البث المباشر

شرح فقرة: "وترد عني كيد الكيدة ومكر المكرة، اللهم مَن أرادني فأرده ومَن كادني فكِده..."

السبت 9 إبريل 2022 - 15:48 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "وترد عني كيد الكيدة ومكر المكرة، اللهم مَن أرادني فأرده ومَن كادني فكِده..."

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 22

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة وما تتضمنه من النكات المتنوعة في ميدان المعرفة والسلوك ومن ذلك الدعاء الموسوم بدعاء علقمة او صفوان وهو الدعاء الذي يقرأ بعد زيارة عاشوراء المشهورة وزيارة الامام علي(ع) والامام الحسين(ع).


وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك الان عن احد مقاطعه البادئ بقوله(ع) أي منشئ الدعاء (أسألك ان تصلي على محمد وآل محمد وان تكشف عني همي وغمي وكربي)، الى ان يقول (وترد عني كيد الكيدة ومكر المكرة، اللهم من ارادني فارده ومن كادني فكده، واصرف عني كيده ومكره وبأسه وامانيه)، هذا المقطع او القسم من الدعاء هو امتداد لفقرات سابقة تحوم جميعاً على موضوع واحد هو التوسل بالله تعالى بان يدفع الله تعالى عن قارئ الدعاء مختلف انماط الشر ويلاحظ بان المكر والكيد يتكرران في الدعاء بحيث ان قارئ الدعاء يضطر الى التساؤل عن سر التكرار لهذين النمطين من السوء فماذا نستخلص من ذلك؟


لقد سبقت الاشارة الى ان المكر والكيد هما سلوكان عدوانيان يعنيان الحيلة والخداع ونحوهما، بيد ان الكيد هو اشد سوء او اثراً في العدوان والمهم هو ان الدعاء يستهدف التوسل بالله تعالى بان يدفع عن العبد كل انماط العدوان شديدة والاقل منه واما التأكيد على هذين النمطين من العدوان فهو ان الكيد والمكر هما سلوكان غير علنيين أي يتمان من وراء الستار مصحوبين بما هو حيلة وخداع بحيث تقع الضحية في الفخ وهو امر اشد ايذاءاً من العدوان المباشر كما هو واضح.


هنا بعد ان يتوسل الدعاء بالله تعالى بان يرد عن عبده كيد الكيدة ومكر المكرة يتجه الى توسل آخر هو ليس الدفع أي دفع الشدة عن العبد بل الحاق المكر والكيد بصاحبهما وبكلمة اشد وضوحاً ان قارئ الدعاء يتوسل بالله تعالى بان يجعل المكر والكيد الصادرين من العدو مردوداً عليهم بحيث ينال السوء بدلاً من قارئ الدعاء وهذا ما عبرت الفقرات الاتية عنه (اللهم من ارادني فارده، ومن كادني فكده، واصرف عني كيده ومكره وبأسه وامانيه)، بيد ان الملاحظ هنا ان هذه الفقرات من الدعاء اضافت امرين آخرين هما البأس والاماني أي توسلت بالله تعالى ان يصرف من البأس والاماني الصادرين من الاخرين حيال العبد.


والسؤال الجديد هو ما هو المقصود من هذين النمطين من السلوك، بعد ملاحظتنا ان الفقرات السابقة كانت تشدد على موضوع الكيد والمكر؟


من البين ان البأس معناه القوة او الحرب واما الاماني فتعني ما يتمناه المرء فيكون المعنى هو ان العبد يتوسل بالله تعالى بان يدفع عنه كل وسائل القوة المادية والمعنوية التي يستخدمها العدو حيال القارئ للدعاء هنا قد يتساءل قارئ الدعاء عن دلالة ما اشرنا اليه من السوء بمعناه غير المادي أي المعنوي وهو ما عبر الدعاء عنه واماني العدو حيث قال واصرف عني بأسه وامانيه؟


الجواب هو: ان الاماني هو جمع امنية والامنية هي ما يتمناه المرء فاذا كررنا ما سبقت الاشارات اليه في لقاءاتنا المتنوعة بان الله تعالى يستهدف تحقيق ما نتوسل به حتى في ابسط ما نتصوره من الاذى ان فقرة الدعاء المتوسلة بالله تعالى ان يدفع عنا اماني العدو معناها ان عدونا حتى في نطاق ما يفكر به او يتمناه من الحاق الاذى بنا نسأل من الله تعالى ان يدفع عنا ذلك المستوى من تفكير العدو.


اذن فقرات الدعاء تتوسل بالله تعالى ان يدفع عن عبده جميع الاذى خطيرة وحقيرة بالنحو الذي اوضحناها.


ختاماً نسأله تعالى ان يدفع عنا السوء وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة