وبحسب مصادر إعلامية في فيينا، فإن مسار المفاوضات في الأيام الأخيرة يشير الى التقدم، وذلك وفقا للوفود المشاركة فيها. فزيادة تحركات الوفود والاجتماعات المتعددة والمطولة تشير إلى أن المفاوضات في طريقها للتقدم رغم أنها بطيئة وتمضي بحذر.
وأقر كبير المفاوضين الروس ميخائيل أوليانوف، منذ بداية الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا، بتقدم المحادثات أكثر من أربع مرات على وسائل التواصل الاجتماعي وعدة مرات في تصريحات لوسائل الإعلام.
ففي 29 ديسمبر 2021 ، أعلن أوليانوف عن عقد اجتماع ممثلي مجموعة 4 + 1 مع الولايات المتحدة، وكتب في تغريدة ان هذا الاجتماع ركز على عملية تفاوضية جادة وإيجابية لرفع الحظر. وكانت هذه التصريحات التي عبرت عن الأجواء الإيجابية للمحادثات، الاولى من نوعها منذ بدء الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا.
وفي 31 ديسمبر 2021 ، استخدم أوليانوف رسميًا مصطلح التقدم في عملية التفاوض، مشيرًا إلى أنه "لاحظ تقدم على طاولة المفاوضات ". وكتب على تويتر: "لأول مرة منذ يونيو، تشمل التقييمات مكونات إيجابية حذرة مايدل حقاً على أن المفاوضات تمضي قدما".
وفي 7 يناير 2022، قال كبير المفاوضين الروس بأن جميع المشاركين في مفاوضات فيينا أقروا بإحراز بعض التقدم في إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 ورفع الحظر. وردا على سؤال الصحفيين حول تقييمه لآفاق المحادثات، توقع اوليانوف أن تكون إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي في فبراير تقييما معقولا.
اما كبير المفاوضين الصينيين، وانغ تشيوان، لديه نفس تقييم اوليانوف لعملية التفاوض في فيينا. ومع إنه ليس نشطا جدا في مواقع التواصل الاجتماعي الا ان الصحفيين يستغلون فرصة تواجده في فيينا لحضور الاجتماعات ويطرحون عليه الأسئلة. ويعتقد تشيوان أن عملية التفاوض بطيئة لكنها تحرز تقدما.
وبالإضافة إلى الصين وروسيا، قدمت الأطراف الأوروبية تقييما إيجابيا حذرا حول عملية التفاوض في فيينا، وذلك بعد فترة طويلة من إنكارها إدراج مطالب إيران في مسودة الاتفاق. فقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يوم الجمعة الماضي خلال أحد أشهر البرامج الإخبارية على قناة “بي.إف.إم” الفرنسية: "ما زلت مقتنعا بأنه يمكننا التوصل إلى اتفاق. لكن الوقت ينفد".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في 4 يناير 2022، إن "محادثات الاتفاق النووي مع إيران في فيينا أظهرت تقدما متواضعا"، وأن "الولايات المتحدة تأمل في البناء على التقدم الذي تم إحرازه".
إلا أن التفاؤل بتقدم المفاوضات قد سيطر على الاجواء في الأيام الأخيرة، لان المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح بفضل مبادرات الجانب الإيراني.
فاكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان في تصريحات للتلفزيون الايراني، على الاقتراب من التوصل إلى اتفاق جيد في فيينا، معربا عن أمله أن يتم الاتفاق في أسرع وقت. وقال اقتربنا من التوصل إلى اتفاق جيد في فيينا وآمل أن يتم الاتفاق بأسرع وقت"، مشددا على أنه "لا نريد مفاوضات استنزافية ومطولة". واضاف: "لقد قلنا بانه لو توفرت لديهم حسن النية والارادة الجادة فان كل شيء واضح. لو عادت الاطراف الاخرى في الاتفاق النووي (المنتهكين للاتفاق النووي خاصة امريكا التي خرجت منه والدول الاوروبية الثلاث التي اتبعت امريكا) سنعود نحن ايضا الى نقطة التوافق في الاتفاق النووي".
واكد امير عبد اللهيان: "لا نسعى وراء حالة الاستنزاف في المفاوضات ولسنا مستعدين بان نعطي 10 نقاط ونحصل على نقطة واحدة. من المهم لنا الدفاع عن حقوق ومصالح بلادنا حتما. منطق المفاوضات هو اخذ وعطاء. لو توفرت الارادة الجادة (لدى الطرف الاخر) فبالامكان الوصول الى اتفاق جيد في اقصر فترة زمنية".
وكان رئيس الوفد الايراني المشارك في المفاوضات الجارية بفيينا، "علي باقري كني"، اعتبر في تصريح يوم 5 يناير 2022 ان المباحثات ايجابية وماضية باتجاه الامام.
وفي المحصلة، يمكن ملاحظة أن المفاوضات تمضي قدما بمبادرة من فريق التفاوض الإيراني، وإذا كان لدى الطرف الآخر إرادة أكثر جدية لرفع الحظر، فسيتم التوصل إلى اتفاق جيد في اقصر وقت ممكن.