المفاوضات السياسية وتحقيق سلام شامل في اليمن.
وقال الحجرف في مؤتمر صحافي، بالرياض، إن "الهدف من المشاورات توحيد الصف ورأب الصدع بين اليمنيين، دعماً للشرعية اليمنية ولتعزيز مؤسسات الدولة، ولخلق مقاربة تدفع باليمنيين للجلوس مجددا على طاولة المشاورات، ودعما للجهود الدولية والأممية الرامية لرفع المعاناة عن الشعب اليمني واستعادة دولته".
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن "حل الأزمة بيد اليمنيين أنفسهم"، موضحاً أن: "المشاورات اليمنية - اليمنية تهدف إلى حث كافة الأطراف اليمنية دون استثناء على القبول بوقف شامل لإطلاق النار والدخول في مشاورات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة وبدعم خليجي".
وأضاف: "تهدف المشاورات إلى وضع آلية مشاورات يمنية - يمنية مستدامة يمكن أن تؤسس لتشكيل وعاء سياسي تشاركي من كل المكونات السياسية والمدنية لتوحيد الجبهة الداخلية وتنفيذ ما تبقى من خطوات اتفاق الرياض واستئناف المشاورات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة حتى تحقيق السلام المنشود".
وكانت جماعة "أنصار الله"، أعلنت، يوم الأربعاء الماضي، ترحيبها بعقد أي حوار مع التحالف العربي، مشترطة أن يكون في دولة محايدة غير مشاركة في عمليات التحالف.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن مصدر مسؤول، القول إن "اليمن يرحب بأي حوار مع دول التحالف في أي دولة محايدة وغير مشاركة في العدوان على اليمن سواء من دول مجلس التعاون أو غيرها، وأن تكون الأولوية للملف الإنساني ورفع القيود التعسفية على ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي".
واعتبر المصدر أن "من غير المنطقي ولا العادل ولا الجائز أن يكون الداعي والمضيف للحوار، الدولة الراعية للحرب والحصار الظالم على الشعب اليمني".
وقال "لا يستقيم أن تدعو للحوار من جهة وترسل الإرهابيين والمفخخات لتفجير الناس في الأسواق والمدن من جهة أخرى"، في اشارة إلى إعلان الجماعة، يوم الثلاثاء الماضي، القبض على متهمين بالتخطيط لتنفيذ هجمات بسيارات مفخخة في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، تابعين للاستخبارات السعودية.
وتقود السعودية منذ مارس/ آذار 2015 ، في اطار "تحالف عربي" بالتعاون مع الامارات وبضوء أخضر اميركي، عدوانا عسكريا واسعا لدعم الحكومة المستقيلة في اليمن، بذريعة إعادتها للسلطة، وتحاصر هذا البلد بريا وجويا وبحريا.
ولم يحقق هذا العدوان العسكري أي هدف من اهداف التحالف السعودي، ما عدا مقتل 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، واصابة مئات آلاف اليمنيين وتشريد الملايين منهم، اضافة الي تدمير البني التحتية وانتشار المجاعة وتفشي الامراض المعدية.