وفي تصريح لمراسل ارنا اليوم الاثنين، أضاف حسيني، لا يوجد أي مبرر منطقي وسياسي لهذا الإجراء من قبل واشنطن إلا أنه يبدو بأنها محاولة الخروج من العزلة السياسية الدولية غير المسبوقة مع التركيز على سياسة "ايرانفوبيا" وفرض مزاعم واهية ومتكررة لا مبرر لها ضد طهران، تأتي في خضم أغراض القمة المناهضة لإيران في بولندا.
وقال حسيني إن الغرض من عقد قمة بولندا يأتي في إطار فرض المزيد من الضغوط على الشعب الإيراني والاستمرار في بذل الجهود لضخ الاستياء بين الشعب الايراني تجاه الحكومة، مؤكدا أن هذه القمة تأتي في اعقاب فشل الإجراءات الأمريكية السابقة ضد إيران وهزيمة واشنطن في تنفيذ مواعيدها السابقة كـ "الصيف الساخن" و "أربعين عاما من الثورة" و "أعمال الشغب والاغتشاشات في جميع أنحاء البلاد"، ولغرض "ارغام الجمهورية الاسلامية للعودة إلى المفاوضات مع واشنطن" على غرار تلك المزاعم السخيفة.
كما اوضح حسيني أن الغرض الثالث للولايات المتحدة من عقد قمة بولندا يكمن في محاولة لإعادة معنويات القوات الأمريكية وحلفائهم الإقليميين المتخاذلين في أعقاب هزيمة تحالفها بسوريا والعراق واليمن وفلسطين، مردفا: إن السعي لخلق الاختلافات بين الأوروبيين وممارسة الضغط على بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي من أجل مماشات واشنطن في إجراءاتها المعادية لإيران، تعتبر من الأغراض الاخرى التي تسعى واشنطن إلى تحقيقها في القمة.
وأشار المسؤول الدبلوماسي السابق إلى سياسة واشنطن الوضيعة والهروب من الضغوط والمشاكل الداخلية الفادحة، قائلا إن هذه واحدة من السياسات التي يتبعها ترامب في الوقت الراهن.
وصرح حسيني بشأن سبب اختيار بولندا لاستضافة القمة المناهضة لايران، موضحا : إن العلاقة الوثيقة التي تجمع البلدين، أمريكا وبولندا وجهود وارسو للابتعاد عن روسيا وتوفير الارضية لحضور عسكري أمريكي واسع في بولندا وتطلع واشنطن الى المصالح المالية والاقتصادية المحتملة الناتجة عن قرب العلاقة مع وارسو والتماشي مع سياسات الولايات المتحدة هي الاسباب الاخرى لاختيار الأخيرة بولندا لإستضافة هذه القمة.
وفي ما يخص الإجراءات التي يتخذها الجهاز الدبلوماسي في هذا الصدد، قال حسيني : إن استخدام مختلف الأدوات الدبلوماسية بما في ذلك الدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية والدبلوماسية العامة لهزيمة هذا العرض البشع المعادي لإيران هو إحدى الإجراءات التي يمكن لدبلوماسية الجمهورية الاسلامية اتباعها.
وتابع إن عقد مثل هذه القمة خارجة عن استطاعة النظام الامريكي كما هو الحال عند حليفها الضعيف والمنزوي الكيان الصهيوني.
وأكد حسيني أن القمم والتحالفات التي أنشأها النظام الأمريكي ضد الأمة الإيرانية والتي تهدف إلى كسر عزيمتها وتقويض إرادتها على مدى أربعين عام منذ الثورة الاسلامية قد باءت بالفشل.
يذكر ان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو اعلن الجمعة ان واشنطن تعمل على تنظيم مؤتمر حول ايران يومي 13 و 14 شباط /فبراير القادم.
وياتي هذا الاجراء في سياق محاولات امريكا اليائسة خلال الاشهر الماضية في الترويج لسياسة التخويف من ايران.
وكان قد رد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على المشروع الامريكي لتنظيم مؤتمر مناهض لايران في العاصمة البولندية وارسو، واصفا إياه بانه وصمة عار لن تمحى عن جبين الحكومة البولندية.