هذه القرارات السياسية المطلوبة، في الواقع تشكل حلا لجزء كبير من القضايا الخلافية العالقة بين المتفاوضين في العاصمة النمساوية، لكونها ساهمت بشكل كبير في تخريب الاتفاق النووي وارباك سير العمل بالتعهدات المنصوصة فيه.
كبير المفاوضين الروس "ميخائيل اوليانوف" يقول في هذا الخصوص : تفصلنا دقيقة واحدة فقط عن التوصل الى خط النهاية؛ مضيفا ان تجاوز هذه المرحلة يتطلب ارادة حقيقية واتخاذ خطوات اساسية لتسوية القضايا العالقة.
الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى، اضاف في تصريح للصحافيين ان حل القضايا المتبقية ممكن في اي لحظة، لكن ذلك يعتمد على اتخاذ قرارات سياسية يليها اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي لاعتماد الاتفاق النهائي بين الاطراف.
من جانب اخر، ينبغي الاشارة بان القضايا العالقة في مفاوضات فيينا هي "خطوط الحمراء" التي اعلنت عنها ايران من اجل ضمان عدم تكرار التجربة الترامبية المريرة والحؤول دون تكرّر انسحاب واشنطن المخرب وغير القانوني من الاتفاق النووي الذي كان قد صادق عليه مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وفي هذا الخضم، لقد شاهد العالم ان الدول الاوروبية الاعضاء رغم انها لم تؤيد اجراءات واشنطن لكنها لم تقدم ايضا على اي خطوة تلبي مطالب ايران القانونية والهادفة الى اعادة التوازن لهذا الاتفاق الدولي.
الى ذلك، ورغم ضرورة حل القضايا الخلافية العالقة بين اطراف المفاوضات، لكن الغرب ممثلا بالترويكا الاوروبية وامريكا وبتوجيه الكيان الصهيوني، ظهر في الاونة الاخيرة محاولا التقليل من شأن هذه الملفات والترويج زيفا بان "القضايا المتبقية لا ترتبط بموضوع المفاوضات وبما يلزم على ايران التخلي عن مطالبها في هذا الخصوص".
في السياق نفسه، صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافائيل غروسي" امس، قائلا ان "المشاورات مستمرة مع ايران بهدف حل الخلافات المتعلقة باتفاق الضمانات وهي مستقلة عن المفاوضات الجارية في فيينا"؛ على حد تعبيره.
ردا على هذه التخرصات والفبركات الاعلامية من جانب الغرب للتضليل على حقيقة ما يجري في عاصمة النمسا، جاءت تصريحات رئيس الفريق الايراني المفاوض "علي باقري كني" لـ "ارنا"، قوله، "كلما شاهدتم الطرف الاخر يسعى لاثارة اجواء سياسية واعلامية بعيدا عن طاولة الحوار، فإن ذلك مؤشر على افلاسه".
الجمهورية الاسلامية اكدت منذ البداية، ان التوصل الى اتفاق نهائي، يعتمد على التحلي بالحكمة والمضي قدما بمزيد من الحزم والاخذ بزمام المبادرة واعتماد مواقف متوازنة؛ ومن هذا المنطلق فإن الكرة بات اليوم في ملعب الغرب لاتخاذ قرارات سياسية واضحة.