البث المباشر

شرح فقرة: "وسلطان من أخاف سلطانه، وكيد من أخاف كيده، ومقدرة من أخاف مقدرته عليّ..."

السبت 9 إبريل 2022 - 15:48 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "وسلطان من أخاف سلطانه، وكيد من أخاف كيده، ومقدرة من أخاف مقدرته عليّ..."

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 21

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـ دعاء علقمة او صفوان وهو الدعاء الذي يقرأ بعد زيارة الامام علي(ع) الزيارة السادسة وزيارة الامام الحسين(ع) زيارة عاشوراء وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك الان عن فقرات تتوسل بالله تعالى بان يصلي على محمد وآل محمد عليهم السلام وان يرفع شدائد عبده قارئ الدعاء يقول المقطع (أسألك ان تصلي على محمد وآل محمد، وان تكشف عني همي وغمي)، الى ان يقول (وتكفيني هم من اخاف همه)، ثم (وسلطان من اخاف سلطانه، وكيد من اخاف كيده، ومقدرة من اخاف مقدرته عليَّ)، ان هذه الفقرات وما قبلها وما بعدها تصب جميعاً في دلالة مشتركة هي الشدائد التي يعاني منها قارئ الدعاء حيث يتوسل بالله تعالى بان يكفيه شرها.

 

ان الفقرات التي نعتزم الحديث عنها الان هي الفقرة: وسلطان من اخاف سلطانه، ولكن الملاحظة ان فقرة اخرى ورد فيها ومقدرة من اخاف مقدرته عليّ، هنا نحرص تماماً كل الحرص على ان نوضح لك الفارق بين هاتين العبارتين ونعني بهما العبارة المتوسلة بالله تعالى بان يكفي قارئ الدعاء سلطان من أخاف سلطانه، ومقدرة من يخاف مقدرته عليّ.

 

ان قارئ الدعاء يعنيه بلا ادنى شك ان يعي ما يقرأ لانه مطالب بذلك وحينئذ أليس من حقه ان يتساءل عن الفارق بين هاتين العبارتين؟ الا يتداعى ذهنه في البداية الى ان تلك العبارتين هما بمعنى واحد أي ان السلطان والمقدرة هما معنى واحد وهو التسلط من شخص على آخر؟ ولكن الحق ان الامر ليس كذلك كيف؟

 

ان عبارة وسلطان من أخاف سلطانه تعني في الدقة اللغوية السلطة على الآخر كالسلطة التي يتمتع بها الحاكم السياسي مثلاً على الرعية حيث ان سيطرته على الرعية تختلف عن المقدرة التي يتمتع بها شخص ويستخدمها في ايذاء الغير كما لو افترضنا ان شخصاً ما يتميز بقدرته الجسدية ويستخدمها في العدوان على ضعيف جسداً او القدرة الاجتماعية التي يتمتع بها فيستخدمها في الايقاع بشخص ما من خلال الجاه او الوساطة التي يمتلكها في الحاق الضرر بالاخر.

 

اذن السلطان هو غير المقدرة وبما ان النصوص الشرعية تتميز بحرصها على اشباع حاجات قارئ الدعاء في اوسع وادق مستوياتها حينئذ تحرص على ابعاد الاذى عن قارئ الدعاء سواءاً كان الاذى الملحق به من جانب قوي يمتلك صنع القرار السياسي مثلاً او من جانب شخص عادي ولكنه يتميز بقدرة جسدية او معنوية يستغلها في الحاق الضرر بقارئ الدعاء.


بقي ان نحدثك عن العبارة الثالثة وهي وكيد من اخاف كيده، أي العبارة المتوسلة بالله تعالى بان يكفي عبده كيد من يخاف كيده، هنا نتوقع منك ان تثير سؤالاً آخر وهو ان الدعاء او المقطع من الدعاء الذي نتحدث عنه قد وردت فيه قبل هذه العبارة عبارة مماثلة تقول ومكر من اخاف مكره، والسؤال الذي نتوقع صدوره منك هو اليس المكر والكيد بمعنى واحد؟


الجواب: صحيح انهما بمعنى واحد ولكن من حيث الدلالة العامة واما من حيث الدلالة الخاصة فان المكر يختلف عن الكيد وذلك بان الكيد هو مكر في الواقع ولكنه اشد حجماً من المكر، أي ان المكر هو حيلة وخداع يستهدف ضرر الاخر ولكن الكيد هو اشد ضرراً وكما كررنا بما ان النصوص الشرعية تحرص على ازالة الضرر عن قارئ الدعاء الضرر الكبير والضرر الاقل منه، حينئذ فانها تتوسل بالله تعالى بان يجنب عبده كل مستويات الخداع او الحيلة التي تستهدف الحاق الضرر بالعبد سواءً أكان الضرر كبيراً او غير كبير.


اذن امكننا ان نتبين الفارق بين المكر وبين الكيد، والمهم هو ان نسأله تعالى بان يكفينا مطلق الشرور والاهم من ذلك هو ان يوفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة