البث المباشر

دعاء الإمام الكاظم في حال قنوته-1

الأربعاء 16 يونيو 2021 - 17:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- إشراقات من الصحيفة الكاظمية

دعاؤه عليه السلام في حال قنوته
اللهمّ انّي وفلان بن فلان عبدان من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا، ومنقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا، تطّلع على نيّاتنا وتحيط بضمائرنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي(۱) عندك شيء من امورنا، ولا يستتر دونك حال من احوالنا.
ولا منك معقل يحصننا، ولا حرز يُحرزنا، ولا مهرب لنا نفوتك به، ولا يمنع الظالم منك حصونه، ولا يجاهدك عنه جنوده، ولا يغالبك مغالب بمنعة، ولا يعازّك معازٌّ بكثرة، انت مدركه اينما سلك، وقادر عليه اينما لجأ.
فمعاذ المظلوم منّا بك، وتوكُل المقهور منّا عليك ورجوعه اليك، يستغيث بك اذا خذله المغيث، ويستصرخك اذا قعد عنه النّصير، ويلوذ بك اذا نفته الافنية، ويطرق بابك اذا اُغلقت عنه الابواب المرتجة، ويصل اليك اذا احتجبت عنه الملوك الغافلة، تعلم ما حلّ به قبل ان يشكوه اليك، وتعلم ما يصلحه قبل ان يدعوك له، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً عليماً خبيراً قديراً.
وانّه قد كان في سابق علمك، ومحكم قضاءك، وجاري قدرك، ونافذ امرك، وماضي مشيّتك في خلقك اجمعين، شقيّهم وسعيدهم، وبرّهم وفاجرهم، ان جعلن لفلان بن فلان عليّ قدرة، فظلمني بها وبغى عليّ بمكانها، واستطال وتعزز بسلطانه الذي خوّلته(۲) ايّاه، وتجبّر وافتخر بعلوّ حاله الذي نوّلته، وغرّه املاؤك(۳) له، واطغاه حلمك عنه.
فقصدني بمكروه عجزت عن الصّبر عليه، وتعمّدني بشرّ ضعفت عن احتماله، ولم اقدر على الاستنصاف(٤) منه لضعفي، ولا على الانتصار لقلّتي، فوّكّلت امره اليك، وتوكّلت في شأنه عليك، وتوعّدته(٥) بعقوبتك، وحذّرته ببطشك، وخوّفته نقمتك، فظنّ انّ حلمك عنه من ضعف، وحسب انّ املاءك له من عجز، ولم تنهه واحدة عن اخرى، ولا انزجر عن ثانية باُولى.
لكنّه تمادى(٦) في غيّه، وتتابع في ظلمه، ولجّ في عدوانه، واستشرى(۷) في طغايانه، جرأة عليك ياسيدي ومولاي، وتعرّضاً لسخطك الذي لا تردّه عن الظّالمين، وقلّة اكتراث ببأسك الذي لاتحبسه عن الباغين.
فها انا ذا ياسيّدي مستضعف في يده، مستضام(۸) تحت سلطانه، مستذلُّ بفنائه، مغلوب مبغيُّ عليّ، مرعوب وَجِلٌ خائف، مروّع مقهور، قد قلّ صبري وضاقت حيلتي، وانغلقت عليّ المذاهب الا اليك، وانسدّت عنّي الجهات الاّ جهتك، والتبست عليّ اموري في دفع مكروهه عنّي، واشتبهت عليّ الاراء في ازالة ظلمه، وخذلني من استنصرته من خلقك، واسلمني من تعلّقت به من عبادك، فاستشرت نصيحي فاشار عليّ بالرّغبة اليك، واسترشدت دليلي فلم يدلّني الاّ اليك.
فرجعت اليك يا مولاي صاغراً راغماً مستكيناً، عالماً انّه لافرج لي الاّ عندك، ولا خلاص لي الاّ بك، انتجز وعدك في نصرتي واجابة دعائي، لانّ قولك الحق الذي لايُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ، وقد قلت تباركت وتعاليت: (ومن بُغِي عليه لينصرنّه الله) (۹)، وقلت جلّ ثناؤك وتقدّست اسماؤك: (ادعوني استجب لكم) (۱۰).
فانا فاعل ما امرتني به، ولا منّاً عليك، وكيف اَمُنٌّ به وانت عليه دللتني، واستجب لي كما وعدتني، يا من لا يخلف الميعاد.

*******


(۱) ينطوي: يكتم ويخفي.
(۲) خوّلته: ملكته.
(۳) املاؤك: امهالك.
(٤) الانتصاف (خ ل).
(٥) توعّد: تهدّد.
(٦) تمادى: لجّ.
(۷) استشرى: لجّ.
(۸) الضيم: الظلم.
(۹) الحجّ: ٦۰، وفيه (ثمّ بغي عليه).
(۱۰) غافر: ٦۰.

*******

المصدر: الصحيفة الكاظمية

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة