وكان المرزوقي، المقيم في باريس، انتقد بشدَّةٍ خطوات الرئيس التونسي قس سعيّد، التي أعلنها في تموز/يوليو الماضي، وقضت بعزل الحكومة وتجميد عمل البرلمان، ووصفها بأنها "انقلابٌ"، ودعا إلى احتجاجاتٍ ضد الرئيس سعيّد، وإلى نقل مؤتمرٍ دوليٍّ كبيرٍ للدول الناطقة بالفرنسية من تونس.
ورفض سعيّد الاتهامات بأن إجراءاته تمثل انقلاباً، وقال إنها تمثّل تنفيذاً لنصّ الدستور. وقال إنَّه تحرَّك لإنهاء شللٍ سياسيٍّ طويل الأمد، وأعلن عن إجراءِ استفتاءٍ العام المقبل على دستور جديد تعقبه انتخابات برلمانية.
وقال سعيّد في تشرين الأول/أكتوبر إنه سيسحب جواز السفر الدبلوماسي من الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي "بعد مطالبته فرنسا بوقف مساعدتها للنظام التونسي"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وفي ردٍّ على قرار الرئيس سعيّد قال المرزوقي "أنا غير معنِيٍّ بأيِّ قرار يصدر عن السلطات التونسية ضدّي"، معتبراً الحكومة التونسية "غير شرعية".
وفي 4 تشرين الثاني/نوفمبر أفادت مصادر في تونس بإصدار بطاقة جلب دولية بحق الرئيس السابق المنصف المرزوقي، على خلفية تصريحات اعتُبرت تهديداً لأمن الدولة.
وقبل أيام، شهدت العاصمة تونس مجدَّداً تظاهرات مؤيدة وأخرى مناهضة لقرارات الرئيس قيس سعيّد. يأتي ذلك بالتزامن مع إحياء تونس الذكرى الــ 11 لاندلاع "ثورة 17 ديسمبر"، وسط حالةِ انقسامٍ سياسيٍّ غير مسبوقٍ، على خلفية القرارات التي أعلنها سعيّد في تموز/يوليو الماضي.