البث المباشر

شرح فقرة: "وعسر من أخاف عسره"

السبت 9 إبريل 2022 - 15:38 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "وعسر من أخاف عسره"

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 20

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـدعاء (علقمة او صفوان) وهو دعاء يقرأ بعد زيارة الامام علي(ع) والامام الحسين(ع) وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يتوسل بالله تعالى بان يكفي قارئ الدعاء مختلف شدائده ومنها هذه العبارات أسألك ان تصلي على محمد وآل محمد، الى ان يقول وتكفيني هم من اخاف همه، وعسر من اخاف عسره وحزونة من اخاف حزونته.

هذه العبارات حدثناك عن اولاها وهي عبارة وتكفيني هم من اخاف همه، اما العبارة الثانية فهي وعسر من أخاف عسره.

هذه العبارة او المصطلح المتمثل في كلمة العسر لا تحتاج الى تفسير فهي تعني ما صعب من الامور، والعبارة تتوسل بالله تعالى بان يكفي قارئ الدعاء كل من يحاول ان يعسر عليه الامور أي تطلب ما هو مسبب من الاخرين في تعسير الامر وهذا بطبيعة الحال يختلف عن العسر اذا كان ناشئاً من قارئ الدعاء أي هناك فارق بين ان يكون الامر عسيراً على قارئ الدعاء بسبب ظروفه كما لو كان مريضاً او مديوناً لا يستطيع دفع ذلك، وبين ان يعسر الاخرون الامر عليه كما لو عسره الدائن مثلاً وهو لا يستطيع وفاء دينه.

ونتجه الى العبارة الثالثة وهي تقول وحزونة من اخاف حزونته والحزونة تطلق على موضوعين احدهما بمعنى التحزين كمن يسبب لك حزناً مثلاً والاخر بمعنى الارض الغليظة ففي الحالة الاولى يكون التعبير حقيقياً وفي الحالة الثانية يكون التعبير مجازياً كالرمز او الاستعارة لما هو تحزين للاخر، والمهم ان الحزن بنحو عام يختلف عن شدائد الهم او شدائد العسر يكون ما يضاد السرور والفرح أي كل ما يسبب للشخصية من تكدير لتوازنه الداخلي ولذلك فهو أي التحزين يعني ان يسبب لك الاخر حزناً بسبب كلام جارح او خبر متشائم وايذاء مادي، وبعد ذلك نواجه عبارة جديدة هي وشر من اخاف شره ومكر من اخاف مكره.

هنا قد تستوقفك هذه العبارات المتلاحقة بعضها بعد الاخرى كالحزن والهم والغم والعسر والكرب، ثم العبارات الاخرى كالشر والمكر، حيث يختلط عليك الامر ويتعذر عليك الفرز بين هذه المصطلحات المعبرة جميعاً في حجمها او طبيعتها فالشر مثلاً والمكر كذلك في هذا المقطع من الدعاء يتماثلان في كونهما شدة ولكن كلاً منهما يختلف عن الاخر ... كيف ذلك؟

ان الشر هو مطلق ما يسؤوك من الامور المادية والمعنوية كمن يحاول الحاق الاذى الجسدي مثلاً او تلويث سمعتك بينما المكر هو نمط خاص من الشدة يختلف عن مطلق الشر كمن يخدعك مثلاً فيوقعك في الشر لا انه يسبب الشر مباشرة بل يحتال عليك، مستهدفاً الاضرار بك بعكس الحيلة المطلقة حيث قد يحتال عليك الشخص ولكن دون ان يلحق بك الضرر، وهذا على العكس من المكر حيث يجسد حيلة ولكنها مصحوبة بالاضرار كما قلنا.

بعد ذلك نواجه عبارتين هما وبغي من اخاف بغيه، وجور من اخاف جوره، وهذان المصطلحان أي الجور والبغي مع انهما يطلقان على الظلم الا ان احدهما اشد من الاخر، وهو البغي حيث ان البغي هو الظلم مطلقاً بينما الجور هو اخف منه، حيث يعني الامالة عن الشيء فالظلم مثلاً هو ان يغتصب احد حقك كاملاً ولكن الجور هو ان يجحف بحقك فيعطيك اقل مما هو مطلوب.

اخيراً ثمة عبارات اخرى تحوم بدورها على هذه الموضوعات أي التوسل بالله تعالى بان يكفي عبده مختلف شدائد الحياة حيث سنعرض لها لاحقاً ان شاء الله تعالى.

اما الان فحسبنا ان نتوسل بالله تعالى بان يكفينا شدائد الحياة وشدائد الاخرة، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة