البث المباشر

تفسير موجز للآيات 66 الى 70 من سورة يس

الثلاثاء 14 إبريل 2020 - 00:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 811

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم و رحمة الله وبركاته يسعدنا اللقاء بكم أيها الأكارم ضمن حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة حيث نواصل التأمل في سورة يس المباركة و تحديدا في الايات 66 حتى 70 منها . كالعادة نصغي إلى تلاوة مرتلة للايتين 66 و67:

 وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ ﴿٦٦﴾ 

وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ ﴿٦٧﴾

استكمالا للآيات السابقة تتناول هذه الايات ، قسما آخر من التوبيخات والتقريعات الإلهيّة للمجرمين في يوم القيامة. تؤكد الاية أن العقوبة الإلهية لا تتحقق في القيامة فحسب فلو شاء الله لعذب المذنبين العاصين في هذه الدنيا، فهو لا يعجزه شيء عن تعذيب هؤلاء .

ولو شاء الله لجعل على أعينهم حجابا يعمي أبصارهم بحيث لا يستطيعون السير في الطريق الذي يسلكونه يوميا فما بالك بأن يتسابقوا فيه .ولو أراد الله تعالى لحول هؤلاء إلى تماثيل بلا روح ولا حركة لا يستطيعون التقدم ولا التأخر .

وخلاصة الكلام :

  • فإن الإنسان غير مأمون من الغضب الإلهي في الدنيا و عليه أن لا يغفل منه إن كان ناكرا لنعم الله تعالى فقد يحل عليه الغضب الالهي وهو في غفلة منه
  •  والأمر الأخر هو أن الله تعالى لا يعذب الإنسان العاصي في الدنيا إلا في أمور خاصة كي لا يسلب منه حق الاختيار و الانتخاب .

 

و الان أيها الأكارم نستمع إلى تلاوة الاية 68 من سورة يس:

وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٦٨﴾ 

البعض من الناس يؤجل التوبة والرجوع إلى الله تعالى في عمر الشيخوخة جاءت هذه الاية لتنفد هذا التوجه، فإذا أراد العبد سلوك الطريق السليم عليه أن يسير على هذا الطريق وهو شاب يملك القدرات والقابليات وإن بلغ الشيخوخة والكبر فهو يصاب بالضعف والهوان و عندها لا يتمكن من سلوك الطريق السوي بكل نشاط وحيوية .

هذه الاية المباركة تؤكد:

  • أن طول العمر للإنسان لا يحمل للفرد القدرة والقابلية بل إنه يساوي الهبوط إلى حيث الضعف والعجز هذا أولا
  • العمر مهما طال فهو محدود وآمال الإنسان لا تنتهي فالفائز هو من استثمر حياته في طاعة الله وخدمة عباده .

الأمر الاخر هو إن نجاة الإنسان لا تتحقق إلا من خلال اللجوء إلى قدرة التفكير والتعقل السليم . و كلما ادى بالانسان إلى الغفلة و السهو عن سرعة مضي العمر فهو سبب لهلاكه وتعاسته .

 

اهلا بكم من جديد أيها الأكارم اليكم الان تلاوة الايتين 69و 70 من سورة يس المباركة:

وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ﴿٦٩﴾ 

لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧٠﴾

بعد أن تحدثت الايات السابقة عن التوحيد والمعاد تنتقل الايات التالية للإشارة إلى موضوع النبوة وصدق الدعوة المحمدية المباركة .لتؤكد أن ما نزل على النبي الأكرم هو ليس بشعر وإن كانت اياته يحمل أحيانا كلاما موزونا و له موسيقى خاصة إلا أن النبي وبشهادة التاريخ لم يكن شاعرا قط . و أن هذا الكلام هو كلام الله تعالى ليتعظ به الذي يبحث عن الحق وِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ و أما الكفار والمعاندون فلا تأثير لهذا الكلام في قلوبهم لأنها قلوب ميتة فقد ختم الله عليها بكفرهم .. بل يكون هذا القران حجة عليهم كي لا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين .

بشكل عام تشير الايات إلى تعاليم مهمة منها:

  • إن القران لا ينفي الشعر والأدب بل إنه ينفي أن يكون النبي شاعرا و ليس القران شعرا.و لم يشيد على اساس التخيلات والإلهامات الشعرية إنه كلام الله وعلى أساس الحكمة والعلم و المنطق الإلهي .
  • إن الذي لا يرخض للحق ليس إلا انسانا ميتا ، فقيمة المرء بحياة قلبه و طهارة روحه . فمن تمتع بالإيمان الحق هو الذي يعيش حياة طيبة و من كفر فهو ميت لا محالة .

الى هنا وتنتهي حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة ...

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة